كارثة بيئية في لبنان: سلسلة حرائق تلتهم الأحراج ونداءات للتدخل العاجل

يشهد لبنان سلسلة من الحرائق في عدد من المناطق، ما تسبب بأضرار بيئية وخسائر في الثروة الحرجية. وتواصل فرق الدفاع المدني العمل على إخماد النيران، وسط دعوات لتعزيز الجهوزية لمواجهة هذه الظاهرة المتكررة.
تجدد الحريق في أحراج رشميا
وفي التفاصيل، تجدد الحريق الضخم في بلدة رشميا قضاء عاليه ليل السبت بعدما أتى طيلة النهار على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر والسنديان، وهدّد بعض المنازل، حيث امتدت ألسنة النيران إلى عين تراز ورويسة النعمان.
وعملت وحدات الدفاع المدني جاهدة على إحتواء الحريق، إلا أنّ وعورة جبل سير حالت دون التمكن من الوصول إلى أمكنة النار لإخمادها، ما استدعى تدخل طوافة للجيش اللبناني، إلا أنّ حلول الظلام حال دون إكمال المهمة.
وقد تواصل وزير الزراعة نزار هاني مع وزير الدفاع اللواء ميشال منسى ومدير عام الدفاع المدني العميد عماد خريش طالباً تكثيف الجهود لإخماد النيران، وتوجه النائبان راجي السعد ونزيه متى إلى المكان وأجريا الاتصالات اللازمة وشكرا جهود كل من ساهم في حصر أضرار الحريق الكبير.
وكان قد تابع عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب راجي السعد ملف الحرائق المشتعلة في قضاء عاليه وتحديداً في رشميا وعين تراز والمناطق المحيطة. وتابع التطورات على الأرض طوال النهار وتولى التنسيق مع الجيش اللبناني والدفاع المدني والبلديات والأجهزة المعنية.
كما تولّى السعد تقديم أرض لوضع البركة الاصطناعية لتزويد الأجهزة بالمياه، كما تولى تقديم المحروقات اللازمة للآليات، وبقي كل النهار يتابع على الأرض للتأكد من السيطرة على النيران ومنع امتدادها وإخمادها بشكل كامل.
وتوجه السعد بالشكر الكبير للجيش اللبناني الذي وضع طوافتين عسكريتين في خدمة إطفاء الحرائق بما كان له الأثر الكبير على التمكن من السيطرة عليها بسرعة ومنع امتدادها، كما شكر الدفاع المدني الذي استقدم آليات وعناصر من عدد كبير من المناطق وصولاً الى جبيل وعملوا من دون توقف طوال النهار وبذلوا جهوداً جبارة لإخماد الحرائق.
كارثة بيئية في راشيا الوادي
من جهة أخرى، اندلع حريق كبير عصر السبت في مكب للنفايات، في جبل بلدة ضهر الأحمر لجهة كفردينس، في قضاء راشيا الوادي، وما تزال النيران مشتعلة.
وناشد أهالي القرى المجاورة الدفاع المدني والجيش اللبناني للتدخّل وإخماد الحريق الذي أدى إلى انتشار المواد السامّة والروائح الكريهة في الأجواء، ولا يزال يتمدّد.
كما وناشد رئيس بلدية كفرقوق أكرم عربي الجيش استعمال الطوافات بعد عجز الدفاع المدني عن إطفاء الحريق منذ الساعة الخامسة عصراً، مشيراً إلى أن “المكبّ بحاجة لجرافات لطمر الحريق والبلديات عاجزة عن ذلك”.
حرائق في غابات سفينة القيطع – عكار
كما لا تزال نيران الحرائق التي اندلعت الأحد الماضي في غابات سفينة القيطع بمنطقة عكار تتجدد باستمرار، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء التابعة لمراكز الدفاع المدني المختلفة.
وتلقى هذه الجهود مساندة من طوافات الجيش، بالإضافة إلى مؤازرة متكررة من فريق التدخل السريع في جمعية درب عكار.
وأثارت هذه التجددات المستمرة تساؤلات وشكوكًا بلغت حد اليقين بأن اندلاع الحريق وتجدده على مدى أسبوع هو أمر مفتعل وعمل مقصود.
وتسبب ذلك في أضرار جسيمة للممتلكات وخسائر متلاحقة في الثروة الحرجية والبيئية في المنطقة، التي تحولت إلى رماد ومساحات جرداء يصعب تعويضها على المدى المنظور.
في هذا السياق، طالب نشطاء بيئيون الجهات الأمنية بفتح تحقيقات جدية لكشف ملابسات تكرار الحرائق ومحاسبة كل من تثبت مشاركته في هذه الأفعال.
يُذكر أن أربعة من عناصر الدفاع المدني أُصيبوا أمس بحالات اختناق جراء استنشاقهم أدخنة الحريق، وتم نقلهم إلى مستشفى الجبتور في بلدة حرار لتلقي العلاج.
وتستمر الجهود المبذولة حاليًا للسيطرة على هذه الحرائق التي استنزفت طاقات فرق الإطفاء.
مواضيع ذات صلة :
![]() إليكم عدد المهمات التي نفذها الدفاع المدني خلال الـ 24 ساعة الماضية | ![]() الدفاع المدني يُخمد حرائق جنوبية ناتجة عن غارات إسرائيلية | ![]() الدفاع المدني ينتشل جثة شخص قضى غرقًا قبالة شاطئ الزيتونة باي |