لقاء جمع الرئيسين عون وسلام في بعبدا أمس: تنسيق الموقف قبيل جلسة الحكومة.. والبحث في الرد الأميركي “الصارم”

وسط تصاعد الأزمات الداخلية والضغوط الدولية، تتجه الأنظار نحو الحكومة التي تواجه اختباراً صعباً في جلسة اليوم. وسبقتها زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى بعبدا أمس لتنسيق الموقف مع الرئيس جوزاف عون والتي جاءت في توقيت حساس، بعد تلقي لبنان ردًا أميركيًا صارمًا يطالب بسحب السلاح وفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي، في رسالة واضحة تشير إلى أنّ الوقت يداهم البلاد لاتخاذ قرارات حاسمة قد تحدد مصيرها في المرحلة المقبلة.
وقد علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس الحكومة نواف سلام زار بعبدا ظهر أمس لتنسيق الموقف مع الرئيس جوزاف عون خصوصًا قبل الجلسة، وأيضًا للبحث في الرد الأميركي الذي وصل إلى لبنان السبت وركز بشكل حازم على تحديد الحكومة اللبنانية مهلة زمنية لسحب كل أنواع السلاح وبسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني، في حين لم تمنح واشنطن أي ضمانات يطالب بها لبنان.
وبحسب معلومات موثوقة، فإنّ الجواب الأميركي لا يتطابق بالكامل مع المطالب اللبنانية التي تم رفعها خلال المحادثات في الأسابيع الماضية، لا سيما ما يتعلّق بالتدرج في تطبيق أي خطوات متصلة بملف السلاح.
ووُصف اللقاء بين الرئيسيّن عون وسلام بأنه بالغ الأهمية في توقيته ومضمونه، حيث تناول السيناريوهات المرتقبة خلال جلسة الحكومة المقررة بعد ظهر اليوم، في ظل التباينات الداخلية وارتفاع منسوب التوتر السياسي والأمني في البلاد.
ويكشف مصدر لـ”الشرق الأوسط” أنّ الخناق الدولي والعربي بدأ يشتد على لبنان، وأنّ جواب الوسيط الأميركي توم باراك على الرد الرئاسي على أفكاره التي طرحها لمساعدة لبنان لوضع آلية لتطبيق اتفاق وقف النار لم يحمل أي تعديل، بل انطوى على نبرة عالية تدعوه للانتقال من إعلان النيات إلى التطبيق الفوري.
ويؤكد أنّ واشنطن، التي لن توفد باراك إلى بيروت للمرة الرابعة حتى إشعار آخر، تستغرب الرضوخ لشروط الحزب الذي كان وراء استدراج البلد لمواجهة مع إسرائيل بإسناده لغزة لحسابات إقليمية، وتحديداً إيرانية، كبدت البلد أكلافاً بشرية ومادية فاقت كل تقدير، وآن الأوان لمحاسبته على أفعاله بسحب سلاحه، وإلا لن يلقى لبنان المساعدة التي هو في أمس الحاجة إليها لإعادة إعمار البلدات المدمرة.
كما لفت مصدر لـ”الشرق الأوسط” إلى أنّ عامل الوقت ليس لمصلحة لبنان، ولم يعد من خيار أمامه سوى التقاط الفرصة الأخيرة لإنقاذه، وإلا فإنّ الحكومة ستتحول إلى إدارة للأزمة، ولن تجد من يساعدها لحل مشكلاتها الداخلية التي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة، فيما يواصل حلفاء الحزب تخليهم عنه، بانضمام ممثل تيار “المردة” النائب طوني فرنجية والنائب فيصل كرامي إلى المطالبين بحصرية السلاح، بالتزامن مع مضي “التيار الوطني الحر” برئاسة النائب جبران باسيل في فسخ تحالفه معه.
مواضيع ذات صلة :
![]() محيط بعبدا يتحضّر لأيّ طارئ بسبب بند السلاح! | ![]() بالصور: باراك في بعبدا للقاء الرئيس عون | ![]() لقاء في بعبدا بين الرئيس عون والرئيس بري |