رئيس الجمهورية في خطاب قمة قطر… الدعوة إلى السلام انسجاماً مع خطاب القسم


خاص 18 أيلول, 2025

ليس هناك أوضح من موقف رئيس الجمهورية ولمن قرأ فيه بشكل صحيح أيقن أنه كلام مسؤول وضع فيه الأولوية اللبنانية كما الأولوية العربية في المقدمة، فقد أظهر بأنّ سيادة لبنان كاملة وناجزة، كما هي سيادة كل الدول العربية التي لا ترضى أي اعتداء أو انتقاص من سيادتها وفي الوقت نفسه يقول إنّ السلام إما أن يكون شاملاً وكاملاً وعادلاً أو لا سلام!

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

ما طرحه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في القمة العربية الإسلامية الطارئة في قطر في خطابه الاستثنائي لجهة التمسك بمبادرة السلام العربية التي أقرت في قمة بيروت في العام ٢٠٠٢ أعطى مؤشراً واضحاً حول الرؤية لملف السلام. فهذا الموقف جاء لينسجم بشكل كبير مع ما أعلنه الرئيس عون في خطاب القسم حين قال: “عهدي أن نتمسك جميعاً بمبدأ رفض توطين الأخوة الفلسطينيين حفاظاً على حق العودة وتثبيتاً لحل الدولتين الذي أقر في قمة بيروت وفقاً لمبادرة السلام العربية”.

ومعلوم أنّ هذه المبادرة التي أطلقها العاهل السعودي الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز في القمة وهدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود ١٩٦٧ وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.

وتفيد مصادر سياسية مطلعة عبر موقع “هنا لبنان” أنّ الرئيس عون كان سبّاقاً في الإضاءة على ملف السلام والعودة إلى هذه المبادرة التي شكلت محط إجماع عربي واسع، ومن هنا سأل في قمة الدوحة عما إذا كانت حكومة إسرائيل تريد أي سلام دائم عادل في منطقتنا؟ ومن غير المستبعد أن يكرر السؤال في خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك حيث يترأس وفد لبنان إليها.

وينطلق رئيس الجمهورية وفق تأكيد المصادر نفسها من أهمية المبادرة التي ترتكز على قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ولبنان من أوائل الدول المتمسكة بهذه القرارات والساعية إلى التأكيد على هذا الموقف بما يوفر لها مظلة سياسية وقانونية عربية، لافتة إلى أنّ الكرة في الملعب الإسرائيلي بعدما تحدث الرئيس عون عن الملف وطالب بأجوبة، كي يبنى على الشيء مقتضاه، فأي جواب يُمنح في الإمكان التحرك بموجبه. وهنا رسم رئيس الجمهورية خريطة طريق في حال كان الجواب إيجاباً قوامها مبادرة السلام العربية متوقفاً عند “إعلان نيويورك”، أما إذا كان الجواب سلبياً فيتم إدراك الموضوع أيضاً والمهم وقف سلسلة الخيبات.

ويقول الكاتب الصحافي يوسف دياب لموقعنا أنه بقدر ما تحدث رئيس الجمهورية عن مخاطر إسرائيل والمشروع الإسرائيلي وضرورة مواجهته من ضمن إجماع عربي وإسلامي كبير وواسع تجلى في قمة الدوحة، تحدث في الوقت نفسه عن الاستعداد للسلام ولكن هذا السلام وفق المبادرة العربية التي طرحها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله في بيروت في العام ٢٠٠٢ والقائمة على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود العام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وبقدر ما رفع شعار المواجهة للمشروع الإسرائيلي الخطير الذي يمثله نتنياهو وفي نفس الوقت، مدّ يد السلام ولكن ليس أي سلام تريده اسرائيل، ليس سلام الإذعان والإستسلام إنما السلام الذي يحفظ الحقوق العربية بما فيها حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ويضيف دياب: تحت هذين العنوانين جاء خطاب رئيس الجمهورية وهو جاء ليرد على كل من يقول إنّ لبنان دولة مستضعفة وهناك من يحاول أن يجرّ لبنان إلى توقيع اتفاق سلام إذعان أو قبول باحتلال إسرائيل أو سيطرة إسرائيلية جديدة على مناطق في لبنان، وقد جاء ذلك ليرد على ما يحكى عن إسرائيل الكبرى وأنّ جنوب لبنان أو جزءًا من لبنان سيكون من ضمنها، فإنّ هذا الكلام صادر عن رأس الهرم في الدولة اللبنانية ويقول فيه إنّ سيادة لبنان كاملة وناجزة، كما هي سيادة كل الدول العربية التي لا ترضى أي اعتداء أو انتقاص من سيادتها وفي الوقت نفسه يقول إنّ السلام إما أن يكون شاملاً وكاملاً وعادلاً أو لا سلام.

ليس هناك أوضح من موقف رئيس الجمهورية ولمن قرأ فيه بشكل صحيح أيقن أنه كلام مسؤول وضع فيه الأولوية اللبنانية كما الأولوية العربية في المقدمة.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us