المرحلة الرابعة من تسليم السلاح تنطلق من مخيم البدّاوي… والأنظار تتّجه إلى عين الحلوة

في خطوة جديدة على طريق تنظيم الوضع الأمني داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان، تُطلق لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني اليوم المرحلة الرابعة من خطة تسليم السلاح، بدءًا من مخيم البداوي شمالًا، على أن تُتابع لاحقًا في مخيم عين الحلوة جنوبًا.
وفي التفاصيل، أعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني، السفير رامز دمشقية، أن المرحلة الرابعة من خطة تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية ستنطلق اليوم من مخيم البداوي في طرابلس، وتستمرّ لمدة ثلاثة أيام، على أن تُتابع لاحقًا في مخيم عين الحلوة في صيدا. وأوضح دمشقية أن الفصائل المنضوية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية هي التي تبادر إلى تسليم سلاحها بشكلٍ طوعيّ ومنظّم، في إطار التفاهمات القائمة مع الجانب اللبناني، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الحوار مع حركة “حماس” ما زال مستمرًا بهدف التوصل إلى آلية مشابهة لتسليم سلاحها أيضًا.
وتوقّعت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني أن يُطوى ملف السلاح الفلسطيني بالكامل مع نهاية شهر أيلول الجاري، في خطوةٍ وُصفت بأنّها بالغة الأهمية على طريق فرض سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها ومخيّماتها، وبدعمٍ واضحٍ من الأطراف العربية والدولية.
وفي هذا السياق، يُنتظر اليوم تسليم دفعة جديدة من السلاح، في إطار خطة لبنانية وُضعت على مراحل، وبالتنسيق الكامل مع الفصائل الفلسطينية، حيث تبدأ المرحلة الرابعة في كلّ من مخيمَيْ البدّاوي وعين الحلوة، وتُنفّذ على مدى ثلاثة أيام. ووفق ما أعلنته اللجنة، فإنّ القرار بات نهائيًا ولا عودة عنه، ويُفترض أن يشكّل خطوة عملية باتجاه معالجة ملف السلاح الفلسطيني غير الشرعي في الداخل اللبناني، الذي لطالما شكّل مصدر قلق أمني وسياسي.
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ بعض المعطيات الميدانية تشير إلى أنّ قيادة حركة “فتح”، ولا سيما في مخيم عين الحلوة، لم تتبلّغ بعد رسميًا قرار البدء بالتسليم، وهو ما يعكس حالةً من الحذر أو التريّث في التعاطي مع الملف داخل هذا المخيم المعقّد أمنيًا وسياسيًا، والذي شهد خلال السنوات الماضية توتّرات متكررة واشتباكات دامية.
ومع ذلك، كشفت مصادر صحيفة “نداء الوطن” عن وجود اتفاق لبناني – فلسطيني تمّ التوصل إليه بعيدًا عن الإعلام، يقضي ببدء تسليم السلاح في عين الحلوة بطريقة هادئة وسرّية، تجنّبًا لأي خرق أمني أو توتّر قد يعطّل العملية برمّتها، خاصة في ظل التعقيدات التي يشهدها المخيم على المستويين السياسي والعسكري.
وفي إطار الإجراءات المواكبة لهذه الخطة، أفادت قناة “الجديد” بأنّ الجيش اللبناني بدأ منذ صباح اليوم اتخاذ تدابير أمنية مشدّدة في محيط مخيم البداوي، تشمل مداخله ومخارجه، تمهيدًا لبدء تنفيذ المرحلة الرابعة من خطة جمع السلاح، التي تنطلق من الشمال باتجاه صيدا، وفق جدول زمني محدّد وبتنسيقٍ مع الجهات المعنية كافّة.
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لمراحل سابقة نُفّذت بالتعاون مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، حيث جرى الاتفاق على آليات واضحة لجمع السلاح وتسليمه، في إطار خطة شاملة تهدف إلى إنهاء ظاهرة السلاح الفلسطيني في المخيّمات، وحصر السلاح الشرعي بيد الدولة اللبنانية فقط، بما يعزّز من سيادتها ويفتح الباب أمام استقرار طويل الأمد في المناطق التي لطالما كانت عرضةً للاشتباك والانفلات.
ويُنتظر أن تراقب جهات عربية ودولية هذه العملية عن كثب، خاصةً أنها تأتي ضمن سياق أوسع من الجهود الرامية إلى دعم الدولة اللبنانية ومؤسّساتها الأمنية، في ظلّ التحدّيات المتزايدة التي تواجهها البلاد على المستويات كافة.
مواضيع ذات صلة :
![]() بعد البدء بتسليم السلاح.. هذا ما كشفه مصدر أمني لـ”هنا لبنان” عن واقع المخيمات الفلسطينية | ![]() “عهد” جوزاف عون | ![]() رفض حصرية السلاح إلغاء لاتفاق وقف النار |