“عيب” جبران باسيل وإعلان بعبدا


خاص 9 آب, 2025

لعل الوزير باسيل خانته الذاكرة أنه كانت هناك ورقة لبنانية “كاملة الاوصاف” هي “إعلان بعبدا” وقد تضامن التيار الوطني الحر مع “الحزب” في رفضها.. فمَن يرفض ورقة لبنانية عام 2012، لماذا يطالب بورقة لبنانية اليوم، ويعيِّر مَن يناقشون ورقة أميركية؟ أليس فقط “من أجل حفنة من الأصوات”؟ أليس العيب في تسخيف قرارات وطنية استراتيجية من أجل حسابات ضيقة إنتخابية؟

كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

ما إنْ أقرَّ مجلس الوزراء “فصل الأهداف” في ورقة الموفد الأميركي توم باراك، حتى انهال عليه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بتغريدة أقلّ ما يُقال فيها إنها استهزائية وتسخيفية لمَن شارك في مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء.

يقول باسيل في تغريدته: “عيب بحث ورقة أميركية لماذا لا يبحثون ورقة لبنانية”.

رئيس التيار الوطني الحر في مرحلة إعادة نظر بخططه السياسية، هدفه من اليوم وحتى أيار 2026 الإنتخابات النيابية، وهو لهذا السبب يريد أن يُسلِّف حليفه ” السابق واللاحق” حزب الله غطاءً سياسيًا ليحجز تأييده في الإنتخابات النيابية المقبلة.

في مرحلة الجفاء بين التيار والحزب، بلغ الحزب مرحلة هجا فيها الوزير باسيل وعيَّره بأنه لولا أصوات الحزب في أكثر من منطقة، لكانت كتلة التيار النيابية أقل مما هي عليه.

في أكثر من مناسبة، “كشف الحزب المستور” فعدَّد المقاعد التي فاز فيها التيار بأصوات الحزب، وأبرزها: مقعد في بعلبك الهرمل، مقعد في بيروت الثانية، مقعد في جبيل، مقعد في البقاع الغربي، مقعد في عكار ، وغيرها من المقاعد.

يُرعِب الوزير جبران باسيل أن يخسر هذه المقاعد، ومع المقاعد الأربعة التي خسرها بخروج النواب الأربعة: الياس بو صعب وابراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، يخشى باسيل أن تتقلّص كتلته النيابية إلى أقل من عشرة نواب، وهو الذي كان يتغنى بأنه يملك أكبر كتلة نيابية مسيحية لا بل أكبر كتلة نيابية بعد كتلة المستقبل.

هذا “الرعب” هو الذي جعل باسيل يصطف مجددًا إلى جانب حزب الله “ظالمًا كان أم مظلومًا”.

بهذا المعنى يمكن تفسير تغريدته عن “العيب في بحث ورقة أميركية، ولماذا لا يبحثون ورقة لبنانية”؟

لعل الوزير باسيل خانته الذاكرة أنه كانت هناك ورقة لبنانية “كاملة الاوصاف” هي “إعلان بعبدا” التي طرحها رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان، “إعلان بعبدا تم في حزيران من العام 2012، وأبرز نقطتين في الإعلان هما النقطة 12 والنقطة 13 وفيهما:

12 تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، وذلك حرصاً على مصلحته العليا ووحدته الوطنيّة وسلمه الأهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب إلتزام قرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضيّة الفلسطينيّة المحقّة، بما في ذلك حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم.

13 الحرص تالياً على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانيّة السوريّة وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرّاً أو ممراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين، ويبقى الحقّ في التضامن الإنساني والتعبير السياسي والإعلامي مكفولًا تحت سقف الدستور والقانون.

هاتان النقطتان استفزتا حزب الله فغاب عن الجلسات التالية للحوار وتضامن معه حليفه التيار الوطني الحر، فالحزب يرفض “تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية” لأنه كان انخرط في الحرب السورية التي كانت بدأت في آذار من العام 2011، كما أنّ الحزب لم يكن يلائمه ما ورد في البند 13 لجهة “الحرص على ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية وعدم السماح باستعمال لبنان مقرًا أو ممرًا أو منطلقًا لتهريب السلاح والمسلحين”. وبالتأكيد برفض الحزب هذا البند لأنه يتعارض مع خططه التي تفترض “عدم ضبط الأوضاع على الحدود واستمرار تهريب السلاح والمسلحين” لأنه كان بدأ يرسل مقاتلين إلى سوريا.

تلك كانت ورقة لبنانية تحت مسمى “إعلان بعبدا”، فلماذا تضامن التيار الوطني الحر مع حزب الله في رفضها؟ ومَن يرفض ورقة لبنانية عام 2012، لماذا يطالب بورقة لبنانية اليوم، ويعيِّر مَن يناقشون ورقة أميركية؟ أليس فقط “من أجل حفنة من الأصوات”؟

أليس العيب في تسخيف قرارات وطنية استراتيجية من أجل حسابات ضيقة إنتخابية؟

عيب والله عيب!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us