باراك يعود إلى طروحات أورتاغوس: مواعيد ومُهل محدّدة

من الواضح أن “الحزب” لم يتراجع بعد بقبوله تسليم سلاحه وتنفيذه اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن مهمة باراك ستصطدم مُجددًا برفض الحزب مناقشة السلاح، وعليه فإنّ كل الخيارات والاحتمالات والسيناريوهات مفتوحة.
كتبت ريمان ضو لـ”هنا لبنان”:
قبل اللقاء المرتقب، صباح الاثنين، بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والموفد الأميركي توم باراك، عقدت اللجنة الرئاسية الثلاثية اجتماعًا، مساء الأحد، في قصر بعبدا، لوضع اللمسات الأخيرة على الملاحظات اللبنانية النهائية، تمهيدًا ليتسلمها باراك من رئيس الجمهورية.
أنهى باراك وضع تفاصيل وقف إطلاق النار في السويداء، وبعدما تأكد من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، غادر إلى لبنان في زيارته الثالثة، ليطبخ المفاوضات على نار هادئة. فوصل قبل يوم من الموعد المحدد، من دون إجراء أي محادثات رسمية، على أن تمتدّ زيارته حتى الأربعاء، ليعود مُحمّلًا بالرد اللبناني على الرد الأميركي.
لقاءات باراك ستكون موسعةً ولن تقتصر على الرؤساء فقط، بل ستشمل قيادات سياسية وروحية ووجوهًا نيابية. وإن كان جدول مواعيد باراك قد نُقل من الثلاثاء إلى الاثنين، إلا أن لقاءه مع الرئيس نبيه بري بقي مُجدولًا لصباح الثلاثاء، كما يحل ضيفًا على عشاء في دارة النائب فؤاد المخزومي بحضور عدد من النواب.
تشير مصادر ل”هنا لبنان” إلى أن الجواب اللبناني الأول على الرد الأميركي تضمن عدة أسئلة واستيضاحات، فأتى التوضيح الأميركي مُرفقًا بأسئلة إضافية يُفترض أن يجيب عنها الجانب اللبناني.
وتشير المصادر إلى أن الرد اللبناني على الورقة الأميركية تضمن التزامًا بإنهاء ملف السلاح، على مراحل مُتلاحقة ومُتزامنة مع خطوات إسرائيلية، مع ما تتطلبه كل مرحلة من وقت للانتهاء منها، إلّا أنه لم يلحظ موعد بدء ونهاية كل مرحلة من المراحل.
وتقول المصادر إن الرد الأميركي طلب تحديد بدء ونهاية تنفيذ كل مرحلة، لافتةً إلى أن هذا الطرح كان سبق وحملته مورغان أورتاغوس في زياراتها المتتالية إلى لبنان.
وتشير المصادر إلى أن من فرح برحيل مورغان أورتاغوس، هو نفسه اليوم يُفاوض على طروحاتها، التي هي بالأصل طروحات وزارة الخارجية الأميركية بإشراف وزير الخارجية مارك روبيو، وليس باراك من يُفاوض.
وتشير المصادر إلى أن المطروح اليوم ليس عقد اتفاقٍ جديدٍ، بل وضع أُطر واضحة وآلية تنفيذ للاتفاق الذي وُقّع في تشرين الأول، والذي وافق عليه حزب الله، كما وافق على البيان الوزاري للحكومة الذي ينصّ على بند حصرية السلاح. وللمفارقة، أن نواب الحزب جدّدوا الثقة بهذه الحكومة في الجلسة النيابية الأخيرة.
من المؤكد أن ما حصل في السويداء سيرخي بظلاله على الواقع اللبناني ومفاوضات تسليم سلاح حزب الله، بالتزامن مع ما يُحاول ترويجه عن حشود عسكرية سورية على الحدود اللبنانية – السورية، وخلايا يتم القبض عليها لتنظيم داعش في لبنان.
ومن الواضح أن حزب الله لم يتراجع بعد بقبوله تسليم سلاحه وتنفيذه اتفاق وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن مهمة باراك ستصطدم مُجددًا برفض الحزب مناقشة السلاح، وعليه فإنّ كل الخيارات والاحتمالات والسيناريوهات مفتوحة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() باراك أكثر تشدّدًا: لا تُضيّعوا الفرصة! | ![]() الرد الأميركي وصل: نعم ولكن بشروط! | ![]() “الحزب” يتمرد على الشرعية اللبنانية.. وبوادر خلاف مع بري |