بين إقرار الخطة والترحيب بها يبقى التنفيذ سيد الموقف

سيناريوهات عدة تنتظر لبنان عقب إقرار خطة قيادة الجيش، في ظل تهديدات إسرائيلية بضرب أهداف في لبنان لن تسلم منها معظم المناطق. فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنّ الوقت ينفد أمام قادة لبنان لنزع سلاح “الحزب” محذراً من حملة عسكرية إسرائيلية متجددة وفقدان الدعم المالي الأميركي والخليجي
كتبت إليونور إسطفان لـ”هنا لبنان”:
وسط إصرار الحكومة على إقرار خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة والتي بقيت بنودها سرية، خرج وزراء الثنائي الشيعي قبل عرض قائد الجيش للخطة ومناقشتها في موقف يعيد إلى الأذهان ما حصل في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في ٥ أيار من العام ٢٠٠٨، ويبدو أنّ الرقم 5 لا يستسيغه وزراء الثنائي ويعتبرون أنّ أي قرار عن حكومة خرجوا منها غير ميثاقي. إلا أنّ ما حصل جاء عكس التوقعات وكان نتيجة مشاورات واتصالات مكثفة داخلية وخارجية أفضت إلى ما صدر في بيان مجلس الوزراء لجهة الترحيب بخطة الجيش حول حصرية السلاح بيد الدولة ووضع خمس مراحل من دون مهل زمنية.
فهل ستندلع أحداث داخلية أم أنّ فتيل التفجير الداخلي قد سحب؟
الجواب على هذه المسألة جاء من قبل مصادر مقربة من الثنائي الشيعي لموقع “هنا لبنان” مؤكدة أنّ بيان الحكومة لجهة الترحيب بخطة الجيش حول حصرية السلاح بيد الدولة جاء بصياغة متأنية، وجعل بنود الخطة سرية أدى إلى تجنيب لبنان أي عقبات او تفجير داخلي، وحصل نتيجة اتصالات داخلية عبر موفدين من الجانبين وعابرة للحدود عبر دول صديقة قام بها رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتفادي أي خضة قد تأخذ معها البلد إلى تصعيد هو بغنى عنه، في ظل التصعيد الإسرائيلي والخروقات المستمرة في جنوب لبنان.
وتشير المصادر إلى أنّ الثنائي الشيعي لديه قبول بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة ونزعه من يد كل الأحزاب وفق اتفاق الطائف وخطاب القسم والبيان الوزاري، مع الحفاظ على حق المقاومة في الدفاع عن لبنان وشعبه وأرضه. وما جرى يؤكد على حكمة ومسؤولية في التعاطي مع قضايا تحفظ الاستقرار والأمن في البلاد. ولم تخفِ المصادر تخوفها من ضربة وتصعيد إسرائيلي محتمل في حال عدم قبول إسرائيل بكيفية تنفيذ خطة الجيش ولم تلتزم بالمطالب اللبنانية.
إذاً حالة من الترقب تسود البلاد فيما أنظار العالم تشخص باتجاه تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله لا سيما أنّ الولايات المتحدة توفد قائد قيادتها الوسطى والمبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس للبحث في المساعدات التي ستقدمها للجيش اللبناني لبسط سيادته على كامل الأراضي اللبنانية ومعاونته على تنفيذ الخطة التي أقرها مجلس الوزراء.
سيناريوهات عدة تنتظر لبنان عقب هذا القرار الذي سيؤدي إلى مواجهة تتأرجح بين السياسي والتصعيد الميداني، في ظل تهديدات إسرائيلية بضرب أهداف في لبنان لن تسلم منها معظم المناطق. فيما حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنّ الوقت ينفد أمام قادة لبنان لنزع سلاح حزب الله محذراً من حملة عسكرية إسرائيلية متجددة وفقدان الدعم المالي الأميركي والخليجي. كما أنّ الولايات المتحدة تضغط على الحكومة اللبنانية للتصرف بحزم وعدم الرضوخ لتهديدات حزب الله بالتحريض على العنف.
هذا القلق الأميركي قد يتطور إلى قلق أكبر مع تشدد حزب الله بمواقفه بعدم تسليم سلاحه وتأخر تنفيذ الجيش لنزع السلاح وفق الآلية الموضوعة ومراحلها مما يؤشر إلى مخاطر أمنية تقوض الاستقرار. وهو ما ظهر جلياً بعد الجلسة من قبل موقف لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بأنّ عدم تنفيذ قرار نزع السلاح سيؤدي إلى إعادة لبنان إلى الفوضى.
من جهتها أكدت مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” على هذا السيناريو، إذ أنّ تأخر تنفيذ خطة الجيش قد يفتح الباب على خطر كبير يتمثل بتصعيد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وسط تخوف من جبهة أخرى قد تفتح من الحدود السورية تتمثل بأحداث أمنية مفتعلة قد تتسبب ببلبلة داخلية تؤدي إلى عودة حزب الله للمواجهة على خطين، إسرائيل من جهة وسوريا من جهة أخرى. وأشارت المصادر إلى جهود يبذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل حماية الطائفة الشيعية من الاستهداف تحت عنوان “مقاومة في كنف الدولة” وسط تخوف بعض السياسيين العقلاء من مواقف شيعية عالية السقف بشأن عدم نزع السلاح، واصفة إياها بمثابة الانتحار، محذرة من أن ذلك سيؤدي إلى هجرة واسعة للشيعة إلى دول عدة أبرزها أفريقيا وأوروبا وكندا وكذلك العراق، وهو ما بدأت ملامحه تظهر بوضوح بعد الحرب الأخيرة وعملية النزوح من الجنوب والضاحية الجنوبية.
أشهر صعبة تواجه لبنان لتنفيذ خطة نزع السلاح على وقع الضغوط المتصاعدة أميركياً وأوروبياً وعربياً وربط المساعدات وإعادة الإعمار بنجاح هذه الخطة والقيام بالإصلاحات، وقرارها بإخراج النفوذ الايراني من المنطقة.
فهل ستنجح الدولة اللبنانية ببسط سيادتها على كامل الأراضي وتحفظ الأمن والاستقرار ؟ وهل ستلتزم إسرائيل بالانسحاب من النقاط الخمس وإعادة الأسرى ووقف خروقاتها؟