هل سيُربَط التجديد لـ”اليونيفيل” بقبول تسليم السلاح؟


خاص 21 آب, 2025

بانتظار أن تقوم الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لإجبارها على بدء انسحابها من الجنوب، فإنّ هناك نوعًا من توزيع أدوار يلامس الابتزاز تحاول أن تفرضه الإدارة الأميركية من أجل زيادة الضغط على “الحزب” عبر ربط مسألة التجديد للقوات الدولية الذي تؤيده معظم الدول الأوروبية بمدى التزام “الحزب” بتسليم السلاح، وهو من شأنه أن يضاعف الضغط الداخلي عليه لأنّ الحكم في لبنان وجميع القوى السياسية مع التجديد لـ”اليونيفيل”

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

شنّ أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم هجوماً “كربلائياً” كما أسماه على الحكم بسبب قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة اي مصادرة سلاحه، وهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور لدرجة أنه توعد بأن لا حياة للبنان إذا تم الصدام مع “حزب الله” وغيرها من المفردات العدوانية التي استعملها.

غير أنّ اللافت والغريب أنّ لا قاسم ولا أحد من الحزب، تحديدًا محمد رعد، ووفيق صفا، الذين يهددون بقطع الرأس أو اليد التي يمكن أن تمتد إلى سلاح “حزب الله”… لا أحد منهم علق بكلمة واحدة على ما صرح به المبعوث الأميركي توم باراك الذي وصل الأحد إلى بيروت برفقة نائبة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس التي سبقته في هذه المهمة، وكانت أشادت في زيارتها الأولى بـ”الهزيمة العسكرية لـ”حزب الله” على يد إسرائيل، وباراك كان قد أكد أنّ سلاح “حزب الله” مسألة داخلية معنيٌّ بها لبنان، وأنّه لا يمكن للحزب أن يحصل على ما يريد مقابل أن لا يقدّم شيئاً. فلا على هذا القول ولا على ما أدلت به أورتاغوس علق “حزب الله”، إلا أنّ باراك استطرد قائلاً لأول مرة أن لبنان اتخذ الخطوة الأولى وعلى إسرائيل أن تقوم بخطوة مماثلة موضحًا أنها نظرية “خطوة تقابلها خطوة”. وهذا يؤكد أنّ الخطوة التي اتخذها لبنان أي نزع سلاح “حزب الله” ووضع جدول زمني يقوم الجيش بتنفيذه، وهذه الخطوة التي يرفضها قاسم، هي التي أجبرت المبعوث الأميركي على مطالبة إسرائيل باتخاذ خطوة مقابلة ربما تبدأ بوقف الاعتداءات أو بالانسحاب من النقاط التي تتواجد فيها جنوب الليطاني. ومع ذلك لم يعلق قاسم بعد الهجوم الذي شنه مهدّداً بحرب أهلية على اللبنانيين. فهل كان هجومه مجرد استهلاك إعلامي اضطر إلى توجيهه التزاماً بالتعليمات التي حملها إليه علي لاريجاني، هذا إذا كان قاسم موجودًا حقيقة في لبنان، وذلك من أجل إيصال رسالة إلى الولايات المتحدة عبر لبنان الذي أصبح التهويل من خلال “حزب الله” هو الوحيد المتبقي مع الحوثيين في اليمن بعد خسارة سوريا الشريان الأساسي و”تمرد” العراق. إذ أنّ لاريجاني عاد وتراجع فور عودته عما قاله في بيروت موضحاً أنّ بلاده لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية ولا تفرض عليه مواقف بعدما تأكد أن الورقة التي يتهم لبنان بأنه يتبنى ورقة أميركية هي حقيقة لبنانية تحمل مطالب لبنانية تم إدخال بعض الملاحظات عليها من قبل أميركا.

وقد كان ضغط رئيسي الجمهوربة والحكومة مفصلياً أمس إذ أصرّا على قرار حصر السلاح في يد الحكومة وأنه قرار لبناني داخلي لا رجوع عنه.
ويبدو مما طرحه المبعوثان الأميركيان أنّ باراك يتابع الملف الداخلي فيما تحمل أورتاغوس ملف القوات الدولية “اليونيفيل” في الجنوب، والتي تسعى واشنطن إلى إلغاء دورها معتبرة أنّه أصبح غير ذي فائدة، وهو ما تريده إسرائيل وتعمل للحصول عليه منذ سنوات.
وبانتظار أن تقوم الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لإجبارها على بدء انسحابها من الجنوب فإنّ هناك نوعاً من توزيع أدوار يلامس الابتزاز تحاول أن تفرضه الإدارة الأميركية من أجل زيادة الضغط على “حزب الله” عبر ربط مسألة التجديد للقوات الدولية الذي تؤيده معظم الدول الأوروبية بمدى التزام “حزب الله” بتسليم السلاح، وهو من شأنه أن يضاعف الضغط الداخلي عليه لأن الحكم في لبنان وجميع القوى السياسية مع التجديد لـ”اليونيفيل”. وقد تسربت معلومات فور مغادرة باراك وأورتاغوس أنهما سيعودان إلى لبنان في نهاية الشهر أي مع موعد تاريخ التحديد للقوات الدولية.
فهل سيسبق هذا القرار احتلال غزة و/أو هجوم إسرائيلي جديد على إيران؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us