إيران تمارس “التقية”.. ولاريجاني يتحوّل بين بعبدا وعين التينة!


خاص 14 آب, 2025

في بعبدا، لم تجرِ الرياح اللبنانية كما كانت تشتهي سفن الزائر الإيراني، فالرئيس عون لم يستقبله بالأحضان ولم يفرش له الورود، ولم يخفّف من كلماته، بل على العكس كان واضحاً وصريحاً وحاسماً، ما وضع لاريجاني في موقف حرج أجبره على التبرؤ من التصريحات الإيرانية الأخيرة وعلى القول علانية أنّه مع قرارات الحكومة الرسمية دون أيّ زيادة أو نقصان، فما كان منه إلا أن لجأ إلى الأستاذ نبيه برّي وإلى عين التينة لترميم موقفه ولوضعه في إطار مختلف

كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:

وصل الموفد الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان، واستُقبل “حزبياً” بمواكب الدراجات، هذه الدراجات التي تخرج غبّ الطلب، للتظاهر، للشيطنة، للاتهام بالعمالة، لإثارة الفوضى، ها هي اليوم أضافت لرصيدها مهمة جديدة وهي استقبال الزائرين الإيرانيين.
لاريجاني الذي لم يجد جادة حافظ الأسد، بل وجد زياد الرحباني في استقباله، استنجد بحزب الدراجات، وبالأعلام الصفراء كي يقول لنفسه ها نحن هنا! وحزب الله لنا…

والسخرية أنّ لاريجاني الذي كان على موعد مع الرئيس جوزاف عون عند الساعة الحادية عشر، استبق اللقاء بتصريحات فضفاضة من المطار، حاول من خلالها أن يظهر الوجه “الحسن ” للدبلوماسية الإيرانية، وكأنّ المواقف الأخيرة لا تمثلهم أو لم تصدر بإيعاز منهم!

وفي بعبدا، لم تجرِ الرياح اللبنانية كما كانت تشتهي سفن الزائر، فالرئيس عون لم يستقبله بالأحضان ولم يفرش له الورود، ولم يخفّف من كلماته، بل على العكس كان واضحاً وصريحاً وحاسماً، ما وضع لاريجاني في موقف حرج أجبره على التبرؤ من التصريحات الإيرانية الأخيرة وعلى القول علانية أنّه مع قرارات الحكومة الرسمية دون أيّ زيادة أو نقصان!

ويبدو أنّ ما قاله لاريجاني للرئيس عون في بعبدا، والذي عُمّم إعلامياً من قبل الرئاسة، كان ثقيلاً على الهوى الإيراني، وعلى حليفه حزب الله، فما كان منه إلا أن لجأ إلى الأستاذ نبيه برّي وإلى عين التينة لترميم موقفه ولوضعه في إطار مختلف.

في عين التينة اختار الزائر الإيراني التصريح، فمنبر بعبدا لن يتيح له أن يتصرّف كما يحلو له، وأن يملي على الدولة اللبنانية ما يجب عليها أن تقوم به، أما في عين التينة فالجو مختلف.

بعد لقاء مطوّل مع الرئيس نبيه برّي، خرج لاريجاني بابتسامته الصفراء، ليؤكد أنّهم مع قرار الحكومة في حال التوافق، ولينتقد الجداول الزمنية، وليشدد على أهمية حزب الله، ناصحاً اللبنانيين بتقديره!

يا للسخرية!
لاريجاني جاء إلى لبنان ليوزع علينا النصائح، وليقول لنا أنّه لا يتدخل بشؤوننا وأنه يحترم سيادتنا وسيادة الدول المستقلة. وربما تناسى الزائر الإيراني في نشوة الكلام أنّ إيران نفسها لطالما تفاخرت بالسيطرة على 4 عواصم عربية، وأنّها قد سبق وتبجحت في العام 2018 بأنّ مجلس النواب اللبناني بمعظمه يعود لتابعيها!

لا علينا!

فظاظة لاريجاني في الكلام، لم تختلف عن فجاجته مع الصحافة، فكان انتقائياً وطبعاً الأولوية للحلفاء وتمّ تجاهل الآخرين بأسلوب لا يرتقي لزائر دبلوماسي، كما أنّ تعامل عين التينة مع الإعلام لم يكن أكثر مهنية!

ما سمعه لاريجاني في بعبدا عاد وسمعه في السراي الحكومي من الرئيس نواف سلام، ليتوجه بعدها إلى ضريح أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله، وهناك لا نعلم ما الوعود الذي قد تعهد بها، ولكن من تعهد يوماً بإنهاء إسرائيل بـ7دقائق ونصف لا يُعوّل على كلامه.. “لأنه ما بيطعمي خبز”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us