بين التشاؤم والتفاؤل… باراك يستكمل جولته في بيروت ويؤكد: “أميركا لن تتخلّى عن لبنان”

لبنان 23 تموز, 2025

بعد أن سادت أجواء تشاؤمية على زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان توم باراك، أتت زيارته إلى عين التينة لتضفي بصيصًا من النور على الصورة المظلمة التي تُحيط بملف تسليم سلاح حزب الله وتطبيق وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي.

ففي الزيارة الثالثة له إلى لبنان، كان المبعوث الأميركي “متشدّدًا ولكن لم يتحدث عن مهلةٍ زمنيةٍ، لا بل جدّد المطالبة بالإسراع بنزع سلاح حزب الله في أقرب وقت، لأن الوقت يداهم”، وفي المقابل، لم يقدّم أو يَكُنْ لديه ضمانات حول التزام الجانب الإسرائيلي بوقف استهدافاته وخروقاته.

وجاء لقاء باراك مع بري بعدما كان قد التقى الاثنين كلًا من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث كان واضحًا بكلامه بالقول إنّ بلاده “لا يمكنها الضغط على إسرائيل”، مُحمِّلًا الدولة اللبنانية مسؤولية نزع سلاح حزب الله، بالقول إنّ “المسألة داخلية”.

واكتفى باراك بعد لقائه بري بالقول: “اللقاء مع رئيس المجلس كان ممتازًا، ونعمل قدمًا للوصول إلى الاستقرار، وعليكم أن تتحلّوا بالأمل”.

وكان باراك قد قال عند وصوله إلى مقر الرئاسة الثانية: “متفائل بزيارتي إلى لبنان… أميركا لن تتخلّى عن لبنان”، وأكد، ردًّا على سؤال حول سبب رفض الولايات المتحدة الأميركية إعطاء الضمانات التي يطلبها لبنان، أنّ “المشكلة ليست في الضمانات”، مضيفًا: “سنصل إلى الاستقرار”. واستكمل: “مستمرّون في العمل ونحرز تقدمًا، وعليكم أن تتحلّوا بالأمل”.

وقالت رئاسة البرلمان في بيان لها: “استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية سفير الولايات المتحدة الأميركية في تركيا، الموفد الخاص إلى لبنان وسوريا توم باراك والوفد المرافق، بحضور السفيرة لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان”.
وأشارت إلى أن “اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة وربع الساعة تناول تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية”.

في هذا السياق، أشارت معلومات صحافية إلى أنّه “قد يكون لدى رئيس مجلس النواب مقترح يقدّمه لباراك يرتكز إلى أن تخطو إسرائيل خطوة تجاه لبنان، أي وقف القصف والاستهدافات لـ15 يومًا، وبعدها يبدأ لبنان بنزع السلاح”، إلّا أنّ مصادر قريبة من عين التينة نفت ذلك.
وأضافت المعلومات أن الموقف الرسمي اللبناني كان موحّدًا، فما سمعه باراك في بعبدا عاد وسمعه في عين التينة، لافتةً إلى أن “حزب الله لا يزال مصرًّا على عدم تسليم سلاحه وعلى عدم وضع جدول زمني”.
كما كشفت أن باراك قال لمسؤولين التقاهم إنّ الردّ اللبناني هو ردّ ناقص.

ولاحقًا، أكّد باراك، أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد أن يساعد لبنان في هذه الأوقات العصيبة”.
وقال في حديث إلى قناة “الجديد” إنّ “هناك اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل. والجانبان يجدان صعوبة في تطبيقه، ونحن في لبنان للمساعدة على إحلال السلام، لكن هناك جدولًا زمنيًّا، والوقت يداهمنا، لذا نضغط للتوصل إلى توافق”.
وتابع: “أنا لا أطلب حصر السلاح، بل ثمّة قانون يقول إنّ هناك مؤسسة عسكرية واحدة، وعلى لبنان أن يقرّر كيف سيطبّق هذا القانون. ويجب نزع الأسلحة الخفيفة والثقيلة”.
ورأى أنّ “على الحكومة اللبنانية أن تقرّر كيفية حصر السلاح، وهذا ليس من مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية”.

وعن موقفه حول عدم إعطاء ضمانات باحترام إسرائيل لوقف إطلاق النار، قال: “أنا لست مفاوضًا، ودوري هو وسيط سياسي للتأثير الإيجابي بين الأطراف. فالوقت يداهمنا في ظلّ ما يحصل في المنطقة. لذا يجب إرساء الاستقرار”.
وأضاف أنّ “الاستقرار في سوريا سيؤمّن الاستقرار في لبنان”، مشيرًا إلى أنّ “الحكومة السورية الآن جيدة، وعلينا دعمها. ولبنان مورد كبير جدًّا، وسيساعد سوريا”.
وختم باراك مشدّدًا على أنّه “لدينا فرصة للتوصل إلى حلّ واتفاق بين دول المنطقة”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us