هل حان وقت الاستثمار في أرامكو؟

اقتصاد 5 آب, 2025

ستكون أرباح أرامكو السعودية الصافية للربع الثاني أقل بكثير مما كانت عليه في نفس الفترة من العام الماضي، وذلك بسبب انخفاض أسعار النفط الخام وعدم وجود زيادة كبيرة في الإنتاج.

ومع ذلك، فإن التراجع المستمر في سعر سهم الشركة يشكل فرصة شراء للمستثمرين على المدى الطويل.

تعد أرامكو، سابع أكبر شركة مدرجة في العالم من حيث القيمة السوقية، وهي الدعامة الأساسية لاقتصاد السعودية، حيث توفر ما يقارب ثلثي إيرادات الحكومة، ولذلك فإن تسجيل أرباح فصلية مخيبة للآمال مجددًا قد يزيد من الضغوط على المالية العامة للدولة.

ويتوقع أحمد حازم ماهر، مدير أبحاث الأسهم في شركة “إي إف جي هيرميس” بالقاهرة، أن تعلن أرامكو عن صافي ربح قدره 21.4 مليار دولار في الربع الثاني، أي بانخفاض نسبته 24% مقارنة بـ28.3 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي.

كما توقّع ستة محللين استطلعت آراؤهم وكالة S&P Global أن تحقق أرامكو في المتوسط أرباحًا قدرها 24.8 مليار دولار في الربع الثاني، بعد أن سجلت أرباحًا قدرها 25.5 مليار دولار في الربع الأول. ومن المقرر أن تعلن الشركة عن نتائجها المالية للنصف الأول من العام يوم الثلاثاء.

وقال ماهر: “أرامكو شركة ضخمة تمتلك أصولًا في جميع أنحاء العالم، ولها انكشاف كبير على قطاع التكرير والتوزيع، لكن أداءها لا يزال مرتبطًا بشكل قوي بأسعار النفط”.

وأضاف: “في النهاية، أرامكو تعتمد إلى حد كبير على أسعار النفط وكميات الإنتاج”.

وقد بلغ متوسط سعر النفط 67 دولارًا للبرميل في الربع الثاني، مقارنة بـ85 دولارًا في نفس الفترة من العام الماضي. وفي 31 تمّوز/يوليو، تم تداول خام برنت عند نحو 72 دولارًا، مما قلص من تراجعه في عام 2025 إلى 4.5%، ورفع مكاسبه في تمّوز/يوليو إلى 8%، رغم أن هذه المكاسب الأخيرة لا تنعكس على أرباح الربع الثاني.

وكانت السعودية قد رفعت إنتاجها إلى 9.2 مليون برميل يوميًا في مايو مع بدء تحالف أوبك+ التراجع عن التخفيضات السابقة، ثم زاد الإنتاج في حزيران/يونيو إلى 9.4 مليون برميل يوميًا.

وكانت تخفيضات أوبك+ قد خفضت إنتاج السعودية إلى متوسط 9 ملايين برميل يوميًا العام الماضي، وهو أدنى مستوى منذ عام 2010، بعدما بلغ ذروته عند 10.6 مليون برميل يوميًا في عام 2022.

وأوضح ماهر: “أرامكو بالفعل شركة تشغيلية فعالة جدًا، وتتمتع بتكاليف استخراج منخفضة للغاية لكل برميل. لذلك، من حيث الجوهر، لا يمكنها تقليص التكاليف أكثر بكثير لتحسين أدائها المالي”.

وتراجع سهم أرامكو إلى أدنى مستوياته في خمس سنوات في أواخر حزيران/يونيو، لكنه تعافى قليلًا ليغلق عند 24.24 ريال سعودي في 30 تمّوز/يوليو، مما قلّص خسائره منذ بداية عام 2025 إلى 13.6%.

وقال ماهر: “هناك نوعان من المستثمرين ينظرون إلى أرامكو – أولئك الذين يسعون وراء توزيعات الأرباح، وأولئك الذين يرونها كوسيلة للمراهنة على النفط”، موصيًا بشراء السهم محددًا سعرًا مستهدفًا له عند 30 ريالًا سعوديًا.

وأضاف: “المعنويات تجاه النفط حاليًا سلبية بسبب الفائض في الطاقة الإنتاجية، ولكن من حيث التقييم، ربما هذه أرخص فترة رأينا فيها أرامكو”.

وتدفع أرامكو توزيعات أرباح أساسية، بالإضافة إلى أرباح أداء إذا تجاوزت مستويات معينة. ومع انخفاض أسعار النفط، وانخفاض نسبي في الإنتاج، والتزامات إنفاق رأسمالي مرتفعة، فمن المرجح أن تدفع الشركة فقط توزيعات الأرباح الأساسية لأداء 2025، لكن هذا وحده لا يزال يوفر عائدًا يتجاوز 5% بسعر السهم الحالي، حسب ما أوضح ماهر.

وتمتلك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم أرامكو، ويملك صندوق الاستثمارات العامة 16%، ما يترك 2.5% فقط من الأسهم متاحة للمستثمرين الأفراد. أما أبرز المساهمين الآخرين فهما Vanguard Group بنسبة 0.10% وBlackRock Inc بنسبة 0.07%، بحسب بيانات S\&P Global.

وختم ماهر قائلًا: “إذا كنت مستثمرًا على المدى الطويل، فهذا وقت جيد لشراء أرامكو. فالنفط الخليجي يمتاز بأدنى انبعاثات كربونية، وتمتلك أرامكو احتياطيات ضخمة وتكاليف استخراج منخفضة. لذلك، مع تقليص منتجي النفط الآخرين للإنتاج، من المتوقع أن تزداد حصة شركات النفط الخليجية في السوق”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us