لودريان في بيروت… دعم الجيش ومؤتمر الإعمار يتصدّران الجولة

سيكون لبنان الرسمي اليوم على موعد مع الجولة الجديدة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل فجرًا إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وسيلتقي رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة في إطار مهمته اللبنانية الدائمة.
وقد فُهم أن لقاءاته ستتركز على أربعة محاور هي:
– أولًا، عرض التطورات الناشئة عن قرار حصرية السلاح الذي رحبت به فرنسا بقوة منذ اللحظة الأولى لاتخاذه.
– ثانيًا، مراجعة أوجه الدعم الذي تقدمه فرنسا للجيش اللبناني في إطار السعي لمدّه بالأسلحة والعتاد.
– ثالثًا، البحث في مرحلة ما بعد التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب في ظل الدور الأساسي الذي اضطلعت به فرنسا في قرار التمديد.
– رابعًا، البحث في الاستعدادات لتنظيم فرنسا مؤتمرين لدعم إعادة الإعمار في لبنان ودعم الجيش اللبناني، حين تتوافر الاستجابات الخليجية والدولية لعقد المؤتمرين، علمًا أن تحديد أي موعد لأي من المؤتمرين لا يبدو قريبًا بعد.
في هذا السياق، علمت “نداء الوطن” أن لودريان الذي سيفتتح لقاءاته صباح اليوم في بعبدا، سيسمع موقفًا لبنانيًا مما يجري، حيث سيشرح له المسؤولون أهمية القرارات التي اتخذتها الحكومة والإصرار على تطبيقها. كذلك، سيضيئون على مسألة الخروقات الإسرائيلية المستمرة وما قد تسبّب من حالة لااستقرار في الجنوب ولبنان، وسيطالبون بالضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق الهدنة وبمساعدة فرنسا وأوروبا للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهامه.
ومن جهة ثانية، سيتم تناول الإصلاحات وما حققه لبنان حيث سيكون هذا الأمر مدخلًا لبحث مؤتمر الدعم الذي تنوي باريس تنفيذه.
يأتي ذلك، في حين برزت مواقف موحدة جديدة أعلنها رئيسا الجمهورية والحكومة.
إذ أكد رئيس الجمهورية جوزاف عون “أن منافع لبنان كثيرة، لكن للأسف لا يتمّ التنافس عليها من أجل الصالح العام، بل غالبًا ما يتم ذلك للمصالح الخاصة”، مشيرًا إلى أهمية الإنجازات التي حققتها الحكومة منذ نيلها الثقة إلى الآن.
وقال: “أمامنا بعد مسيرة طويلة، لكن الأمور وضعت على السكة. هناك بالطبع صعوبات، إنما ما من أمر مستحيل”.
وإذ أكد أن “المؤشرات الاقتصادية إيجابية، والوضع الأمني جيد وليس كما يتناوله البعض بما يؤذي لبنان عن قصد أو عن غير قصد”، شدد عون على أن “هذا البعض هو ضد منطق الدولة، لكنه لن يعيق عملنا. فالقطار انطلق وممنوع الوقوف بوجهه”.
من جانبه، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام، أن “رؤيتنا واضحة كما وردت في البيان الوزاري، الانتقال من لبنان البقاء إلى لبنان البناء؛ من دولة مثقلة بالعجز إلى دولة حديثة تستعيد ثقة مواطنيها والمجتمع الدولي”.
وأوضح: “غير أنّ هذا الانتقال لا يقوم إلّاّ على مسار سياسي راسخ، يبدأ أولًا وأخيرًا ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية، واحتكارها لقراري الحرب والسلم”.
وتابع: “حصرية السلاح مسار انطلق ولن يعود إلى الوراء، وقد اتخذت حكومتنا قرارها بتكليف الجيش اللبناني إعداد وتنفيذ خطة شاملة في هذا المجال”.
وأكد أن “الجيش اللبناني هو جيش لكل اللبنانيين، يحظى بثقتهم وإجماعهم، وهذا المسار هو مطلب لبناني وطني بامتياز، أقرّه اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر. غير أنّ تأخر تطبيقه لعقود كلّف لبنان فرصًا ثمينة أضاعها في الماضي”.
أضاف: “وبالتوازي، نعمل على حشد كل الطاقات لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية والإفراج عن أسرانا لديها ووقف جميع الأعمال العسكرية. نحن نسعى كذلك إلى إعادة إعمار ما دمّره القصف الإسرائيلي، على الرغم من الاستهدافات المستمرة وشحّ التمويل العام والدولي”.
وختم سلام: “حكومتنا تبذل جهودًا حثيثةً مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، للتحضير لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي للبنان”.
مواضيع ذات صلة :
![]() حمية: نرحّب بالمبادرات الدولية للمساهمة في إعادة الإعمار |