جلسة الحسم… تكثيف الاتصالات لإيجاد صيغة مناسبة لنزع سلاح “الحزب”

تتّجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، إذ إنَّ المطلوب إقرار بند السلاح وفق جدول زمني وبإجماع حكومي، فيما كشفت المعلومات أن قرار وزراء الثنائي يقضي بالمشاركة في الجلسة، حتّى اللحظة، تحت سقف البيان الوزاري وخطاب القسَم، بيد أنَّ الأمور لا تزال قيد التشاور لإيجاد صيغة مناسبة تجنِّبُ الإنزلاق الى سجالات داخلية.
ووفق المعلومات، فإنَّ صيغة حزب الله مؤيّدة لقرار حصر السلاح بيد الدولة، في ظلّ الالتفاف على جدول زمني لنزعه.
وبانتظار موعد الجلسة تواصلت وتيرة الاتصالات بزخم خلف الكواليس بين بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، للتوصل إلى صيغة قرار حول السلاح تلبي المطلوب داخليًا ودوليًا ويوافق عليها حزب الله، علمًا أن المتوافر من الأجواء لا يشير إلى نجاح هذه الاتصالات بعد في بلورة صيغة مماثلة.
في هذا الإطار، علمت “نداء الوطن” أن رئيس الجمهورية عون سيكثّف اتّصالاته بـ”حزب الله” وبري، من أجل إقناعهما بألّا خيار سوى العودة إلى كنف الدولة التي تحمي الجميع، وأنّ الاستمرار بالتعنّت قد يؤدي الى إشعال الحرب مجدّدًا، في حين سيعمل بري على تدوير الزوايا لكي لا تنفجر الحكومة من الداخل.
ولذا تبدو الساعات المقبلة حاسمةً أمام تشدّد حزب الله حيال أي تسليم للسلاح قبل الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب وضمان إطلاق الأسرى وإعادة الإعمار وأمن الحدود الشرقية ضد “التهديد الداعشي”.
وفي هذا السياق، قال وزير الزراعة نزار هاني أن جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء ستكون جلسة عادية ولكن مهمة، وستناقش بشكل واضح الخطوط العريضة التي رسمها رئيس الجمهورية في خطابه.
وأوضح أن خطاب رئيس الجمهورية وضع جدولةً زمنيةً واضحةً لحصر السلاح بيد الدولة، مشددًا على أن “هذا العنوان يحظى بتوافق سياسي واسع بين مكونات الحكومة”.
وأكد ألّا مقاطعة متوقعة من أي طرف سياسي، بما في ذلك الثنائي الشيعي. وأشار إلى أن الجيش يقوم بجهد كبير في الجنوب، وتسلم مئات المواقع ومخازن الأسلحة، وهو ما يؤكد الانتقال التدريجي والفعلي لحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. وردًّا على سؤال حول موقف “حزب الله” من عملية حصر السلاح، شدّد هاني على أن “الحزب جزء من النسيج اللبناني، وقد لعب دورًا كبيرًا في تحرير الأرض”، لافتًا إلى أن “المرحلة المقبلة تقتضي أن تكون الدولة وحدها صاحبة قرار الحرب والسلم”.
وبدوره، أعلن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع موقفه من “حزب الله” مشددًا على أنّ “الطريق التي نسير فيه حاليًا هو الطريق السليم إلا أن المشكلة هي أن هناك فريقًا أو حزبًا في لبنان وليس طائفةً أبدًا، اسمه “حزب الله”، يتّبع منطقًا مغايرًا تمامًا، ويتحدّث بلغة لا يفهمها الآخرون، كما أنّه بدوره لا يفهم لغة معظم اللبنانيين”.
وقال: “هذه ليست وجهة نظر “القوات” فقط، بل إنّ 75% من اللبنانيين لا يريدون هذا الواقع المفروض“.
ورفض جعجع “الذريعة القائلة إنّ حزب الله لا يستطيع التخلي عن سلاحه طالما أنّ إسرائيل ما زالت موجودة في الجنوب، معتبرًا أنّ هذه الحجة تضرب نفسها بنفسها، لأنّ إسرائيل إنّما جاءت إلى الجنوب بسبب السلاح والحروب التي خاضها الحزب”.
مواضيع ذات صلة :
![]() الأزمات المالية تعصف بـ”بيئة الحزب”… ولا مفرّ من تسليم السلاح! | ![]() لبنان على مفترق طرق.. هل تحسم جلسة الثلاثاء ملف سلاح “الحزب”؟ | ![]() سليمان: على الحكومة أن تقرّ خطوة تنفيذيّة في اتجاه حصر السلاح |