الرد اللبناني في يد باراك… وواشنطن توجّه رسالة تهدئة: “لا نريد صبّ الزيت على النار”

لبنان 21 تموز, 2025

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، خصوصاً على خلفية التطورات الأمنية في سوريا، تسارعت وتيرة الحراك الدبلوماسي الأميركي باتجاه لبنان، مع وصول الموفد الرئاسي الأميركي توم باراك إلى بيروت صباح أمس، وبدئه لقاءاته الرسمية قبل الموعد المحدد.

زيارة باراك تأتي في لحظة سياسية حساسة، يتقاطع فيها الملف اللبناني مع حسابات إقليمية معقّدة، فيما تسعى واشنطن لإعادة ترتيب أولوياتها في المنطقة، بما يشمل دعم الاستقرار، متابعة التزامات لبنان الإصلاحية، والبحث في مستقبل سلاح “حزب الله” وحدود الدور الإسرائيلي.

وفي التفاصيل، وصل الموفد الأميركي صباح أمس إلى بيروت حيث بدأ لقاءاته اليوم بدلًا من يوم غد.

وفي الصباح الباكر بدأ باراك جولته من القصر الجمهوري حيث التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون وسلّمه باسم الدولة اللبنانية، مشروع المذكرة الشاملة لتطبيق ما تعهّد به لبنان، منذ إعلان 27 تشرين الثاني 2024، حتى البيان الوزاري للحكومة اللبنانية، مروراً خصوصاً بخطاب القسم لرئيس الجمهورية.

واستمر اللقاء ساعة كاملة، وقد تسلم باراك خلاله رسمياً الرد اللبناني على الملاحظات الأميركية على الرد الرسمي بشأن حصرية السلاح بيد الدولة والمهل التنفيذية وموضوع الإصلاحات.

وأشارت المعلومات إلى أنّ الرد اللبناني تضمن كذلك “الضمانات” بشأن التزام إسرائيل بالانسحاب من النقاط الخمس ووقف الانتهاكات وتسليم الأسرى، على أن تأتي في مراحل لاحقة قضية الترتيبات المتعلقة بالحدود الجنوبية والشرقية ودعم الجيش للقيام بالمهام المنوطة به بالتنسيق مع قوات اليونيفيل.

كما تناول لقاء الرئيس عون مع باراك التطورات في لبنان والمنطقة في ضوء الأحداث الأمنية في مدينة السويداء السورية وأيضاً العلاقات اللبنانية – الأميركية.

وكان قد أفاد مراسل “هنا لبنان” أنه لن يكون هناك لقاء بين باراك ورئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم ولكن سيكون هذا اللقاء يوم غد الثلاثاء، أي ستستمر زيارة باراك ليومين”.

وأضاف، “الرئيس بري وخلال لقائه الرئيس باراك يوم غد قد ينقل موقف حزب الله، والملاحظات اللبنانية اليوم لا تتضمن مواقف حزب الله”.

وتابع، “ما يجري اليوم حول الورقة اللبنانية والورقة الأميركية ليس اتفاقًا جديدًا يختلف عن اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني، إنما هو آلية تنفيذية للوصول إلى المواضيع المطلوبة بشأن حصرية السلاح وغيرها”.

باراك: نسعى لإعادة الاستقرار لا “لصبّ الزيت على النار”

وبعد لقائه الرئيس عون، التقى باراك رئيس الحكومة نواف سلام حيث أكد بعد اللقاء أن بلاده تحاول معالجة أسباب فشل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، مشددًا على أهمية الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية.

وقال باراك إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهتم بتحقيق استقرار إقليمي، ولبنان يُعدّ جزءًا أساسيًا منه، مضيفًا: “الوضع في لبنان مختلف، هناك حكومة وجيش مستقران وتعامل واضح مع الأقليات، أما ما حصل في سوريا فهو فظيع وعلى الحكومة السورية تحمّل المسؤولية.”

وأشار إلى أنّ واشنطن لا تفكر حاليًا بفرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين، لافتًا إلى أن الجهود الأميركية تركز على إعادة الاستقرار للمنطقة “وليس على صبّ الزيت على النار.”

وفي ما يتعلّق بحزب الله، قال باراك إنّ اتفاقية نزع سلاح الحزب “مسألة داخلية للغاية”، موضحًا أنّ الحزب بالنسبة لأميركا هو “مؤسسة إرهابية أجنبية”، لكنها لا تتدخل بشكل مباشر في هذا الشأن بل تكتفي بتقديم المساعدة والتوجيه، “ولا يمكننا إرغام إسرائيل على أي خطوة”.

وختم باراك بالتأكيد أنّ بلاده لن ترسل جنودًا إلى أي منطقة في ظل ظروف عدائية.

وبحسب المعلومات سيكمل الموفد الأميركي جولته اليوم وغدًا ومن الممكن أن يلتقي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يوم الأربعاء في بكركي.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us