خريطة طريق لتسوية أزمة السويداء… مصالحة داخلية وتفاهمات أمنية مرتقبة مع إسرائيل

عرب وعالم 17 أيلول, 2025

 

أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس، خلال مؤتمر ثلاثي، شارك فيه وزير الخارجية الأردني، والمبعوث الأميركي الخاص، عن توقيع اتفاقية ترسم خريطة طريقٍ لتسوية الوضع في محافظة السويداء جنوبي سوريا.

كما أوضح أن هذه الخريطة “تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزّز الصلح المجتمعي، بما يفتح الطريق أمام تضميد الجراح”.
وأضاف أن “الخطة تقوم على خطوات عملية، أولها محاسبة كل من اعتدى على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق مع المنظومة الأممية، يليها ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، ثم تعويض المتضررين وترميم القرى وتسهيل عودة النازحين”.

كذلك، تتضمّن الخطة “إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه جميع أبناء السويداء”.

بدوره، كرر المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك الإشادة بالاتفاق الذي أبرم أمس حول محافظة السويداء.
وقال السفير الأميركي في منشور مقتضب عبر حسابه على “إكس” اليوم الأربعاء، إن “المصالحة تبدأ بخطوة واحدة”.
كما اعتبر أن خريطة الطريق التي تم توقيعها أمس في دمشق بينه وبين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي حول السويداء، “لم ترسم مسارًا للتعافي فحسب، بل مسارًا يمكن للأجيال القادمة من السوريين أن تسلكه وهم يبنون وطنًا يتمتع بالمساواة في الحقوق والواجبات للجميع”.

فيما أكد باراك أن “الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الحكومة السورية ودعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار، موضحًا أن “التعاون مع سوريا والأردن أفضى إلى خريطة طريق تضمن السلم الأهلي وتعيد بناء الثقة والتسامح”.

في هذا السياق، رحبت السعودية بإعلان سوريا الوصول إلى خريطة الطريق لحل الأزمة في محافظة السويداء كما أشادت بالجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، والولايات المتحدة الأميركية في هذا الصدد.
وجددت السعودية دعمها لكافة الخطوات التي تتخذها سوريا بما يحقق أمنها واستقرارها ويحافظ على مقدراتها ووحدة أراضيها، وبساهم في بناء مؤسسات الدولة وتطبيق القانون بما يلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو سوريا أكثر استقرارًا وازدهارًا.

تفاهمات أمنية مع إسرائيل

على صعيد متصل، أعلنت الخارجية السورية، أن “دمشق تعمل مع واشنطن على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول جنوب سوريا، في إطار خريطة طريق اعتمدتها سوريا بدعم من الولايات المتحدة والأردن حول محافظة السويداء”.
وقالت الخارجية في بيان: “إن من بين الخطوات التي تنصّ عليها الخريطة هي أن تعمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل من سوريا وإسرائيل، مع التأكيد على سيادة سوريا وسلامة أراضيها”.

وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر مطلعة أن سوريا تسرع المحادثات مع الجانب الإسرائيلي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل أن يؤدي إلى استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في الآونة الأخيرة وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في هدنة عام 1974 كما كانت منزوعة السلاح، ووقف ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية وتوغلات برية في سوريا.

لكن المصادر أفادت بأن هذا الاتفاق لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة.

وقالت أربعة مصادر لوكالة “رويترز” إن واشنطن تضغط من أجل إحراز تقدم كاف بحلول الوقت الذي يجتمع فيه زعماء العالم في نيويورك نهاية الشهر الحالي لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

كما اعتبرت المصادر التي ضمّت مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين ومصدرين من المخابرات ومسؤولًا إسرائيليًا أنه حتى التوصل إلى اتفاق متواضع سيكون إنجازًا.
وذكرت المصادر أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وقال مصدر سوري مطلع على موقف دمشق إن هذه المسألة ستُترك “للمستقبل”.
علمًا أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر كان أكد سابقًا أن أي “تطبيع مع دمشق سيكون مشروطًا بالاحتفاظ بالجولان”.

في المقابل، أوضحت المصادر المذكورة أن إسرائيل أظهرت خلال المحادثات المغلقة ترددًا في التخلي عن هذه المكاسب.
في حين أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن “تواصل دعم أي جهود من شأنها تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين بين إسرائيل وسوريا وجيرانها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us