بيروت تحيي الذكرى الخامسة لانفجار المرفأ: صلوات وتكريم للشهداء ومسيرات للمطالبة بالعدالة

بدأت منذ صباح اليوم مراسم إحياء الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، الحدث الذي هزّ العاصمة وترك جرحًا مفتوحًا في ذاكرة الوطن وقلوب أهله. في أجواء يسودها الحزن والرهبة، أقيم قدّاس عن راحة نفوس الضحايا، ووُضعت أكاليل من الزهور في عدد من المواقع الرمزية، إيذانًا بانطلاق يومٍ من التأمل والرفض والتمسّك بالعدالة.
وصباح اليوم، زار وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار مقر فوج الإطفاء في بيروت، حيث جدّد التمنّي بالرحمة لشهداء مرفأ بيروت وفوج الإطفاء، مؤكدًا أن هذه الدماء يجب أن تكون حافزًا لإعادة بناء لبنان على أسس جديدة قائمة على العدالة والمزيد من التكاتف.
وفي تصريح له حول انفجار المرفأ، شدّد الحجار على أن الحكومة ملتزمة بمبدأ العدالة، وهي بانتظار القرارات القضائية، مؤكدًا أن الحكومة ستكون جديّة في تنفيذ هذه القرارات، معربًا عن أمله بظهور الحقيقة قريبًا.
وأشار الحجار إلى أنّ التعاون سيكون كاملًا مع وزارة العدل وصولًا إلى الحقيقة الكاملة، لافتًا إلى أنه “لا يمكن بناء دولة من دون أن يكون سيف العدل فوق الجميع”.
وختم الحجار أن “التعويض المادي غير مهم، فالمهم هو إحقاق الحق”، موجّهًا رسالةً إلى أهالي الشهداء: “وجعكم هو وجعنا، وجميعنا بانتظار ظهور الحقيقة”.
وفي سياق متصل، وضع عناصر من الدفاع المدني إكليلًا من الزهر على ضريح شهداء مرفأ بيروت في الذكرى الخامسة للفاجعة، وذلك وفاءً لتضحياتهم الخالدة وتحيةً لروحهم.
كما أعلنت المديرية العامة للأمن العام، أن ممثل اللواء حسن شقير وضع إكليلًا على نصب شهداء المديرية العامة للأمن العام في مرفأ بيروت، لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لانفجار المرفأ.
وقالت في بيان: “في الرابع من آب عام 2020، اهتزّ ضمير لبنان بكافة أطيافه أمام كارثة انفجار مرفأ بيروت، تلك الفاجعة التي أودت بحياة المئات وجرحت الآلاف ودمّرت قلب العاصمة. وفي طليعة الشهداء الأبرار، سقط عدد من أبناء المديرية العامة للأمن العام أثناء قيامهم بواجبهم الوطني بكل أمانة وإخلاص”.
من جهة أخرى، إحتفل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر بالقداس الإلهي في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت في كنيسة مار يوسف – الأشرفية.
وتوجه المطران بولس للمسؤولين قائلًا: “دماء الأبرياء تصرخ نحو الله طالبة العدل لها وهو يسمعها فلا تظنّوا أنه سيغفل عنكم ولو اختبأتم في أعماق الأرض أو احتميتم بزعيمٍ فاسد”.
وشدّد المطران على أنّ “الشعب يريد الحقيقة الكاملة بشأن انفجار المرفأ ويريد أن يعرف أسماء كل المسبّبين لهذه الإبادة”.
في حين رفع بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي الصلاة من أجل بيروت وشهداء 4 آب، وقال: “في مثل هذا اليوم هزّت القلوبَ مأساةُ مرفأ بيروت التي عصفت بواقعنا اللبنانيّ واختطفت منّا أحبةً، نصلي اليوم إلى أبي الأنوار أن يضمّهم إلى نوره السماويّ وأن يمسحهم بطيب مراحمه ويبلسم قلوب أهلهم بالتعزية”.
أضاف: “صلاتنا اليوم من أجل أحبّائنا الذين قضوا في هذا الانفجار. صلاتنا أن يمسح الله من عيون أهلهم وعيوننا كلّ دمعة. نضمّ اليوم القلب إلى القلب ونذكر إخوة لنا. نذكر فوج إطفاء بيروت وطاقم مستشفى القدّيس جاورجيوس. نذكر الكثير الكثير من الأحبّة الذين طالهم هولُ الكارثة. ونذكر رغم كلّ شيء أن إرادة الحياة هي التي ستغلب وتمسح دمعة الألم وترسم ابتسامة الغد وقيامة لبنان”.
مسيرتان رمزيتان ووقفة تكريمية
وتتواصل الفعاليات طوال اليوم، حيث تنطلق بعد الظهر مسيرتان رمزيتان من نقطتين أساسيتين: الأولى من ساحة الشهداء، والثانية من أمام فوج إطفاء بيروت في الكرنتينا، تخليدًا لذكرى رجال الإطفاء الذين سقطوا في اللحظات الأولى من الكارثة.
وعند الساعة 17:30، تلتقي المسيرتان أمام تمثال المغترب عند مدخل مرفأ بيروت، في وقفة رمزية تكريمية تُرفع خلالها الأصوات مجددًا للمطالبة بالحقيقة والمحاسبة والعدالة، في وجه الإهمال والفساد.