بكركي… الهدف الدائم!


خاص 22 آب, 2025

 

إذا كان “الحزب” يريد الحرب ويريد أن يثبت القول بالفعل، بأن هذا السلاح هو للدفاع عن لبنان وتحرير أرضه، فلماذا لا يهاجِم المواقع الإسرائيلية الموجودة داخل الأراضي اللبنانية؟ ولماذا لا ينتقِم لشهدائه الذين يسقطون كل يوم جرّاء الهجمات الإسرائيلية؟ ولماذا لا يبادِر لأسر جنودٍ إسرائيليين لإطلاق أسراه؟

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

ليست الحملة التي يتعرّض لها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حاليًا جديدةً على بكركي وسيدها، وهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما استمرّت البطريركية المارونية خط المواجهة الأول مع مَن يريدون تقويض لبنان وهويته ورسالته وتعدّديته.

وبالعودة إلى الماضي القريب، كانت بكركي مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير رأس حربة في مواجهة الاحتلال السوري وفرض خروجه من لبنان، بعدما عاث نظام الأسد فيه خرابًا وفسادًا، ولم يَسْلَمْ البطريرك وقتها من الحملات والشتائم والتخوين والتهديدات، ولكنّ كل ذلك لم يُثنِه عن مواصلة العمل ورفع الصوت لتحقيق الاستقلال الثاني للبنان.

اليوم، يوضع البطريرك الراعي في الموقف ذاته الذي وُضع فيه البطريرك صفير، فبكركي اليوم، إلى جانب رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والقوى السيادية، تخوض معركة تحرير لبنان من السلاح غير الشرعي الذي يأخذ لبنان رهينةً في المشروع الإيراني، ولأن الخصم يدرك جيدًا فعّالية دور بكركي وكلمتها، أطلق أزلامه في حملةٍ شعواء مسعورةٍ ضدّ مَن أُعطي له مجد لبنان.

أي جريمة ارتكب البطريرك ليواجَه بهذا الحقد والصلف؟

لقد طرح البطريرك الراعي ثلاثة عناوين يجب أن تكون موضع ترحيبٍ من كل مواطن لبناني يغار على مصلحة لبنان واللبنانيين ويتمتّع بالعقل والحكمة الراجحة، وهو ما كان الراعي يعتقد أنه متوفّر لدى جميع اللبنانيين ليتبيّن له العكس، وهو أن هناك حَمَلَةً للجنسية اللبنانية لا يريدون أي خير لهذا البلد وأهله، ويتمسّكون بأن يبقى ساحةً للحروب والظلاميّة.

العناوين الثلاثة التي طرحها البطريرك هي: رفض الحرب وقيام الدولة وحصر السلاح بيدها، وأتى في سياق ذلك كلامه أنّ سلاح حزب الله لم يعدْ له من جدوى في المواجهة مع إسرائيل، فأين أخطأ البطريرك في هذا الكلام؟ وأين هي العمالة والخيانة في كلامه؟ وهل لا يحقّ له الحديث في شأنٍ يُكَال بمفاعيله كل اللبنانيين وليس طائفةً واحدةً فقط؟ وهل أصبح مصير لبنان مرهونًا برغبة حزب الله فقط؟ وهل أصبح اللبناني مُجبرًا إمّا على تأييد موقف الحزب وإمّا السكوت طوعًا وإمّا إسكاته؟

إذا كان حزب الله يريد الحرب ويريد أن يثبت القول بالفعل، بأن هذا السلاح هو للدفاع عن لبنان وتحرير أرضه، فلماذا لا يهاجِم المواقع الإسرائيلية الموجودة داخل الأراضي اللبنانية؟ ولماذا لا ينتقم لشهدائه الذين يسقطون كل يوم جرّاء الهجمات الإسرائيلية؟ ولماذا لا يبادر لأسر جنود إسرائيليين لإطلاق أسراه؟ إن كان حزب الله قادرًا على القيام بذلك ويتردّد فهو الذي يؤكد بنفسه ألّا وظيفة بعد اليوم لسلاحه، وهو يعطي الدليل القاطع للبطريرك الراعي ولغيره أنّ هذا السلاح أصبح من دون جدوى، فلماذا الاحتفاظ به؟

يبرع حزب الله في تحويل الأنظار عمّا يمكن أن يُثير بيئته ضده، فيوجّه أنظارها إلى “عدوّ وهمي” في الداخل يُلقي عليه تبعات ما تعيشه هذه البيئة جرّاء حرب إسناد غزّة، علمًا أنّ المسؤولية الوحيدة عن تداعيات هذه الحرب تقع على عاتقه، ولا يمكن أن يخفيها غبار يُثار ضدّ بكركي أو ضدّ رئاستَيْ الجمهورية والحكومة أو ضدّ أخصام الحزب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us