بيئة الحزب لا تريد الحرب


خاص 8 آب, 2025

بعد مضيّ ثمانية أشهر على وقف النار، تابعت إسرائيل القتل والتدمير، وزاد عدد الضحايا عن ثلاثمئة، ولم يُحرّك الحزب ساكنًا، ولم يحاول أن يواجه القوات الإسرائيلية في النقاط التي تحتلّها، وكلّ تصرّفه هذا تحت ذريعة أنّه يعطي فرصةً للدولة، وهي فرصة يبدو أنّها ستكون أبديّة.

كتب بسّام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

لم يعد لسلاح حزب الله أيّ وظيفة، لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الخارجي، وأصبح تسليم هذا السلاح للجيش هو الكلفة الأقلّ لجهة ما سيترتّب على الحزب وبيئته إنْ هو احتفظ به.

لقد وُضع مسار تسليم سلاح حزب الله إلى الجيش على سكّة لا عودة فيها إلى الوراء، وكلّ العراضات والتحرّكات التي تجري، والمواقف التي تُعلَن، لا تعدو كونها زوابع لن ترقى إلى تفجير أمنيّ داخليّ أو أحداث أمنيّة، لأنّ الحزب ليس فقط تحت المجهر المحلّي والإقليمي والدولي، بل هو هدف لآلة سياسيّة وعسكريّة، وأيّ تحرّك في هذا السياق سيضعه أكثر فأكثر في دائرة الاستهداف والعزل، من دون أن يحقّق أيّ نتائج سياسيّة تُذكر، لا سيّما أنّ البيئة اللبنانيّة عامّةً ترفض هذا التوجّه وتنبذ القائمين به.

سلاح الحزب الذي كان يُقال إنّ مهمّته الأولى هي التصدّي لإسرائيل وتحرير الأرض المحتلّة وفلسطين، لم يعد قادرًا على هذه المهمّة، ولو ما زال عناصره يرغبون بها، ففي جنوب الليطاني أصبح مستحيلًا بقاء أيّ سلاح، وكذلك في شماله، وفي كلّ الأراضي اللبنانيّة، يُستخدم في مشروع الحزب، فإسرائيل بالمرصاد، واتفاق وقف النار والقرار 1701 يحظّران وجود هذا السلاح واستخدامه. وقد ثبت ذلك بالقول وبالفعل، فبعد مضيّ ثمانية أشهر على وقف النار، تابعت إسرائيل القتل والتدمير، وزاد عدد الضحايا عن ثلاثمئة، ولم يُحرّك الحزب ساكنًا، ولم يحاول أن يواجه القوات الإسرائيلية في النقاط التي تحتلّها، وكلّ تصرّفه هذا تحت ذريعة أنّه يعطي فرصة للدولة، وهي فرصة يبدو أنّها ستكون أبديّة.

يُدرك الحزب جيّدًا أنّ بيئته التي يحرّضها على الحكومة وقراراتها لا تريد الحرب، لا من قريب ولا من بعيد، لا اليوم ولا بعد مئة سنة، ولكنّه يُخيفها بأنّ شركاءها في الوطن يريدون تهميشها وعزلها، وهو أمر غير صحيح، فهم يريدون عودتها إلى لبنان وإلى الدولة، حيث المكان الوحيد الآمن لتبنيَ هذه البيئة مستقبلًا يليق بها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us