انفجار زبقين: 3 سيناريوهات محتملة

ترجمة “هنا لبنان”

 كتب Mario Chartouni لـ”Ici Beyrouth“:

أسفر الإنفجار الذي وقع السبت الماضي في وادي زبقين قرب مجدلزون في قضاء صور، عن مقتل 6 جنود لبنانيين. الضحايا كانوا من وحدة الهندسة في الجيش اللبناني، ويشاركون في مهمة لتفكيك مستودع ذخيرة إلى جانب عناصر من اللواء الخامس، عندما دوّى الانفجار بشكل مفاجئ.

الانفجار وقع في سياقٍ سياسيّ شديد الحساسية، حيث أوكل مجلس الوزراء قبل أيام قليلة فقط منه، للجيش مهمة إعداد خطة لنزع سلاح حزب الله وبقية المجموعات المسلحة قبل نهاية العام. وهو هدف يرفضه الحزب المدعوم من إيران رفضًا قاطعًا، ما يزيد من حدّة التوتر السياسي والأمني المحيط بالحادث.

وقبل يومين فقط من وقوع الانفجار، أعلنت قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) عن اكتشاف شبكة أنفاق محصنة في المنطقة ذاتها، تحوي مدافع وصواريخ وألغامًا مضادة للدبابات.

الحدثان سُجلا في نطاق جنوب نهر الليطاني، ضمن منطقة خاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ما يسلّط الضوء على حساسية الوضع الأمني هناك واحتمال ترابط التطورات.

التزامن في الأحداث فاقم حدّة التوتر بين الحكومة وحزب الله. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، استعاد ناشطون تصريحات النائب محمد رعد، الذي حذّر من أن حزبه “سيعرف كيف يتصرف” إذا أقدمت الدولة على مصادرة أسلحته، معتبرًا أن القرار الحكومي يشكل تهديدًا مباشرًا للسلم الأهلي في البلاد.

ثلاث فرضيّات محتملة

وحسب مصدر عسكري رفيع تحفظ عن ذكر اسمه، يمكن ترجيح 3 سيناريوهات:

– السيناريو الأول يتمثل في خطأ أثناء التعامل مع الذخيرة. فعلى الرغم من خبرة الجنود في عمليات إزالة الألغام والمتفجرات، تبقى عملية التعامل مع الذخائر القديمة أو غير المستقرة محفوفة بالمخاطر. إذ قد يؤدي مجرد تعرضها لصدمة بسيطة، أو القيام بقطع غير دقيق في الصاعق، لانفجار كارثي.

– السيناريو الثاني هو حدوث خلل تقني في الذخائر، إذ يمكن لعوامل مثل الرطوبة أو التآكل أن تفسد المكوّنات الداخلية، ما يجعل المتفجرات شديدة الحساسية وقابلة للانفجار تلقائيًا. وإذا صحّ هذا الاحتمال، سيُطرح حينها سؤال ملحّ حول ظروف تخزين هذه الذخائر قبل أن يتسلمها الجيش، ومدى مطابقتها لمعايير السلامة.

– أما السيناريو الثالث، وهو الأكثر حساسية سياسيًا، فيتمثل في احتمال وجود فخ مُعدّ مسبقًا داخل المستودع، عبر إخفاء آلية تفجير مموّهة تنفجر عند محاولة تفكيكها. ويهدف مثل هذا الفعل، إن صحّ، إلى ردع أي محاولة لمصادرة السلاح، وإيصال رسالة مباشرة إلى الحكومة بأنّ خطة نزع السلاح لن تمرَّ من دون خسائر بشرية باهظة.

المصدر نفسه أشار إلى أن هذا السيناريو، إذا ثبتت صحته، قد يؤدي إلى وقف العمليات الجارية ميدانيًا، ويزيد من حدّة التوتر بين الجيش وحزب الله. أما فرضية التدخل الإسرائيلي فاستبعدها، مؤكدًا أن الرصد الميداني لم يسجل أي اختراق إسرائيلي في منطقة زبقين.

هذا الحادث يعيد إلى الأذهان انفجارًا مماثلًا وقع في نيسان الماضي في بلدة بريقع – قضاء النبطية، حيث أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين وإصابة خمسة مدنيين، وذلك إثر انفجار ذخائر كانت وحدة الهندسة في الجيش تقوم بنقلها.

التحقيق الجاري سيحدّد ما إذا كان انفجار زبقين ناجمًا عن حادث عرضي، أو عن عملٍ متعمّدٍ، أو أي أسباب أخرى لم تكشف بعد، في وقتٍ يحتدم فيه التوتّر السياسي حول ملف نزع السلاح ويزداد التشنّج على الساحة اللبنانية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us