توبيخ الزائر الإيراني واجب وطني


خاص 12 آب, 2025

اليوم، تبدو الفرصة سانحة لإسماع إيران ما يجب أن تسمعه من دون لف أو دوران، “يجب مصارحتها بالحقيقة، قد ما كانت صعبة هالحقيقة تكون”، أنّ سياستها في المنطقة استجلبت للبنان الويلات على الأصعدة كافة، وأنّ دعمها لـ”الحزب” دمّر الحجر والبشر وحطم المنظومة الاقتصادية وأعاد لبنان مئة عام إلى الوراء من دون أن يعكّر صفو المزاج الإسرائيلي..

كتب بشارة خير الله لـ”هنا لبنان”:

لا يختلف عاقلان على تشخيص الموقف الإيراني تجاه لبنان، ولا حتى تجاه معاكسة “جمهورية المرشد الأعلى” قرار الحكومة بشأن السلاح، لتمضي إيران في طريق الضرر بالمصلحة اللبنانية العليا التي تحددها السلطة السياسية، من دون الوقوف على اعتبارات “حزب الله” الذي يأكل ويشرب ويتسلح ويأتمر من إيران ويخضع لقراراتها ولو على حساب مصلحة لبنان.
وفيما يتحضر رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لعقد جلسة حكومية هذا الأسبوع (المرجح الأربعاء)، يزورنا “من غير شرّ”، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، في وقتٍ، يتزايد فيه الكلام عن جولات لموفدي الدول الصديقة والشقيقة المعنية بالوضع في لبنان، من الموفد الأميركي توماس باراك، إلى الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان والموفد الفرنسي جان إيف لو دريان.

في الأثناء، وفي جلسة له مع إعلاميين معارضين لسياسة إيران، شدد السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني على رفض بلاده القرار الصادر عن حكومة لبنان والمتعلق بتكليف الجيش حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وكان قد استبق زيارة لاريجاني تصاريح عدة افتتحها وزير الخارجية الإيراني عبّاس عراقجي بكلام لا يليق بدبلوماسي لبلد عريق، تلاه تصريح مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي يعلن تحديه السافر لقرارات الدولة اللبنانية، قبل أن يطل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي حمل لهجة ناعمة تجاه السيادة اللبنانية.
وتؤكد مصادر متابعة لـ”هنا لبنان” أنّ السيد لاريجاني يحمل في جعبته لغة تهدئة تجاه لبنان محاولًا التخفيف من حدة الغضب اللبناني من جرّاء التدخل الإيراني الفاضح في شؤون السياسة اللبنانية العليا.

لكن اللغة الناعمة لا ولن تخفي موقف إيران من قرار الحكومة اللبنانية وهذا ما يُفترض أن يبحثه لاريجاني مع كبار المسؤولين الرسميين، لا مع قيادات “حزب الله”، لكي يسمع أجوبة رسمية تُعبِّر عن موقف لبنان الحقيقي، وليس عن موقف ميليشيا مُسلّحة، اعتقدت أن مسايرة السلطة لها يدوم إلى دهر الداهرين.

اليوم، تبدو الفرصة سانحة لإسماع إيران ما يجب أن تسمعه من دون لف أو دوران، “يجب مصارحتها بالحقيقة، قد ما كانت صعبة هالحقيقة تكون”، أن سياستها في المنطقة استجلبت للبنان الويلات على الأصعدة كافة، وأن دعمها لـ”حزب الله” دمّر الحجر والبشر وحطم المنظومة الاقتصادية وأعاد لبنان مئة عام إلى الوراء من دون أن يعكّر صفو المزاج الإسرائيلي..
يجب أن يعلم لاريجاني، وعراقجي وولايتي وبقائي وأماني ومن خلالهم “كبير إيران وصغيرها” ان السياسة المعتمدة تجاه لبنان هي سياسة غير مرغوب فيها من قبل السواد الأعظم من اللبنانيين، وهذه حقيقة لا تحتمل التلطيف ولا المجاملة، وأن مطلب طرد السفير الإيراني تتناقله الألسن في كل الصالونات السياسية باستثناء “حزب الله” العامل تحت لواء إيران.
يقول المثل الشعبي اللبناني: “إذا كان الكذب حجّة، الصدق بِنَجّي”، وهذه هي الحقيقة الصادقة من دون قفّازات ومن دون مواربة أو تلطيف.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us