خطة الجيش لسحب السلاح تتألف من 5 مراحل.. وبيان الجلسة “برّد” الأجواء!

رحبت الحكومة اللبنانية، عقب جلسة أمس، بخطة الجيش لتنفيذ “حصرية السلاح”، عبر صيغة لاقت ارتياحاً من قبل “الثنائي الشيعي”.
وعلمت “الشرق الأوسط” أنّ الخطة التي وضعها الجيش اللبناني تتألف من 5 مراحل؛ المرحلة الأولى مدتها 3 أشهر وتتطابق مع المهلة التي أقرها مجلس الوزراء في جلستيه في الخامس والسابع من آب الماضي. وستكون الخطوة الأولى عبارة عن استكمال نزع السلاح من منطقة جنوب الليطاني، و”احتواء” السلاح في بقية مناطق لبنان؛ أي بمنع حمل ونقل السلاح على كامل الأراضي اللبنانية.
في السياق، أكّدت مصادر واسعة الإطلاع لـ”الجمهورية”، أنّ ما حصل بالأمس، جاء نتيجة حركة اتصالات توزعت في الأيام الاخيرة في اتجاهات مختلفة، ولا سيما على المستويات الرئاسية، وعكست في مجملها تغليباً لمنطق تبريد الأجواء واحتواء الأزمة المستجدة، بالشكل الذي يحفظ ماء وجه الحكومة وسائر الأطراف. وتمّ التوافق على هذا المخرج الذي تضمّنه البيان الصادر عن مجلس الوزراء.
في حين أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أنّه عند انسحاب الوزراء الشيعة من مجلس الوزراء قال وزير الصحة ركان ناصر الدين أنّ خطوتنا بالإنسحاب ليست موجهة ضد قائد الجيش إنما مرتبطة بموقف سياسي وبدأ الوزراء بالإنسحاب مؤكدين الموقف نفسه.
وعُلم أنّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل أعد خطة مفصلة شكلت محور إشادة المجلس وقد تولى ومدير العمليات عرض تفاصيل الخطة منطقة منطقة عارضين لأوضاعها الاجتماعية وواقعها.
وفهم أنّ هذه الخطة ستكون على مراحل تبدأ بجنوب الليطاني مروراً ببيروت والبقاع وصولاً إلى باقي المناطق اللبنانية.
وأكد العماد هيكل أنّ هذه الخطة تترافق مع سحب السلاح وأهمية توفير إمكانات للجيش وتحسين أوضاع العسكريين وحصل نقاش تقني فيما كان قائد الجيش يفند الخطة بنداً بنداً وبدقة.
ووفق معلومات “اللواء” فإنّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون طلب توزيع البيان الذي جهز حول رؤية مجلس الوزراء لحصرية السلاح وقد طلب بعض الوزراء إضافات، من بينها ضرورة وضع تقارير شهرية من قبل قيادة الجيش بشأن تنفيذ الخطة التي لم تشر إلى مهل محددة.
وفي السياق الأميركي، تجدر الإشارة إلى موقف أولي نُقل عن مسؤول أميركي، اعتبر فيه أنّ قرار الحكومة يبدو إيجابياً نسبياً، ولكن يبقى الترقّب لما ستقدّمه خطة الجيش. وكان لافتاً في هذا السياق أيضاً ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين من تحذير “من أنّ الوقت ينفد أمام زعماء لبنان لنزع سلاح “حزب الله”.
وبحسب الصحيفة، فإنّ المسؤولين الأميركييّن يرون أنّ “لبنان يمرّ بلحظة حرجة في تاريخه”. وأبدى المسؤولون خشيتهم من أن “تتراجع الحكومة اللبنانيّة عن مواجهة مُحتملة مع “حزب الله”.
وأضافت “نيويورك تايمز”، أنّ المسؤولين الأميركيين حذّروا من أنّ “التقاعس بشأن حزب الله قد يدفع الكونغرس الأميركيّ إلى قطع 150 مليون دولار سنويّاً للجيش اللبنانيّ”.
وكان مجلس الوزراء قد انعقد في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية جوزاف عون، بحضور رئيس الحكومة والوزراء، حيث أقرّت الحكومة عدداً من البنود العادية. وسرعان ما انسحب وزراء الثنائي الأربعة وتبعهم الوزير الخامس فادي مكي، فور طرح بند حصرية السلاح للنقاش، وقبل أن يبدأ قائد الجيش العماد رودولف هيكل بعرض الخطة التي أعدّها الجيش. حيث قال مكي في تصريح: “إنّني سعيت، بقدر ما أُتيح لي، إلى تجاوز العقبات، وكنت من الداعين إلى مناقشة خطة الجيش وترك موضوع المهلة الزمنية لتقدير قيادته. هذه المؤسسة التي نجلّها ونحترمها ونعتبرها الضامن لوحدة الوطن وسيادته. غير أنني، أمام الوضع الراهن وانسحاب مكوّن أساسي، لا أستطيع أن أتحمّل مرّة أخرى وزر قرار كهذا، وقرّرت الإنسحاب من الجلسة. كما أنّني في معرض حديثي في الجلسة، قلت إنّه إذا كانت استقالتي من الحكومة تحقّق المصلحة الوطنية، فأنا على استعداد أن أضع هذه الاستقالة بتصرف الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام”.
وختم قائلاً: “أدعو مجددًا الوزراء والمرجعيات السياسية إلى مناقشة الخطة تحت سقف البيان الوزاري الذي توافقنا جميعاً عليه، لجهة حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها، برويّة وتأنٍ، ووضع مصلحة الوطن، والجنوب، والسلم الأهلي فوق أي اعتبار آخر”.
وعلى الرغم من خروج الوزراء الشيعة الخمسة، استكمل مجلس الوزراء الجلسة، واستمرت لما بعد السادسة مساء، تلا بعدها وزير الإعلام بول مرقص المقررات الرسمية حيث قال: “إنّ مجلس الوزراء استمع إلى خطة الجيش لحصر السلاح، ورحّب بها، وقرّر الإبقاء على مضمون الخطة ومداولاته في شأنها سرّية، على أن تقدّم قيادة الجيش تقريراً شهرياً لمجلس الوزراء في شأن خطة حصر السلاح”.
مواضيع ذات صلة :
![]() الجيش يوقف مهرّبين في شبعا … وهذا ما تم ضبطه | ![]() مرقص: لا تنازلات والحكومة تُرحب بخطة الجيش | ![]() الجيش يفجر قنابل وقذائف من مخلفات الحرب الإسرائيلية في وادي حسن |