باسيل المثير!

من الواضح أنّ أسلوب الإثارة الباسيلي سترتفع وتيرته مع مرور الأشهر، كلّما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابيّة، وسيستغلّ أيّ تقصيرٍ حكوميّ ليقول “لو كنّا في الحكم لما حصل ذلك”.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
خرج جبران باسيل من السلطة، ويخرج تباعًا من عَيَّنَهُم في الإدارات محتكرًا الحضور المسيحي بِالمُقَرَّبين منه، ويواجه تحدّيًا وجوديًّا بعد أشهرٍ يتمثّل في الانتخابات النيابيّة، ويريد تعويض خسارة أربعة نوّابٍ مع أصواتهم الانتخابيّة. كما أنّ تحالفه الانتخابي مع حزب الله ليس مضمونًا، وهو مربح له من جهة وخاسرٌ من جهةٍ أخرى.
بعد ما سبق كلّه، بدأ باسيل يبحث عن تعويضٍ فاستهلّ حملته الانتخابيّة مبكرًا، وقد باتت شعاراتها واضحة المعالم والعناوين:
– التبرّؤ من تغطية سلاح حزب الله وارتكاباته في الداخل، والمشاركة معه في “احتلال” وسط بيروت والصمت أمام مشهد 7 أيّار…
– الهجوم على القوات اللبنانيّة، على خطَّيْن متوازيَيْن: الأول، إثارة الغرائز التي لها صلة بفترة الحرب والتذكير بممارساتٍ قديمة. والثاني: التركيز على الفشل الوزاري في ملف الكهرباء والمياه، وهو الملف الذي يُعتبر باسيل المسؤول الأول عن سوء إدارته منذ سنواتٍ طويلة.
– “استخدام” الرئيس ميشال عون، الذي حوّله باسيل إلى مرافقٍ له.
– التصويب على تقصير رئيس الجمهوريّة في تحقيق ما وعد به، كأنّ اللبنانيّين نسوا “إنجازات” العهد السابق.
– التخويف من النظام السوري الجديد، ليبقيَ جمهوره في موقع الخوف، وهو سبق أن استخدم هذا الأسلوب لإخافتهم من “داعش”. علمًا أنّ أحدًا لم ينسَ أنّ باسيل كان صديق النظام السابق الذي زاره الرئيس ميشال عون بعد انتهاء عهده لغاياتٍ رئاسيّة.
اختار جبران باسيل إذاً الإثارة. هذا الأسلوب يشدّ عصب جمهوره ويُغذّي الحقد القديم ضدّ القوات اللبنانيّة، في وقتٍ يغفل باسيل عن انتقاد جهاتٍ سياسيّة أخرى، مثل نبيه بري أو وليد جنبلاط أو غيرهما. التصويب على الفريق المسيحي المُنافس، فقط لا غير.
ومن الواضح أنّ أسلوب الإثارة الباسيلي سترتفع وتيرته مع مرور الأشهر، كلّما اقتربنا من موعد الانتخابات النيابيّة، وسيستغلّ أيّ تقصيرٍ حكوميّ ليقول “لو كنّا في الحكم لما حصل ذلك”.
فعلًا، لو كان باسيل في الحكم لرأينا شيئًا مختلفًا. شيءٌ يشبه سوء عهد ميشال عون.
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() هذا هو هدف إسرائيل… بعد سلاح “الحزب” | ![]() ماذا يريد ترامب من لبنان؟ | ![]() ما سيسمعه باراك في زيارته إلى لبنان… |