اجتماع الناقورة: دعم أميركي لخطة الجيش اللبناني لحصر السلاح.. وتفعيل آلية مراقبة وقف إطلاق النار

في خضمّ التوترات الإقليمية والسعي المستمر للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، انعقد أمس اجتماعٌ بالغ الأهمية في رأس الناقورة، جمع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بحضور شخصيات أميركية بارزة من بينها الموفدة مورغان أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر.
شكّل هذا اللقاء محطة جديدة في سياق الجهود الدولية الداعمة للجيش اللبناني، وتم خلاله البحث في سبل تفعيل آليات المراقبة وتعزيز خطة حصرية السلاح بيد الدولة، في إطار رؤية أمنية شاملة تنفّذها المؤسسة العسكرية. وقد برز في الاجتماع تأكيد الدعم الأميركي لهذه الخطة، مقابل مطالبات لبنانية بتفعيل دور المجتمع الدولي والضغط على إسرائيل للقيام بخطوات مقابلة.
وفي التفاصيل، انعقد أمس في رأس النّاقورة اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النّار، في حضور الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركيّ الأميرال براد كوبر. وقد تبلّغ لبنان تغيير رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النّار الجنرال مايكل ليني، وسيصل الرّئيس الجديد بعد أسبوعين، وهو من قوّات “المارينز”، وهو إجراء روتيني يُتخذ كل ستة أشهر. وأُفيد أنّ المجتمعين اتفقوا على تفعيل دور الـmechanism لمراقبة الخروقات والتحرك بعد فترة من البطء.
واُفيد أيضاً أنّ الاجتماع كان جيداً وشهد تأييداً للجيش ودعماً له في كل خطواته، من العمليات التي يقوم بها جنوب الليطاني، إلى تنفيذه خطة حصرية السلاح بيد الدولة مع التركيز على تفعيل عمل لجنة “الميكانيزم”.
وكذلك استمع المجتمعون إلى إحاطة قدّمها ممثل الجيش اللبناني في اللجنة، وتضمّنت تصوّراً شاملاً للمرحلة الأولى من الخطة الأمنية ومركزها جنوب الليطاني، وأبرز بنودها نزع السلاح غير الشرعي وانتشار وحداتٍ عسكرية وضبط المعابر ومنع إدخال الأسلحة الى المنطقة ومصادرة الأسلحة التي يُعثر عليها بعد الانتشار.
وبعد الاجتماع جال أورتاغوس وكوبر في طوافة عسكرية فوق المنطقة الحدودية بين القطاعين الأوسط والغربي، واطلعا على الواقع الميداني فيها ثم عادا إلى بيروت حيث التقيا قائد الجيش العماد رودولف هيكل وبعض الضباط الكبار، واطلعا منهم على فحوى خطة الجيش لحصر السلاح.
كذلك التقى الوفد الأميركي عدداً من ضباط الجيش في نطاق جنوب الليطاني خلال زيارته للمنطقة، حيث اطلع على الإجراءات الميدانية التي ينفّذها لبسط سيطرته على تلك المنطقة وإخلائها من السلاح.
وعُلم أنّ الوفد الأميركي أبدى ارتياحه لتدابير الجيش، معتبراً انّها تعكس جدّيته وتعزز الثقة في الدور الذي يؤديه.
وفي السياق، أشارت مصادر مطلعة في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أنّ الوفد الأميركي استمع من ممثل لبنان في اللجنة إلى عرض مفصل لخطة الجيش اللبناني حول حصرية السلاح بيد الدولة. وعرض ما تم إنجازه حتى الآن.
وبحسب المصادر فإن الأميركيين تعاملوا مع الخطة بايجابية شرط أن تكون العبرة في التنفيذ. كذلك أبدى الوفد الأميركي ليونة بالاستماع إلى مناقشة الأسباب التي تعرقل انتشار الجيش في الجنوب بسبب التمركز الإسرائيلي في التلال الخمس. مشيرة إلى عدم وجود أي خطوة عملية حتى الآن بشأن المساعدات الأميركية المطلوبة لتطبيق خطة الجيش، علماً أن الموقف الأميركي كان داعماً لموقف الجيش ومرحباً بخطته ومتفهماً لضرورة قيام إسرائيل بتنفيذ خطوات إيجابية مقابل الخطوات اللبنانية.
كما أشارت المصادر إلى ضرورة إبقاء خطة الجيش سرية كشرط أساسي لنجاحها، وهي تقوم على خمس مراحل. الأولى تبدأ من جنوب الليطاني وتستمر على مدى ثلاثة أشهر، تنتقل بعدها إلى منطقة شمال الليطاني، ثم بيروت والبقاع وبقية المناطق. وبحسب المصادر فإنّ المرحلة الأولى تشكل الركيزة الأساسية التي ستترجم بتسليم الجيش زمام الأمور في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع القوات الدولية لتصبح خالية من السلاح.
كما علمت “اللواء” من مصادر رسمية موثوق بها، أنّ الأدميرال كوبر وعد الرئيس جوزاف عون عندما التقاه أمس الأول، بتفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار بعد استبدال الجنرال ليني، وزيادة دعم الجيش بالعتاد ودورات التدريب.كما التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل للغاية ذاتها.




