زلزال كامتشاتكا – تابع: أقوى هزّة منذ سبعين عامًا وتحذيرات من تكرار الزلازل

ضرب زلزال قوي شبه جزيرة كامتشاتكا في الشرق الأقصى الروسي يوم 30 تموز 2025، بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، ليُعدّ الأقوى منذ عام 1952. وتسبّب الزلزال في سلسلة من الهزّات الارتدادية والإنذارات من احتمال تكرار زلازل قويةٍ خلال الأشهر المقبلة.
120 هزة ارتدادية خلال 24 ساعة
في هذا السياق، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية تسجيل 120 هزّة ارتدادية خلال الـ24 ساعة الماضية، أعقبت الزلزال العنيف الذي ضرب كامتشاتكا الأربعاء الماضي.
وذكرت الوزارة، في بيان، أنّ السكان شعروا ببعض هذه الهزّات الأرضية بقوةٍ تتراوح ما بين 2 و5 درجات. وقالت: “خلال الـ24 ساعة الماضية، تمّ تسجيل 120 هزة ارتدادية تراوحت قوتها ما بين 3.5 و6.7 درجات. وفي المراكز السكنية، سُجِّلَت بعضها بقوة تراوحت ما بين 2 و5 درجات”.
كما نصحت السائحين الذين يزورون المنطقة، بالامتناع عن زيارة بركان أفاتشينسكي بسبب خطورة الهزّات الأرضية. ويُنصح سكان كامتشاتكا وزوارها بعدم الاقتراب من البراكين النشطة: بيزيمياني، وشيفيلوتش، وكليوتشيفسكوي، وكاريمسكي.
وتمّ تسجيل إحدى الهزّات الارتدادية القوية اليوم الجمعة في كامتشاتكا، على بُعد 204 كيلومترات من بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وبلغت قوتها 5.6 درجات.
تحذيرات علمية من زلازل جديدة
وحذّر عالم الزلازل الروسي أليكسي أوستابتشوك من احتمال تكرار زلزالٍ قويّ في شبه جزيرة كامتشاتكا خلال الأشهر المقبلة، وذلك عقب الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة وبلغت قوته 8.8 درجات، وهو الأقوى منذ عام 1952.
وأوضح أوستابتشوك، مدير مختبر عمليات التشوه في القشرة الأرضية بمعهد المشكلات الجيوفيزيائية، أنّ الزلزال الأخير أطلق جزءًا كبيرًا من الطاقة المتراكمة في القشرة الأرضية، لكنّ عملية الاسترخاء التكتوني لم تكتمل بعد، ما يُبقي احتمال وقوع هزّات ارتدادية قوية تتجاوز 7 درجات قائمًا خلال فترة تمتد لعدة أشهر.
وأشار أوستابتشوك إلى أنّ كامتشاتكا تقع في نطاق اندساسٍ تكتونيّ، تغوص فيه صفيحة المحيط الهادئ تحت الصفيحة القارية الأوراسية بمعدل 8 سنتيمترات سنويًّا، وأنّ أسطح الصفائح غير ملساء، ما يخلق مناطق احتكاك مغلقة تُعرَف بـ”الخطافات التكتونية”.
وأضاف: “في هذه المناطق، لا تتحرك الصفائح بالنسبة لبعضها البعض، ما يؤدي إلى تراكم الضغط التكتوني. وعندما يبلغ هذا الضغط ذروته، ويتجاوز قدرة الخطّافات على التحمّل، تنهار هذه الخطافات فجأة، ممّا يتسبّب في انزلاق حادّ وسريع للصفائح. وهذا ما يؤدّي إلى تحرّر الطاقة الزلزالية وحدوث الزلازل”.
الزلزال الأخير دمّر ثلاث خطافات تكتونية
وبيّن أوستابتشوك أنّ الزلازل العادية تدمّر عادةً خطافًا واحدًا، بينما دمّر زلزال كامتشاتكا الأخير ثلاثة خطافات تكتونية على الأقل، ما جعله حدثًا فريدًا من نوعه.
ورجّح أن يكون النشاط الزلزالي الذي شهدته المنطقة في 20 تموز بقوة 7.4 درجات قد ساهم في تفريغ جزءٍ من الطاقة الزلزاليّة مسبقًا، وهو ما يُفَسِّر انخفاض كمية الطاقة المنبعثة مقارنةً بزلازل أخرى من ذات القوة.
وختم الباحث بالإشارة إلى أن آخر كارثة زلزالية بالقوة نفسها وقعت في المنطقة نفسها عام 1952، ممّا يعكس حجم خطورة الزلزال الحالي وإمكانيّة استمرار النشاط الزلزالي في المستقبل القريب.
مواضيع ذات صلة :
![]() زلزال كامتشاتكا يعيد التحذير: الأرض تتحرك… والعالم مطالب بإنذار مبكر للجميع | ![]() زلزال كامتشاتكا: موجات تسونامي “محدودة” ولبنان بعيد عن الخطر | ![]() زلزال قوي جديد يضرب جزر الكوريل الروسية! |