موقف موحد للوفد الأميركي بشأن نزع سلاح “الحزب”… ولبنان يؤكد: لا رجعة إلى الوراء

لبنان 27 آب, 2025

شهد لبنان في اليومين الأخيرين حركة دبلوماسية استثنائية، إذ زاره وفد أميركي يضمّ خمسًا من كبار الشخصيات مما يدل على الاهتمام الأميركي الكبير بلبنان وشؤونه. ولعل أكثر ما يلفت في زيارة الوفد هذا أن كلمته كانت موحدة حول موضوع واحد لا ثاني له “نزع سلاح حزب الله”.

وقد ضم الوفد الأميركي الذي جال على الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش، كما زار مساء الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جون ويلسون، بالإضافة الى الموفدين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس والسفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون.

أبرز الخلاصات والمواقف التي أعلنها باراك تمثلت في قوله من بعبدا: “ما نستطيع أن نقوم به لـ”حزب الله” هو أن نريه ألا أحد يحتاج السلاح ولا أحد يريد أن يرى حربًا أهلية. وجواب إسرائيل كان أيضًا تاريخيًا. وهذا ما قالوه لي شخصيا وقالوه للرئيس ترامب وصرّحوا به في بيانات. والجهد الذي سنقوم به هو للتأكيد أن حزب الله ليس مسلحًا وليس عدائيًا بحقهم، وهم سينسحبون بالطريقة نفسها. وما سنقوم به هو أن حكومتكم في الأيام المقبلة ستقدم اقتراحًا وخطةً لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح حزب الله. وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الاقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الانسحاب وضمان حدودهم أيضًا والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية”.

وبرّر الحديث عن المنطقة الاقتصادية “بأننا في حاجة إلى بديل، وتحدثنا أيضًا عن طرف آخر خارجي هو إيران التي تموّل هنا حزب الله والبلديات التابعة لـ”حزب الله”. إذًا كيف نستبدل ذلك؟ نأتي بدول الخليج في الوقت نفسه لمنطقة شبيهة بمنطقة اقتصادية. وسيكون هناك عمق بالتفكير بها في الأسابيع المقبلة”.

ولفت إلى أن “الجيش اللبناني وحكومتكم ستعرض خطة وسيقولون لـ”حزب الله” كيفية نزع السلاح. هذا لا يجب أن يكون عسكريًا. نحن لا نتحدث عن حرب. نحن نتحدث عن كيفية إقناع حزب الله بالتخلي عن هذه الأسلحة”.

وحول التمديد لليونيفيل، أكد أن “موقف وزير الخارجية الأميركية أننا سنوافق على التمديد لها سنة”.

أما أورتاغوس، فقالت: “إسرائيل مستعدّة للتحرّك خطوة خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة، وسنساعد الحكومة للمضي قدمًا في القرار التاريخي ونشجّع إسرائيل على القيام بخطواتها”.

ومن عين التينة حيث سئلت تعليقها على خطاب الشيخ نعيم قاسم أمس، قالت أورتاغوس: “هو مثير للشفقة”.

وبرز من بين تصريحات أعضاء وفد الكونغرس كلام السيناتور غراهام الذي قال: “عندما يتم نزع سلاح حزب الله على يد الشعب اللبناني، ونقل السلطة من الميليشيات إلى الجيش اللبناني، عندها سيكون هناك حوار مختلف مع إسرائيل. لكن كل ما يُقال سيبقى مجرد كلام ما لم يحدث تغيير فعلي. إسرائيل لن تنظر إلى لبنان نظرةً مختلفةً حتى يقوم لبنان بخطوة مختلفة. لا تسألوني أي أسئلة عمّا ستفعله إسرائيل قبل أن تنزعوا سلاح حزب الله”.
كما تساءل: “لماذا لا نقيم علاقة مع لبنان نلتزم من خلالها فعليًا بالدفاع عمّا تقومون به؟ إنني أعتقد أنّه من مصلحة الولايات المتحدة الدفاع عن التنوّع الديني، سواء كنتم دروزًا أو علويين أو مسيحيين أو غير ذلك. إنّ فكرة أن يكون لأميركا يومًا ما اتفاقية دفاع مع لبنان ستُحدث تغييرًا في لبنان لا يشبه أي أمر آخر يمكنني تصوّره. ولماذا أدافع عن هذه الفكرة؟ لأنني أريد أن أدافع عن التنوّع الديني. وأريد لأولئك الذين يسعون إلى تدمير هذا التنوّع الديني أن يفهموا أنّ أيامهم باتت معدودة”.

أمّا الموقف اللبناني، فأبلغه الرئيس جوزاف عون إلى الوفد، إذ جدد “التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني لوقف الأعمال العدائية والذي أقر برعاية أميركية – فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالإجماع”.
وجدّد “التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية – اللبنانية التي أقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء”.

وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على “استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كل المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الأمن والاستقرار في لبنان، متمنيًا على الجانب الأميركي متابعة الاتصالات مع الجهات المعنية كافة، وخصوصًا مع البلدان العربية والغربية الصديقة للبنان لدعمه والإسراع في مساري إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي”.

بدوره، شدّد الرئيس نواف سلام على “أنّ مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقرارَي الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة إلى الوراء فيه”، لافتًا إلى أنّ “الحكومة ثبّتت هذا التوجّه في جلسة 5 آب، حيث اتُّخذ قرار حازم بتكليف الجيش اللبناني ووضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء، وهو ما سيُعرض الأسبوع المقبل”.

وأكّد أنّ هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر”.
كما أعاد تأكيد “التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير بارّاك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرّها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّدًا أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية”.

ولوحظ أن عين التينة لم توزّع أي معلومات علنية رسمية عن موقف الرئيس نبيه بري أمام أعضاء الوفد، فيما نقل عنه لاحقًا أن أي تقدم لم يحصل.

ومن المقرر أن يقوم باراك اليوم بجولة على الحدود اللبنانية الجنوبية ترافقه بعثة وصفت بانها تقنية.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us