أدعياء السيادة


خاص 15 آب, 2025

 

إنّ التدخّل الأميركي والفرنسي والسعودي وغيره مرحّب به، وهو يصبّ في مصلحة اللبنانيين ومستقبلهم، لأنه تدخّل يؤدّي إلى قيام دولة مزدهرة مستقرّة، على عكس ما نادى به مسؤولون إيرانيون من رفضٍ لقرار الحكومة بحصرية السلاح.

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

فجأة أصابت الصحوة الذين ينتمون لدول المحور المتهالك، فتباكوا على السيادة واتهموا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بالخضوع لإملاءات أميركية – إسرائيلية، وأنّهم يأخذون البلاد نحو الحرب الأهلية.

على مدى عقودٍ من الزمن بقيت سيادة لبنان وقرار الدولة مستباحَيْن وبقي الإصلاح ومكافحة الفساد معطّلَيْن واستمرّ لبنان معزولًا عن العالم، لأنّ فريقًا واحدًا من اللبنانيين يُوالي الجمهورية الإسلامية الإيرانية قرر أن يأخذ لبنان إلى حيث يريد على الرغم من أنف أكثرية اللبنانيين، مُعطّلًا كل ما يمكن أن يساهم في أن يعيش لبنان وضعًا طبيعيًا كباقي الدول المستقرّة في العالم.

تطالب الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية السلطة اللبنانية بأن تحتكر السلاح وقرار الحرب والسلم، فأين الخطأ في ذلك؟ هل الأفضل أن نبقي على سلاح خارج الدولة، وأن يبقى قرار الحرب والسلم بيد مجموعةٍ توالي الخارج، فتُطلق المعركة ساعة تشاء ويدفع اللبنانيون أثمانًا باهظة؟

تطالب هذه الدول بالإصلاح ومكافحة الفساد ووقف التهريب، فهل هذه المطالب تتعارض مع مصالح اللبنانيين، وهل هناك من يرفضها؟

كلّ اللبنانيين يتحدّثون عن الإصلاح ومكافحة الفساد ووقف التهريب وغيرها من الممارسات، ولم تتحقّق كل هذه المطالب بسبب ممارسات أهل السلطة الذين استفادوا وأفادوا السلاح غير الشرعي، فهدروا مليارات الدولارات من الخزينة والمساعدات، ولم يحقّقوا أي إنجازات تذكر، فهل يجب أن نبقى على هذا المنوال؟

حسنًا فعلت كلّ هذه الدول عندما ربطت وقوفها إلى جانب لبنان ومساعدته بإنجاز عملية حصر السلاح والإصلاحات، وكان يجب على اللبنانيين أن يطالبوا بذلك، لأنه لو تُرك الأمر لبعض القوى السياسية لاستمرّوا في انتهاج سياسات التدمير المعتمدة منذ عقود، خوفًا على نفوذهم ومصالحهم.

إنّ التدخّل الأميركي والفرنسي والسعودي وغيره مرحّب به في هذا السياق، وهو يصبّ في مصلحة اللبنانيين ومستقبلهم، لأنه تدخّل يؤدّي إلى قيام دولة مزدهرة مستقرّة، على عكس ما نادى به مسؤولون إيرانيون من رفضٍ لقرار الحكومة بحصرية السلاح. ألا يُدرك هؤلاء أن رفض هكذا قرار يعني رفضًا لإعادة إعمار ما هدّمته حرب الإسناد الأخيرة؟

إنّ أدعياء السيادة عليهم، قبل كل ذلك، أن يكونوا أدعياء لمحاسبة من أخطأ وجرّ البلد إلى ما هو عليه اليوم، من تسبّب في مقتل آلاف اللبنانيين وجرح عشرات الآلاف، وتدمير مئات آلاف المساكن والشقق والمنازل والمؤسسات، وإعادة احتلال الأرض، واستمرار أعمال القتل والاغتيال. هؤلاء هم المسؤولون عن المأساة اللبنانية المستمرّة، وهم من يجب أن يتحمّلوا التبعات، لا أن يُحمّلوها لدولةٍ كانت رهينةً بين أيديهم، ويريدون إبقاءها كذلك، وأن يستمرّوا في أدوارهم كمصّاصي الدماء لا يرتوون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us