رسائل لبنانية واضحة من بعبدا: لا سلاح خارج الجيش… والتنفيذ الكامل للقرار 1701 ضرورة وطنية

لبنان 6 أيلول, 2025

في ظل التوترات المستمرة على الحدود الجنوبية وتصاعد الخروقات الإسرائيلية، شهد قصر بعبدا لقاءً مهماً جمع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، مع قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، الأميرال براد كوبر، بحضور السفيرة الأميركية في بيروت. اللقاء تناول الأوضاع الأمنية في الجنوب وسبل تعزيز دعم الجيش اللبناني، إلى جانب التأكيد على ضرورة التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 1701.

وفي التفاصيل، حثّ رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد جوزاف عون، الولايات المتحدة الأميركية على ممارسة ضغط فعّال على إسرائيل من أجل الانسحاب من النقاط الخمس في جنوب لبنان، ما يسمح للجيش اللبناني بإكمال انتشاره على طول الحدود الدولية.

وخلال استقباله في قصر بعبدا بعد ظهر اليوم قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي، الأميرال براد كوبر، وبحضور السفيرة الأميركية في بيروت، السيدة ليزا جونسون، دعا الرئيس عون إلى تفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (MECHANISM). ولفت إلى أن هذا الإجراء ضروري لضمان تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني الماضي، لا سيما ما يتعلق بوقف الخروقات الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من التلال والأراضي التي تتمركز فيها، بالإضافة إلى إعادة الأسرى، ما يسهم في التطبيق الكامل للقرار 1701.

وأكد رئيس الجمهورية أن هذه الخطوات تتماشى مع القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، وهو ما أيده مجلس الوزراء مؤخراً من خلال ترحيبه بالخطة العسكرية التي أعدتها قيادة الجيش لتنفيذ هذا القرار.

وأشار الرئيس عون، في الاجتماع الذي حضره أيضاً رئيس لجنة (MECHANISM) الجنرال مايكل ليني، إلى أن استمرار الخروقات الإسرائيلية يعيق استكمال انتشار الجيش حتى الحدود. وأوضح أن الجيش اللبناني انتشر في أكثر من 85% من الأراضي الواقعة جنوب نهر الليطاني، ويواصل تنفيذ مهامه الصعبة في مناطق ذات تضاريس معقدة، بما في ذلك ضبط أي مظاهر مسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر. وقد أسفرت هذه العمليات حتى الآن عن استشهاد 12 ضابطاً وجندياً، خلال تفكيك الألغام أو أثناء نقل الذخائر.

كما أشار إلى بدء تسلُّم الجيش لبعض الأسلحة من المخيمات الفلسطينية، تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان.

وشدد الرئيس عون على أهمية استمرار الدعم الأميركي للجيش اللبناني، خصوصاً في ما يتعلق بتأمين العتاد والمعدات اللازمة، ليتمكن من أداء المهام الموكلة إليه، ومنها حفظ الأمن، مكافحة التهريب والإرهاب، وضبط الحدود مع سوريا، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يواجهها العسكريون.

وأشاد بالتعاون القائم بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل المنتشرة في الجنوب، مؤكداً أنّ استمرار الدعم الأميركي يعزز الاستقرار الداخلي. كما أشار إلى التقدم الإيجابي الذي شهدته البلاد في الأشهر الماضية، وما نتج عنه من انتعاش اقتصادي يواكب الإصلاحات الحكومية، إلى جانب الحاجة الماسّة لإعادة إعمار لبنان، خصوصاً مع استعداد عدد من الدول الشقيقة والصديقة للمشاركة في هذه الجهود بعد استتباب الاستقرار ووقف الأعمال العدائية.

وفي ختام اللقاء، تمنى الرئيس عون التوفيق للأميرال كوبر في مهمته الجديدة، داعياً إياه إلى إعطاء الوضع في لبنان أولوية خاصة، لما لاستقراره من أثر مباشر في استقرار المنطقة بأكملها.

من جهته، عبّر الأميرال كوبر عن سعادته بزيارة لبنان، مثنياً على أداء الجيش اللبناني، خاصة في الجنوب، ومؤكداً التزام الولايات المتحدة باستمرار تقديم الدعم العسكري واللوجستي، بالتعاون مع الإدارة الأميركية والكونغرس.

وأعلن أن لجنة (Mechanism) ستعقد اجتماعاً غداً لمناقشة الوضع في الجنوب، والعمل على تثبيت الاستقرار من خلال متابعة تنفيذ اتفاق تشرين الثاني.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us