أوروبا تواجه “أسوأ موسم حرائق في تاريخها”… ودراسة تكشف: دخانها أكثر فتكًا من عوادم السيارات!

عرب وعالم 18 آب, 2025

تتواصل حرائق الغابات في كل من إسبانيا والبرتغال، ملتهمةً مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والغابات، في ظلّ موجة حر استثنائية تجاوزت 44 درجة مئوية في بعض المناطق.

واضطرّت السلطات إلى إجلاء المئات من السكان، فيما تواصل آلاف عناصر الطوارئ جهودها لاحتواء النيران المشتعلة.

وأفادت صحيفة “لابانغوارديا” الإسبانية أن الحكومة دفعت بـ500 جندي إضافي لدعم عمليات مكافحة الحرائق، ما يرفع عدد العناصر العسكرية المشاركة إلى نحو 1900 عنصر، في واحدةٍ من أكبر عمليات الطوارئ التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة.

وأعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عن هذه الخطوة خلال مؤتمر صحافي عقده في منطقة أورينسي، إحدى أكثر المناطق تضررًا، حيث لا يزال رجال الإطفاء يحاولون السيطرة على نحو 40 حريقًا كبيرًا منتشرًا في أنحاء البلاد. وأدت الحرائق إلى إجلاء الآلاف من المواطنين، وسط مخاوف من تفاقم الكارثة.

وتأتي هذه الحرائق وسط ظروف مناخية غير مسبوقة، إذ تسجل أوروبا درجات حرارة قياسية، فيما تعاني دول زراعية عدة من الجفاف، ما ساهم في تفاقم خطر اندلاع الحرائق في مناطق تمتدّ من اليونان إلى البرتغال. وطلبت خمس دول أوروبية دعمًا عاجلًا من الاتحاد الأوروبي، الذي أرسل فرق إطفاء للمساعدة.

في قرية “فيلارديبوس” في منطقة غاليسيا الإسبانية، اضطر السكان لاستخدام دلاء المياه لإخماد النيران بعد انقطاع الكهرباء وتوقف مضخات المياه، ما أجبرهم على تنظيم جهود محلية في ظل غياب الدعم المتخصص.

أما في البرتغال، فأعلنت السلطات أنّ نحو 77,500 هكتار من الأراضي احترقت منذ بداية العام – أي نصف إجمالي المساحات المتضرّرة. وتشتعل أكبر هذه الحرائق بالقرب من قرية بوداو السياحية، فيما لا يزال حريق آخر مستعرًا في ترانكوسو منذ أكثر من ثمانية أيام.

أمنيًا، كشفت وزارة الداخلية الإسبانية عن توقيف 27 شخصًا للاشتباه في تورطهم المتعمد بإشعال الحرائق منذ حزيران، بينما يخضع 92 آخرون للتحقيق.

ويكافح أكثر من 3,200 عنصر من رجال الإطفاء حاليًا تسعة حرائق رئيسية في قرى أرجليس وساتو، بعد أن أتت النيران على نحو 139 ألف هكتار منذ تموز الماضي – أي ما يعادل 17 ضعف المساحات المحترقة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأسفرت الكارثة عن وفاة شخصٍ واحدٍ وعددٍ من الإصابات، فيما أعلنت الحكومة حالة تأهب متقدمة.

من جهتها، وصفت شركة الأرصاد الجوية الأوروبية “Aemet Weather” الوضع بأنه “أسوأ موسم حرائق غابات في تاريخ القارة”، مشيرةً إلى أن النيران التهمت حتى الآن أكثر من 2.4 مليون هكتار في دول تشمل فرنسا، إسبانيا، اليونان وألبانيا.

دراسة: دخان حرائق الغابات أكثر خطرًا من عوادم السيارات

كشف “معهد برشلونة للصحة العالمية” (ISGlobal) أن الجسيمات الدقيقة الناتجة عن حرائق الغابات، والمعروفة باسم PM2.5، تشكل خطرًا أكبر على صحة الإنسان مقارنةً بالجسيمات الدقيقة الصادرة عن عوادم السيارات.

واستند التحليل إلى بيانات مشروع EARLY-ADAPT، الذي يضم سجلات يومية للوفيات في 654 منطقة داخل 32 دولة أوروبية، تغطي أكثر من 541 مليون شخص، خلال الفترة ما بين 2004 و2022. وقد جرى دمج هذه السجلات مع بيانات دقيقة عن مستويات PM2.5 الناتجة عن الحرائق وغيرها.

وأظهرت النتائج أن المخاطر الصحية لدخان حرائق الغابات كانت أعلى بكثير مما أشارت إليه التقديرات السابقة، حيث تبيّن أن الاعتماد على بيانات عامة للجسيمات الدقيقة قلل من حجم الخطر بنسبة تصل إلى 93%.

فقد وُجد أن كل زيادة بمقدار 1 ميكروغرام/م³ من تركيز PM2.5 ترتبط بارتفاع الوفيات لجميع الأسباب بنسبة 0.7%، ووفيات الجهاز التنفسي بنسبة 1%، وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 0.9%. ويُقدَّر أن التعرض قصير المدى لهذه الجسيمات يسهم في 535 حالة وفاة يوميًا، منها 31 مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي و184 بأمراض القلب والأوعية الدموية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us