بين التصعيد والتهدئة.. لبنان يترقب مساراً دقيقاً قد يرسم مستقبل الأمن والاستقرار السياسي

تعطيل جلسة مجلس الوزراء وانسحاب وزراء الثنائي الشيعي إلى جانب تصعيد الشارع قد يؤدي إلى أزمة لا أفق لها، فإسرائيل تراقب الوضع عن كثب، وغياب حصرية السلاح قد يدفعها إلى شن هجوم عسكري واسع، وهناك احتمال لتنفيذ الخطة “ب” التي تحدث عنها السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، والتي تعني دعمًا أميركيًا غير مسبوق لهجوم إسرائيلي على لبنان أو “الحزب” لاستكمال ضرب بنيته العسكرية
كتبت بشرى الوجه لـ”هنا لبنان”:
يشهد لبنان توترات سياسية متزايدة على خلفية موضوع حصرية السلاح وتحديد مهلة زمنية للجيش لتنفيذ خطته، في ظل مخاوف من تداعيات قد تؤدي إلى أزمة شاملة.
في هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي عبر “هنا لبنان” أنّ لبنان مقبل على أزمة سياسية كبيرة، قد تتطور إلى مواجهة حادة إذا تعثرت الأمور في مجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل.
ويربط العريضي بين الأزمة السياسية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها لبنان، مشيرًا إلى أنّ دول مجلس التعاون الخليجي تستثمر حالياً في سوريا، في حين تُفضل هذه الدول الامتناع عن الاستثمار في لبنان بسبب الوضع السياسي المرتبط بحصرية السلاح.
وحذر العريضي من أنّ تعطيل جلسة مجلس الوزراء وانسحاب وزراء الثنائي الشيعي، إلى جانب تصعيد الشارع، قد يؤدي إلى أزمة لا أفق لها، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل تراقب الوضع عن كثب، وأنّ غياب حصرية السلاح قد يدفعها إلى شن هجوم عسكري واسع، معربًا عن قلقه من احتمال تنفيذ الخطة “ب” التي تحدث عنها السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، والتي تعني دعمًا أميركيًا غير مسبوق لهجوم إسرائيلي على لبنان أو حزب الله لاستكمال ضرب بنيته العسكرية.
كما نبه إلى أنّ كل الاحتمالات واردة، من الاغتيالات والتصفيات إلى العمليات العسكرية والتوغل، فضلاً عن إمكانية خروج التظاهرات في الداخل عن السيطرة، لكنه أكد أنّ الاتصالات ما زالت مستمرة لتجنب هذه السيناريوهات التي لن تصب في صالح لبنان.
كذلك حذر العريضي من اللجوء إلى الشارع، معتبرًا أنّ عواقب ذلك قد تكون وخيمة، حيث أنّ النزول إليه قد يكون سهلًا، لكن الخروج منه يحمل مخاطر كبيرة، كما حصل في محطات سابقة، أبرزها ما بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري عام 2005.
وأشار إلى أنّ هناك سوابق في لجوء بعض الأطراف، وتحديدًا من “الثنائي” أو “فريق الممانعة”، إلى التخريب والاعتداء على المنشآت العامة، ما قد يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي في حال خرجت التحركات عن بيئتها السياسية أو الطائفية.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي علي الأمين أنّ حزب الله لم يتمكن من اتخاذ أي إجراء فعلي منذ صدور قرار مجلس الوزراء، وأنّ هذا القرار يحظى بتأييد واسع في الداخل اللبناني، حيث يؤيده أكثر من 80% من اللبنانيين، كما يحظى بدعم دولي وإقليمي.
ويؤكد الأمين لـ”هنا لبنان” أنّ قوة القرار تنبع من هذا التأييد الواسع، مضيفًا أنّ القرار يفتح آفاقًا جديدة لإعادة الإعمار وانسحاب إسرائيل، وكذلك إمكانية إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية واللبنانيين.
ورغم توقعه احتمالية حدوث مواجهات محدودة، يرى الأمين أنّ هذه المواجهات لن تتوسع أو تؤدي إلى انفجار شامل، مشددًا على أنّ احتمال حصول عملية عسكرية كبيرة يبقى مرتبطًا بسلوك حزب الله وإسرائيل، وهو احتمال وارد لكنه ليس حتمياً.
إذًا، يبقى الوضع في لبنان على درجة عالية من التعقيد، بين مخاوف من تصعيد أمني وسياسي كبير، وآمال في تجاوز الأزمة عبر الحوار والاتصالات السياسية التي تسعى إلى تجنيب البلاد الانزلاق نحو الفوضى، كما يبقى الدور الأساسي للجيش اللبناني والقرار السياسي حاسمًا في تحديد مسار الأحداث، وسط رقابة إقليمية ودولية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() تغيير اسم “جادّة حافظ الأسد”… خطوة رمزية تُعيد الاعتبار للسيادة | ![]() تنظيم قطاع “المحافظ الإلكترونية”: خطوة حاسمة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب | ![]() التصعيد الإسرائيلي الأخير: هل يُنذر بعودة الحرب؟ |