حلف المصلحة

يتفق الحزب والتيار الوطني الحر على أهمية الإبقاء على فزّاعة التطرّف والإرهاب واستجلابها من سوريا إلى لبنان، وهما يعتبران أن هذه الورقة هي الورقة الرابحة الأولى.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
ليست الحرب الإسرائيلية على حزب الله هي الخطر الأكبر الذي يواجهه الحزب، بل إن مسألة تسليم السلاح هي التي تشكّل الخطر الوجودي عليه، لأنّ السلاح هو العصب الأساسي، وهو الأداة الأولى والوحيدة لترجمة مشروع الحزب المرتبط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبالتّالي فإن إسقاط هذه الأداة هو إسقاط للحزب برمّته حتّى بوجوده السياسي.
وانطلاقًا من هذه الحقيقة التي يدركها حزب الله، يتمسّك الحزب بسلاحه ولا يتراجع قيد أنملة، يُفهم منها أنّه يقبل حتى النقاش بمصير هذا السلاح، فكلّ ما يريده في هذا السياق هو أن يتم مجدّدًا تكريس وضعه المستقلّ عسكريًا وأمنيًا عن الدولة اللبنانية، فيحتفظ بقرار الحرب والسلم.
إنّ هذا الواقع يستفيد منه حلفاء حزب الله، وفي مقدمهم التيار الوطني الحر، لأنّ إرغام الحزب على التخلّي عن سلاحه يعطي خصومه دفعًا سياسيًا غير مسبوق، وفي مقدم هؤلاء القوات اللبنانية، وذلك على حساب التيار الذي يخشى أن ينعكس أيّ انتصار سياسي للقوات اللبنانية سلبًا عليه، لجهة فقدان المزيد من المقاعد النيابية، وهو ما لا يريده التيار بأيّ شكل من الأشكال.
ويتفق حزب الله والتيار الوطني الحر على أهمية الإبقاء على فزّاعة التطرّف والإرهاب واستجلابها من سوريا إلى لبنان، وهما يعتبران أن هذه الورقة هي الورقة الرابحة الأولى في أمرَيْن:
الأول: إيجاد المزيد من الذرائع للتمسّك بالسلاح.
الثاني: مواصلة الهجوم على القوات اللبنانية، على خلفيّة أنها تؤيّد الرئيس السوري أحمد الشرع، ومحاولة استثارة مسيحيين ضدّها.
المفارقة الغريبة هي أن إسرائيل والتكفيريين هما حليفا مصلحة لحزب الله والتيار الوطني الحر، فوجود إسرائيل والتكفيريين هو مبرّر لوجود حزب الله وسلاحه، وهو مبرّر للتيار الوطني الحر كي يبقى مؤيّدًا للسلاح بشكل أو بآخر، للحفاظ على التحالف الانتخابي مع حزب الله، وكي يستمرّ في محاولة تخويف المسيحيين، والقول لهم إن سلاح الحزب وسياسة التيار هما الضمانة لهم كي ينجوا من موتٍ مُحتّمٍ يتربّص بهم عبر الحدود وفي الداخل.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() مصير لبنان | ![]() رصاصة الرحمة | ![]() لو سلّم “الحزب” للدولة |