عيد انتقال السيدة العذراء مناسبة للتأمل والرجاء… الأب كرم لـ”هنا لبنان”: مع رقاد مريم انفتح لنا ملكوت السماوات


خاص 15 آب, 2025

عيد انتقال السيدة العذراء مهم وهو أساسي في الكنيسة الأرثوذكسية وهو العيد الأخير في الرزنامة الطقسية الكنسية، أما بداية السنة الطقسية الأرثوذكسية فهي في الأول من أيلول والعيد الأول الذي يتصل بالسيد والسيدة هو عيد ميلاد والدة الإله وكأنّ الكنيسة تقول إنّ الدورة الزمنية الطقسية تبدأ مع ميلاد مريم وتنتهي مع رقادها. الكنيسة هي الأم التي تحتضننا، ومريم هي والدة الإله وكما حوت في أحشائها الرب الإله، فالكنيسة كمريم تحتضننا كأبنائها.


كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

في الخامس عشر من آب من كل عام، يحتفل لبنان بعيد رقاد السيدة العذراء. يعد هذا العيد من أبرز الأعياد المريمية، الذي تشارك الطوائف المسيحية في إحيائه، وهو مناسبة لتكريم العذراء والدة يسوع.
يحمل هذا العيد أبعاداً روحية ورمزية عميقة للإيمان بالحياة الأبدية والرجاء في الخلاص.
وفي عيد رقاد السيدة أو انتقال السيدة العذراء مريم، ذاقت والدة الإله الموت، رقدت، وأودعت القبر لكنها لم تعرف فساداً لأنها انتقلت بالنفس والجسد إلى السماء وقد كتب القديس غريغاريوس بالاماس قائلاً: “نحتفل برقادها أو انتقالها المقدس إلى حياة أخرى، فإذ هي دون الملائكة قليلاً، لمواتيتها، فإنها، بدنوها من إله الكل، قد سمت على الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات السماوية الأرفع منها”.
وهذا العيد هو آخر عيد كبير في السنة الطقسية التي تنتهي في ٣١ آب الجاري. ويرتكز على معلومات استقتها الكنيسة من التقليد. وقد أسس هذا العيد في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع بمناسبة الكنيسة التي دشنت في الجسمانية حيث دفنت مريم ووالديها كما جاء في التقليد.

ويقول كاهن رعايا بسابا والشويفات ودير قوبل للروم الأرثوذكس الأب الياس كرم لـ”هنا لبنان”: عيد رقاد والدة الإله هو عيد أساسي في الكنيسة المسيحية، ونحن في الكنيسة الأرثوذكسية نعتبره الفصح الصيفي بعد الفصح الشتوي أي فصح القيامة. مريم ذاقت الموت وبما أنها أم الحياة نقلها الرب يسوع المسيح إلى الحياة، والدة الإله ذاقت الموت، رقدت، وأودعت القبر، لكنها لم تعرف فسادًا لأنّها انتقلت إلى السماء. في سَحر العيد نخاطبها على هذا النحو: “أمّا في ميلادك فحبل بغير زرع، وأمّا في رقادك فموت بغير فساد”. ونقول: “إنّ المولد بتولي والموت قد صار عربونًا للحياة”. جرى دفن والدة الإله في بستان الجثسمانية. هناك أقام الرسل مع الملائكة في الصلاة ثلاثة أيّام. توما الرسول، تدبيًرا، لم يحضر الجنازة. وصل إلى جثسماني في اليوم الثالث وقد استبدّ به حزن عميق. كان يرغب في أن يلقي نظرة أخيرة على والدة الإله راقدة ليتبرّك منها. ولأجل إصراره قرّر الرسل فتح الضريح ليتسنّى لتوما أن يُكرّم الجسد المقدّس. فلما رفعوا الحجر الذي يسدّ المدخل استبدّ بهم الدهش لأنّ الجسد كان قد اختفى. وحده الكفن الذي اشتمل والدة الإله كان هناك وقد اتّخذ شكل الجسد. كان هذا دليلاً على انتقال والدة الإله إلى السماء.
من الطبيعي أن يميزها الرب يسوع وهي التي حملت به تسعة أشهر وعرفت الكلمة منذ أن دخلت الهيكل، وعندما ظهر لها الملاك وقال لها تحبلين وتلدين ابناً ويدعى عمانوئيل، وقالت له من أين لي هذا وأنا لم أعرف رجلاً، فأجابها الملاك: الروح القدس يحل عليك. وحل عليها الروح القدس وميزها منذ اليوم الأول واختارها الرب أن تكون هي من سوف يتجسد منها في هذه الأرض إلهاً وإنساناً. عقيدتنا تقول إنّ مريم حوت في أحشائها يسوع المسيح الإله والإنسان معاً ومن الطبيعي أن يميزها الرب بعد وفاتها. وفي تاريخ وفاتها، كانت الملائكة حولها واجتمع الرسل في جثسمانية حيث أبكروا لتوديع والدة الإله ولذلك نرتل: أيها الرسل اجتمعوا من الأقطار إلى هنا في قرية الجسمانية وأضجعوا جسدي وأنت تقبل روحي يا ابني وإلهي. ولم يكن توما موجوداً كما ذكرنا وعندما توجه إلى هناك وجد القبر فارغاً.

ويضيف الأب كرم : تكريمنا هو تكريم لكل أم وعلى الجنس البشري أن يقتدي بمريم وبطاعتها ومحبتها للفقير وخدمتها وهي التي ذهبت عند اليصابات وقررت أن تخدمها وهي حبلى وطلبت من يسوع أن يحول المياه إلى خمر في عرس قانا الجليل ورافقت الرب إلى الصليب وعاشت الألم والحزن وتذوقت معنى القيامة، كل هذه الصفات اجتمعت فيها وهي الأم الحنون التي رافقت الرسل من بعد صعود الرب إلى السماوات وبعد العنصرة وهي إنسانة عظيمة في الكنيسة ونحن نكرمها لأنها والدة الإله.

ويشير إلى أنّ احتفالات شعبية ترافق عيد رقاد والدة الإله وهي ليست مضرة إذا بقيت في إطارها الشعبي ولكن يجب ألا نجعل هذه الأحتفالات تحجب الإهتمام عن جوهر العيد وعقيدته، لأنه في نهاية المطاف نحن جماعة نطيع كلمة الله ونسعى إلى الابتعاد عن كل ما يبعدنا عن جوهر العيد.
ويرى أنّ هذا العيد مهم وهو أساسي في الكنيسة الأرثوذكسية وهو العيد الأخير في الرزنامة الطقسية الكنسية، أما بداية السنة الطقسية الأرثوذكسية فهي في الأول من أيلول والعيد الأول الذي يتصل بالسيد والسيدة هو عيد ميلاد والدة الإله وكأنّ الكنيسة تقول إنّ الدورة الزمنية الطقسية تبدأ مع ميلاد مريم وتنتهي مع رقادها. الكنيسة هي الأم التي تحتضننا، وهي والدة الإله وكما حوت في أحشائها الرب الإله، فالكنيسة كمريم تحتضننا كأبنائها.

ويختم قائلاً: من الحشا العفيف لمريم، والدة الإله، انفتح لنا ملكوت السموات. لذلك صار انتقالها إلى السماء سبب فرح لكلّ المؤمنين الذين تلقّوا بذلك الضمانة إنّ كلّ الطبيعة البشريّة، في شخص مريم، أضحت حاملة للمسيح ومدعوّة لأن تسكن في الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us