المرحلة الأولى من تسليم السلاح الفلسطيني انطلقت.. “آليات محملة بالذخائر خرجت من المخيم” والفصائل تنفي!

بدأ الجيش اللبناني عملية إخراج السلاح الفلسطيني من مخيّم برج البراجنة، شاملة قذائف “B7″، بحضور فوج الهندسة لتفكيك ما يمكن تفكيكه.
وانطلقت المراحل الأولى من تسليم السلاح بشكلٍ سلسٍ، على أن تتبعها عمليات إضافية في باقي المخيمات.
وقال رئيس فريق العمل اللبنانيّ – الفلسطينيّ رامز دمشقية: “هذه هي المرحلة الأولى لتسليم السلاح، وستستمرّ العمليات في الأيام المقبلة”، مؤكدًا أن “السلاح سلاح، وكل سلاح خارج الدولة يجب أن يُسلّم”.
وشهدت العملية خروج أولى الآليّات المُحمّلة بالذخائر من المخيّم، مع انتشارٍ للجيش بآلياته، وسط تواجد عناصر من الفصائل الفلسطينية وعدد كثيف من المواطنين. ووُصف السلاح المستلم بأنّه متوسّط، فيما لم تُسجّل أي اعتراضات خلال العملية.
في هذا السياق، كتب الموفد الأميركي إلى لبنان توم باراك على حسابه عبر منصّة “أكس”: “مبروك للحكومة اللبنانية وحركة فتح على اتفاقهما بشأن نزع السلاح الطوعي في مخيّمات بيروت، وهو إنجاز كبير جاء نتيجة الخطوة الجريئة التي اتخذها مجلس الوزراء اللبناني مؤخرًا”.
وأضاف: “خطوة تاريخية نحو الوحدة والاستقرار، تُظهر التزامًا حقيقيًا بالسلام والتعاون”.
من جهته، كتب النائب سيمون أبي رميا، عبر منصة “إكس”: “الفلسطينيون يسلمون الدفعة الأولى من السلاح في مخيّم برج البراجنة إلى الجيش اللبناني… خطوة مفصليّة تعكس إرادةً مشتركةً وتؤسّس لبسط سلطة الدولة وحصر السلاح في يدها”.
في حين قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إنّ دولة فلسطين تعلن أنه تمّ الاتفاق مع الدولة اللبنانية على البدء بتسليم السلاح الموجود داخل المخيمات الفلسطينية للجيش اللبناني كعهدة لديه (وديعة).
وأضاف أبو ردينة في تصريح، أنّ الجهات الفلسطينية المختصة قامت، الخميس، بتسليم الدفعة الأولى من السلاح الموجود في مخيمي برج البراجنة والبص للجيش اللبناني، على أن تُستكمل عمليات التسليم لباقي المخيمات تباعًا.
وأوضح الناطق الرسمي أن ذلك جاء بناءً على البيان الرئاسي الصادر عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، والرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، في 21 أيار الماضي، عقب جلسة المباحثات الرسمية بينهما والتي عقدت في العاصمة بيروت، حيث أكد خلالها الرئيس محمود عباس عمق العلاقات الأخوية الفلسطينية اللبنانية، وتعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين والشعبين الشقيقين، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الحرة المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967، وعاصمتها القدس، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن الجانبَيْن أكدا تمسّكهما بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها، وفقًا للقرار الدولي 194، ورفضهما لكل مشاريع التوطين والتهجير.
وأوضح أبو ردينة أن الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة لبنانية – فلسطينية لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للاجئين، مع احترام السيادة اللبنانية والالتزام بالقوانين اللبنانية.
ولفت أبو ردينة إلى أنّ الجانبين أكدا التزامهما بتوفير الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بما يضمن لهم حياة كريمة من دون المساس بحقّهم في العودة، أو التأثير في هويتهم الوطنية.
وأكد أنّ الجانبين شدّدا على التزامهما بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، وإنهاء أي مظاهر مخالفة لذلك، وأهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه.
وقال الناطق الرسمي إنّ الرئيسَيْن أكدا أهمية حفظ الأمن والأمان لأبناء شعبنا في المخيمات، وصولًا لحالة أمنية مستقرّة بالتنسيق الكامل بين الأجهزة المختصة في الجمهورية اللبنانية ودولة فلسطين.
في المقابل، صدر عن الفصائل الفلسطينية في لبنان البيان التالي: “تداولت بعض الجهات الإعلامية أخبارًا عن نوايا لتسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، وخاصة في مخيم برج البراجنة. يهمّنا نحن الفصائل الفلسطينية في لبنان أن نؤكد بشكلٍ قاطعٍ أنّ هذه الأخبار عارية تمامًا عن الصحة ولا تمتّ إلى الواقع بصلة”.
وأضاف: “إنّ ما يجري داخل مخيم برج البراجنة هو شأن تنظيمي داخلي يخصّ حركة “فتح”، ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بمسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات”.
وتابع: “نحن الفصائل الفلسطينية في لبنان، إذ نؤكد حرصنا الدائم على أمن واستقرار مخيماتنا وجوارها، فإنّنا نعيد التشديد على التزامنا الكامل بالقوانين اللبنانية واحترامنا لسيادة الدولة ومؤسّساتها، مع الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين شعبنا الفلسطيني وأهلنا في لبنان”.
وختم البيان: “كما نؤكد أن سلاحنا لم ولن يكون إلا سلاحًا مرتبطًا بحقّ العودة وبالقضية الفلسطينية العادلة”.
وكان مصدر أمني رفيع قد أكّد لـ”هنا لبنان” أنّ عملية تسلّم السلاح الفلسطيني من المخيمات داخل العاصمة بيروت ستبدأ مساء اليوم من مخيم برج البراجنة، وقد تشمل مخيم مار إلياس.
ولفت المصدر إلى أنّ مسألة تسليم السلاح تستند إلى الاتصالات التي يقوم بها الجيش اللبناني مع الجانب الفلسطيني وتحديدًا حركة فتح.
ووفق المصدر فإنّ هذه العملية مرتبطة بالقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية جوزاف عون ونظيره الفلسطيني محمود عباس خلال القمة التي عقدت في قصر بعبدا.
وأشار المصدر إلى أنّ عملية تسليم السلاح كانت قد تقررت في 15 حزيران الماضي، لكنها أُرجئت لاستكمال جهوزية الجيش واستكمال التنسيق مع الجانب الفلسطيني، مؤكدًا أنّ عملية تسليم السلاح ستشمل كافة المخيمات الفلسطينية في مختلف المناطق اللبنانية، ولكن على مراحل مدروسة وبالتنسيق مع الجانب الفلسطيني.
مواضيع ذات صلة :
![]() من تسليم السلاح الفلسطيني إلى خطة نزع سلاح “الحزب”… حصرية السلاح تدخل مرحلة التنفيذ وسط تقاطع داخلي ودولي | ![]() سلام يرحّب ببدء تسليم السلاح الفلسطيني | ![]() الجيش يتسلّم شاحنة محملة بالسلاح الفلسطيني (فيديو) |