ترقّب للقاء باراك “الحاسم” مع برّي… رد “الحزب” على الطاولة ومقترح لوقف الاغتيالات لمدة 15 يوماً!

في ظل مساعٍ أميركية متواصلة لضبط الوضع الأمني في الجنوب اللبناني وتسهيل التوصل إلى تفاهمات حول سلاح “حزب الله”، يكتسب اللقاء المرتقب اليوم بين الموفد الأميركي توم باراك ورئيس مجلس النواب نبيه بري أهمية استثنائية، كونه يحمل الطابع الحاسم في جولة باراك الحالية. فبينما يُرتقب أن يسلّمه بري ردًا يتضمن مقترحًا بوقف مؤقت للعمليات الإسرائيلية مقابل خطوة أولى من الحزب في ملف السلاح، تسود أجواء ترقب لما ستحمله المواقف الأميركية والإسرائيلية من تجاوب أو رفض، وسط استمرار الجهود الأميركية لتقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانية.
وفي التفاصيل، يلتقي الموفد الأميركي اليوم رئيس مجلس النواب الذي تردد أنه سيسلّمه رداً منفصلاً يتضمن اقتراحاً بوقف الخروقات والاغتيالات الإسرائيلية لمدة 15 يوماً ينفذ خلالها الحزب الخطوة أو المرحلة الأولى لتسليم السلاح. ووصف لقاء بري وباراك بأنه سيكون المفصلي في جولة الموفد الأميركي، علماً أن السفارة الأميركية طلبت أن يعقد اللقاء أمس لكن بري فضّل تأجيله إلى اليوم لجوجلة نتائج لقاءاته أمس.
فقد أفادت مصادر دبلوماسية لـ”نداء الوطن” بأن بري هو الوسيط الأساسي لـ”حزب الله”، وقد تسلم باراك أمس الرد الرسمي لـ”الحزب” من بري. لذا، أرجأ باراك موعد زيارة عين التينة من أمس إلى اليوم كي يكون بين يديه الموقف النهائي للإدارة الأميركية من جواب “الحزب” وتاليًا الرد اللبناني. وعليه، جرى تقويم الموقف في واشنطن بعد الوقوف على رأي إسرائيل. وهكذا، سيحمل باراك إلى عين التينة اليوم الرد الرسمي الأميركي الإسرائيلي لجهة تلقف الرد اللبناني أو رفضه أو طرح شروط على الرد اللبناني.
وكان قد قام باراك بجولة أمس الاثنين حيث التقى رئيس الجمهورية جوزاف عون ومن ثم انتقل الى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة نواف سلام. وكان قد إجتمع باراك أيضاً مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، والنائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور. وجرى خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات والتطورات السياسية في لبنان. وأفيد أنّ البحث تناول الوضع في منطقة السويداء السورية وضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فيها وإعادة الاستقرار اليها. وأثنى باراك على مواقف جنبلاط العاقلة.
كما التقى باراك مساءً مع عدد من النواب خلال عشاء في السفارة الأميركية.
باراك: لا مطالب على لبنان وهدفنا المساعدة لا الفرض
وفي حديث مع “تلفزيون لبنان” أكد المبعوث الأميركي توم باراك بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين أن المحادثات كانت “بناءة ومفعمة بالأمل”، مشيرًا إلى إحراز تقدم في مسار التهدئة. وأوضح أنّ هدف زيارته هو دعم اتفاق لوقف الأعمال العدائية يفتح الباب أمام خطوات لاحقة تنسجم مع مصلحة لبنان.
وشدد باراك على أن واشنطن لا تفرض شروطًا، بل تسعى لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته، نافيًا أي تواصل مع “حزب الله” ومعتبرًا أن على الحزب، كجزء من لبنان، أن يتخذ قراره بشأن مستقبل سلاحه. ولفت إلى غياب الثقة المتبادل بين جميع الأطراف (لبنان، إسرائيل، حزب الله)، ما يعقّد الوصول إلى حل.
ورأى أن استقرار لبنان شرط أساس للنهوض الاقتصادي، مشيدًا بخطط الحكومة اللبنانية الإصلاحية، ومؤكدًا دعم بلاده للجيش اللبناني دون شروط مسبقة. وفي ما يخص “اليونيفيل”، أوضح أن الموقف الأميركي من تجديد ولايتها سيتبلور قبل نهاية آب. أما بشأن ترسيم الحدود مع سوريا، فرأى أنه نقاش طويل الأمد لا يجب أن يعطل فرص المستقبل.
واختتم باراك بأن لبنان يستحق أن يستعيد مكانته في المنطقة، داعيًا لتجاوز الخلافات القديمة وبناء بيئة جديدة للسلام والازدهار.