حين انتصرت الجمهورية لأول مرة منذ 43 عامًا…

مع بشير الرئيس لم يكن هناك مكان لتواجد الدويلة، ولا مكان لأي سلاح خارج إطار الشرعية، ولا وجود لأي مربّعات أمنية، مع بشير كانت ستنشأ الدولة القوية الحرّة التي يهابها الجميع.
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
إنّه يوم الكرامة والسيادة والعزّة والانتصار الأول للجمهورية اللبنانية… إنّها ذكرى حرية لبنان، الوطن المشلّع بأيدي الآخرين، 23 آب 1982 تاريخ لا يمكن أن يُنسى كيفَ لا؟، وهو الذي أعاد استقلال لبنان الحقيقي، حين اُعلن بشير الجميّل رئيسًا للجمهورية اللبنانية، انقلب الوطن رأسًا على عقب من السقوط المدوّي إلى الارتفاع الشاهق العابق بالكرامة، نستذكره وفي القلب غصّة لا يمكن أن تزول، إنه الحلم الذي لا يمكن أن يُمحى منذ 43 عامًا، لا بل ما زال يرافق اللبنانيين التوّاقين إلى وطن السيادة والدولة القادرة على دحر الدويْلة، التي ما زالت لغاية اليوم تواصل قضم الوطن.
مع بشير الرئيس حلمنا جميعًا، ولم ينطفئ بعد حلمنا بحامل الوعد والقضية، سنوات مرت كاللحظات وبشير ما زال هنا… فتحوّل إلى أسطورةٍ خالدةٍ ستبقى على مرّ الأجيال.
بقيت كلماته وصايا لم يستطع اللبنانيون تنفيذها بعد، نسترجع ذكرى ذلك الانتصار الذي لم يغبْ لحظةً عن وجداننا لأنه حلم فكيفَ ننساه؟، أو ننسى تلك الثورة المتمرّدة على التسويات والداعية دائمًا وأبدًا إلى قول الحقيقة الصعبة، في نبرة خطابية استقطبت المؤيدين والمعارضين على السواء؟.
لقد أراد بشير أن يبني الدولة السيّدة الحرّة، فأطلق شعارات وتحذيرات لا تزال تتردّد في الأذهان حتى اليوم، ناضل بمنطق الدولة القوية التي لا تساوِم، فوجّه رسالةً إلى الفاسدين قائلًا: “لا مكان لكم في لبناني الخاص بي”، لأن لبنانه كان مميّزًا…
خرق مساحة لبنان كلها خلال واحد وعشرين يومًا، فكان كالسهم الذي أتى في مهمّةٍ محدّدةٍ، ليجعل من لبنان وطنًا مُصانًا ودولةً قويةً، “إذ من الأفضل أن ندفع ثمن وطن على أن ندفع ثمن مزرعة”، كلمات ردّدها الرئيس بشير الجميّل في 23 آب 1982، وكأنّه كان يقرأ المستقبل… لأنّنا ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن تلك المزرعة!
ما فعله بشير لأجل لبنان لم يفهمه البعض إلّا بعد استشهاده، لقد نجح بثورته الصادقة وأعاد الأمل والرجاء إلى نفوس جميع اللبنانيين خلال أيام معدودة، أعاد لنا خلالها الأمل بمستقبلٍ واعدٍ فأشعل تلك الثورة المتمرّدة في أذهاننا والتي ما زالت لغاية اليوم، لكننا نفتقدها)لأننا لم نجد مَن يقودها.
مع بشير الرئيس لم يكن هناك مكان لتواجد الدويلة، ولا مكان لأي سلاح خارج إطار الشرعية، ولا وجود لأي مربّعات أمنية، مع بشير كانت ستنشأ الدولة القوية الحرّة التي يهابها الجميع.
مَن يسمع خطب بشير على مدى تولّيه الرئاسة لأيام يعتقد وكأنها اُلقيت في الأمس القريب، نستذكر جملته الشهيرة: “لنكن حزبًا واحدًا هو حزب لبنان”.
في الختام، نواصل حلمنا ونقول:” بشير عُدْ إلينا في الأحلام كي نعاود الشعور بالسيادة، عُدْ إلينا في الحلم علّنا نسترجع أيامًا عاشها لبنان بكرامة نفتقدها مع غيابك، عندما نرى صورتك مع عبارة “النصر لك” تعود لنا تلك اللحظات التي حوّلتها أنت إلى دهر.