مفاجأة نعيم قاسم

إنّنا مستعدون للتفاوض حول كل القضايا العالقة، وجاهزون للحوار كسبيل وحيد لتحقيق السلام في المنطقة، ونؤمن بأنّ الحوار المنفتح مع كل مكوّنات البلد
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
هل يخرج الشيخ نعيم قاسم في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال السيد حسن نصر الله بخطابٍ نوعيّ يبتعد فيه عن الغطرسة وسياسة الإنكار؟ أو ينتشي بجمهور القبضات والحناجر ليستفيض في أوهام الانتصار؟
هل يقرّ بواقع الميدان أو يستمرّ في المكابرة لرفع المعنويات؟
هل يعترف بدور الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية، أو يواصل الالتفاف على النصوص والمواثيق والقرارات؟
هل سيقول ما لم يألفْه جمهور المقاومة الإسلامية من قبل، ويبيعنا شيئًا جديدًا غير “الصبر الاستراتيجي” و”ميزان الردع” وشكرًا إيران”؟
لو كنت مكان سماحة الشيخ المُتذاكي لنصحته بهذا الخطاب القابل للهضم، المضافة إليه هَوْبَرَات الجمهور وهتافاته:
“أيها الأخوة والأخوات، نحن اليوم في الذكرى السنوية سيد شهداء الأمة، سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه. مضى عام على خسارتنا الكبرى؛ خسارة القائد والرؤية. وأيقنّا أنّ الثبات وحده لا يصنع النصر، بل ربما أطال أمد الخسارة”.
ذهول تام…
“قلنا إنّنا نردع إسرائيل ونمنعها من إسقاط غزة، وإنّها لن تجرؤ على الردّ خارج حدود المواجهة التي رسمها سماحة سيد الشهداء، فردّت ـ لعنها الله ـ على كلّ هدهد بسرب هداهيد، وعلى كل استهداف لشمال فلسطين المحتلة بعقاب جماعي ومجازر وتدمير لم يسبق أن شهدناه. نعم أيها الأخوة والأخوات واجهنا بشراسة وقاتلنا من المسافة صفر، وكانت النتائج تحت الصفر بكثير”…
آلاف الحناجر تهتف: “لبيك نصر الله، لبيك نصر الله”.
دمعةٌ في عين سماحته على الآتي وليس على ما مضى:
“كنّا قد أعلنّا، في كلّ خطاباتنا استمرارنا في المواجهة وعدم التخلّي عن سلاحنا الموازي للتخلّي عن أرواحنا، وكنا قد أعلنّا بوضوح أنّ كل من يُطالب بتسليم السلاح، كائنًا مَن كان، يخدم المشروع الإسرائيلي، لكنّنا نرى اليوم أنّ المواجهات مع العدو وإن كانت مرحلة مشرّفة من تاريخنا، فقد آن الأوان لتجاوزها”.
وهنا المفاجأة المدوّية…
“نقول للعدو الصهيوني، الذي يواصل استهداف مجاهدينا العزّل، في النبطية وفي قرى الجنوب والبقاع: إنّنا مستعدون للتفاوض حول كل القضايا العالقة، وجاهزون للحوار كسبيل وحيد لتحقيق السلام في المنطقة، ونؤمن بأنّ الحوار المنفتح مع كل مكوّنات البلد، من “حزب القوات اللبنانية” إلى “الحزب الديمقراطي المسيحي”…
“حان وقت المصارحة. لا يمكن أن نكمل الحرب إلى الأبد، كما لا يمكن أن نكون مع الدولة وضدّها و…”
ومِدري كيف حضرت كراتين البيض وصناديق البندورة العمانية إلى مكان الحدث، وبدأ رشق الشاشة الكبيرة ما أربك سماحة الشيخ وضعضع تركيز نخب الصف الأول…
انقطع البث…
والسلام عليكم…
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() الكلّ مع “حزب الله” | ![]() في خدمة الميليشيا! | ![]() السلاح أولاً |