السلاح أولاً

لماذا التلطي وراء العمّال للتعبير عن الإستياء والسخط؟ أما كان الأجدى بحزبي الثنائي أن يصدرا الدعوة إلى الإعتصام كما الدعوة إلى تأجيله باسم المكتب السياسي لأمل والمجلس الجهادي للحزب؟ عمّال الثنائي عمّال غبّ الطلب. ومطلبهم السلاح أوّلاً!
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
يوم كان الإتحاد العمالي العام برئاسة غسان غصن، ورقة بيد حركة أمل و”حزب الله” استعمل الثنائي هذه الورقة “وج وقفا” لإسقاط حكومة فؤاد السنيورة “البتراء” مطلع العام 2007 عبر تحركات مطلبية مشبوهة مدعومة من تجمع “الإصلاح والتعتير” وأطياف ما كان يُسمى بالمعارضة.
وفي الأمس القريب، صدرت دعوة غريبة عجيبة عن”مكتب العمال المركزي” في حركة أمل و”وحدة النقابات والعمال المركزية” في الحزب لتأجيل “الوقفة الإحتجاجية التي كانت مقررة الأربعاء”.
بدايةً علامَ يحتج العمال المنضوون ضمن الأحزاب؟ وعلامَ تعترض النقابات عادة؟
يحتجون على غلاء المعيشة أو على سلسلة رواتب المعلمين وأجور المياومين منهم، أو على تراجع التقديمات الإجتماعية، أو على زيادة الضرائب، أو على قانون الإيجارات المجحف بحق ذوي الدخل المتواضع، أو على قطع أرزاق شريحة من المواطنين أو رفضاً لتعرفة الكهرباء أو تسريعًا لدفع تعويضات ضحايا حربي الإسناد وأولي البأس…
أيٌّ من هذه العناوين لم يُطرح في التجمع المنتظر (قبل تأجيله) وحقيقة الأمر أنّ القوى العمالية في الثنائي أرادت من تحركها في الشارع إستنكار “القرارين الصادرين عن الحكومة بتاريخ 5 و7 آب اللذَين يتعارضان مع المصلحة الوطنية العليا، ووثيقة الوفاق الوطني، وصيغة العيش المشترك، وتأكيداً لحق لبنان في الحفاظ على سيادته، وحق شعبه ومقاومته في الدفاع عن أرضه وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي، وإيماناً بقدسية المقاومة وسلاحها الشريف الذي يدافع عن الوطن، وحرصاً على تحصين القرار الرسمي اللبناني من أي ضغوط خارجية، وتحت شعار هيهات منا الذلة”.
وكأني بالمفتي أحمد قبلان هو من دبج البيان بالتعاون مع ليش فاليسا الحزب الحاج محمد رعد.
لماذا التلطي وراء العمال للتعبير عن الإستياء والسخط؟
وهل من المنطقي أن تصدر مثلاً دعوة مشتركة باسم جهاز التواصل والإعلام في “حزب القوات اللبنانية” و”مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي” وعن “جهاز الإعلام في حزب الكتائب” والمكتب الإعلامي لحزب “لنا” للمشاركة في حراك شعبي في ساحة الشهداء تأييداً للقرارين السياديين؟ أو عن مكاتب المهن الحرة في هذه الأحزاب؟
أما كان الأجدى بحزبي الثنائي أن يصدرا الدعوة إلى الإعتصام كما الدعوة إلى تأجيله باسم المكتب السياسي لأمل والمجلس الجهادي للحزب؟
وقبل النزول إلى الشارع، لماذا لا يسحب الثنائي ودائعه من حكومة نواف سلام وليكن ما يكون؟
عمال الثنائي كما أوضحت مراجعهم في نص الدعوة كانوا سيعتصمون لـ “الحفاظ على السلاح الذي أثبت قدرته على كسر شوكة الأعداء، وعلى حقنا في مقاومة العدو الإسرائيلي الذي يستبيح أرضنا، ويحتل جزءًا منها، ويُقيّد حريتنا”.
إنهم عمال غب الطلب. ومطلبهم السلاح أولاً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() قاسم وواكيم: الحكواتي والثرثار | ![]() “ضب الموستيكات” قبل لمّ السلاح | ![]() قانون الياس جرادة العجائبي |