لبنان يشارك في قمة الدوحة الطارئة: رسالة تضامن واستعادة لدور لبنان الداعم للحوار والسلام

لبنان 15 أيلول, 2025

في خضمّ التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، ووسط تصاعد التوترات الناجمة عن استهداف عدد من قادة حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة، يشارك لبنان بفعالية في الجهود العربية والإسلامية الرامية إلى بلورة موقف موحّد تجاه هذه الأحداث.

وفي السياق، وصل رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، إلى مطار حمد الدولي في الدوحة، حيث يترأس وفد لبنان المشارك في مؤتمر القمة العربية الإسلامية الطارئة، المخصص للبحث في تداعيات استهداف قادة حماس في قطر.

وكان في استقبال الرئيس عون، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع القطري، الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الثقافة، الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين القطريين.

وفور وصوله إلى مقر انعقاد القمة في فندق شيراتون – الدوحة، بدأ الرئيس عون سلسلة لقاءات رسمية، استهلها عند الساعة الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم، بلقاء مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في جناحه داخل مقر المؤتمر. وقد حضر اللقاء من الجانب القطري رئيس الحكومة ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ومن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين، يوسف رجي، والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية، العميد أندره رحال.

وفي مستهل الاجتماع، جدد الرئيس عون إدانة لبنان للاعتداء الإسرائيلي الذي طال العاصمة القطرية، مؤكداً “وقوف لبنان الكامل إلى جانب قطر وتضامنه مع قيادتها وشعبها الشقيق في مواجهة هذا العدوان الغاشم.”

كما عبّر عن شكره العميق لأمير دولة قطر على الدعم المتواصل الذي تقدّمه بلاده للبنان، مشيراً إلى أنّ “هذا الدعم الصادق يحظى بتقدير وامتنان جميع اللبنانيين.”

من جهته، رحّب الأمير تميم بالرئيس عون والوفد المرافق، مثمناً تضامن لبنان مع قطر، ومؤكداً “ثبات موقف الدوحة في دعم لبنان، وحرصها الدائم على أمنه واستقراره.”

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، شدد الرئيس جوزاف عون على أنّ مشاركة لبنان في هذه القمة لا تأتي فقط من منطلق التضامن مع دولة شقيقة، بل من قناعة راسخة بأنّ “أي اعتداء على بلد عربي هو اعتداء على لبنان نفسه.”

وأضاف: “قطر ليست مجرد دولة شقيقة، بل تحتل مكانة خاصة في القلب، بما تمثله من دور ورسالة في الحوار والتقارب”، مشيراً إلى أنّ “الاعتداء الإرهابي الأخير لم يكن استهدافاً لأشخاص، بل محاولة لإسكات صوت الوساطة، وتصفية قيم الحوار والسلام التي تجسدها الدوحة، كما يحدث يومياً في غزة وسوريا ولبنان.”

وختم الرئيس عون كلمته بالتأكيد على أنّ لبنان يرفض الاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب، التي أصبحت – على حد تعبيره – “مدعاة للملل، ولم تعد تجدي نفعاً في ظل تصاعد العدوان وانتهاك الكرامات.”

العاهل الاردني

وفي هذا الطار، التقى رئيس الجمهورية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، في حضور الوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني، والوفد الاردني. خلال اللقاء، شكر الرئيس عون العاهل الاردني على الدعم الذي قدمته بلاده للجيش اللبناني، فيما ابدى الملك الأردني الاستعداد لتقديم المزيد من الآليات التي تساعد الجيش على القيام بالمهام الموكلة اليه. ثم عرض الرئيس عون والعاهل الأردني للعلاقات الثنائية بين البلدين، والأوضاع الإقليمية في المنطقة في ضوء التطورات الاخيرة التي شهدها عدد من دول المنطقة.

كما اكد الملك عبد الله دعم الأردن للمشاريع الاقتصادية المشتركة.

الرئيس السوري

كما التقى الرئيس عون الرئيس السوري احمد الشرع، في حضور وزير الخارجية السورية اسعد الشيباني، والوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني، وعرضا العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، وضرورة التنسيق بما يضمن المحافظة على الاستقرار على طول الحدود. كما تطرق البحث الى أهمية التعاون لما فيه مصلحة البلدين، ولا سيما ترسيم الحدود البحرية، وملف النازحين السوريين حيث اعرب الرئيس الشرع عن ارتياحه لبدء عودة مجموعات من النازحين الى الأراضي السورية.

كما تناول البحث ضرورة التنسيق فيما خص النقاط التي أثيرت بين الوفدين اللبناني والسوري خلال المحادثات التي أجريت في بيروت في ملف الموقوفين، والتأكيد على أهمية التعاون القضائي بين البلدين للبت في هذا الملف، وفقاً للقوانين المعمول بها.

كما تم الاتفاق على التواصل بين وزيري الخارجية، وتشكيل لجان مختصة منها لجنة اقتصادية وأخرى امنية، والعمل على تعزيز الجهود لتوفير الاستقرار بين البلدين، وتبادل الزيارات للمسؤولين. وتطرق البحث ايضاً الى مواضيع اقتصادية، وموضوع النقل البحري، والوضع في الجنوب اللبناني، حيث وضع الرئيس عون الرئيس السوري في أجواء الاتصالات الجارية لتحقيق الاستقرار في الجنوب بشكل دائم.

الرئيس الإيراني

كما التقى الرئيس عون الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في حضور وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني. في بداية الاجتماع، أعرب الرئيس الإيراني عن سعادته بلقاء الرئيس عون، الذي شكره بدوره على اللقاء، وجدد التأكيد على ان لبنان يرغب في ان تكون ايران صديقة لجميع اللبنانيين وليس لفئة واحدة، مكرراً ما كان ذكره لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي زار بيروت اخيراً، حول الحرص على ان يكون التواصل بين ايران ولبنان شاملاً ولا يقتصر على فئة واحدة. وقال ان لبنان يتطلع لعلاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية الايرانية قائمة على الاحترام المبتادل والصراحة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والحفاظ على المصالح المشتركة. وابدى الرئيس عون تمسكه بهذه المبادئ التي تربط لبنان بالدول الصديقة.

ورد الرئيس بزشكيان مؤيداً، وداعياً الى أن تكون العلاقات قائمة على الاحترام والتعاون المتبادل والمحافظة على وحدة وسلامة أراضي كل دولة، وقال أن هذه المبادئ هي في صلب سياستنا في ايران وجذورها مستمدة من تعاليم الأنبياء والرسل والديانات السماوية، واذا تم التمسك بهذه المبادئ فلا يجب ان يكون هناك أي خلاف بين البلدين. واتفق الرئيس الإيراني مع الرئيس اللبناني على وجوب عدم تدخل الدول في شؤون بعضها، بل ان تتعاون وتعمل على ابداء النصح وتبادل الرأي في ما يمكن ان يعود عليها بالفائدة، مشدداً على تفاعل ايران الإيجابي مع الطروحات التي من شأنها المحافظة على سيادة الدول الصديقة.

وأكد الرئيس عون على أهمية التعاون بين الدول الصديقة لتحقيق المصالح المشتركة لها ولشعوبها، وعلى ان العمل في لبنان قائم لتمكين الاستقرار والهدوء والأمان، شاكراً كل الدول التي تعمل على تحقيق هذا الهدف. كما تطرق البحث الى الأوضاع القائمة في المنطقة.

الرئيس الفلسطيني

والتقى الرئيس عون الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حضور الوزير رجي وأعضاء الوفد اللبناني ، وتم بحث مسار تنفيذ الاتفاق الذي كان تم بينهما خلال زيارة الرئيس عباس الى بيروت لسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، وقد ابدى الرئيس عباس حرصه على استمرار العمل بهذا الاتفاق بما يحقق مصلحة لبنان والفلسطينيين.

وشكر الرئيس عون الرئيس الفلسطيني على جهوده لتنفيذ مضمون الاتفاق، وقال ان هناك لجان مشتركة تعمل على التنسيق لسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us