لبنان على “فوهة بركان”: تصعيد إسرائيلي يهدّد بتوسيع الحرب… واستنكارات رئاسية تطالب بتحرك دولي

لبنان 19 أيلول, 2025

شهد أهالي جنوب لبنان مجددًا مشاهد الحرب والنزوح، في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية العنيفة والواسعة النطاق، وذلك عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي إلى خمس بلدات، طالبًا من سكان عدد من المباني إخلاءها. أدى هذا التصعيد إلى موجة نزوح واسعة، وأثار ردود فعل مندّدة من المسؤولين اللبنانيين الذين دعوا المجتمع الدولي إلى التدخل والضغط على إسرائيل.

وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة “الجمهورية” إن “المخاوف الحقيقية تتعلق باحتمال قيام إسرائيل بتوسيع الحرب على لبنان. وهذا الاحتمال عبّر عنه الإسرائيليون أخيرًا بوسائل مختلفة، وهو يذكّر بالتهديدات التي كانوا يطلقونها في بدايات ‘حرب الاستنزاف’، من توسيع الحرب على لبنان عندما ينتهون من الحرب في غزّة”.

وتوقفت المصادر باهتمام عند رفع إسرائيل مستوى التوتر في الجنوب، مساء أمس، إذ عمدت إلى شنّ هجمات بالمسيّرات على عددٍ من المواقع في قرى عدة، بعد خروقاتها التي جرت نهارًا. وترى المصادر الدبلوماسية أن هذا التسخين ربما يكون بداية الانتقال من وضعية الاستنزاف السائدة في الجنوب إلى وضعية الحرب الواسعة مجددًا. ويولِي أركان الحكم هذا الخوف أهمية كبيرة، وقد بدأوا الاتصالات العربية والدولية لمحاولة تطويق مضاعفاته. وهذا ما ظهر في موقف رئيس الحكومة نواف سلام في مجلس الوزراء، كما سيكون الهدف الأول من اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع القادة العرب والأجانب خلال زيارته المقبلة إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

من جانبها، وصفت مصادر لـ”اللواء” وضع لبنان بأنه “على فوهة بركان”، مؤكدةً أن القصف على البقاع والجنوب ليس سوى بداية لتوسيع شامل للحرب على كل لبنان خلال الأيام المقبلة.

تنديد رئاسي بالغارات

وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ غارات جوية عنيفة استهدفت بلدات دبين وميس الجبل وكفرتبنيت وبرج قلاويه والشهابية ومرفأ الناقورة، ما خلّف أضرارًا جسيمة في الممتلكات.

وندّد الرئيس عون بالغارات الإسرائيلية وقال: “إن إسرائيل لا تحترم عمل الآلية ولا أيًّا من الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية، وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701. إن صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الاعتداءات. ويجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلةً لتغطية اعتداءات إسرائيل. لقد آن الأوان لوضع حدّ فوري لهذه الانتهاكات السافرة لسيادة لبنان”.

بدوره، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “إن الاعتداءات الإسرائيلية مساء أمس على القرى الآمنة في جنوب لبنان، في الشهابية وبرج قلاويه وأطراف النبطية الفوقا وكفرتبنيت وميس الجبل، ومساء أول أمس في مدينة بعلبك، متزامنةً مع الاستهداف اليومي للمنازل في القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلا وعيترون ويارون، تتجاوز في طبيعتها كونها خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار – والتي بلغت وفقًا لبيان قيادة الجيش أكثر من 4500 خرق – هي عدوان على لبنان وسيادته وجيشه وقوات ‘اليونيفيل’ والمهام المنوطة بهما، في محاولة لعرقلة عملهما في منطقة جنوب الليطاني إنفاذًا للقرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان بشكل تام، وهو يستكمل ما هو مطلوب منه في هذا الإطار”. وأضاف: “مجددًا نضع هذا العدوان برسم المجتمع الدولي والدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما منها الولايات المتحدة الأميركية، للمسارعة في اتخاذ الإجراءات الفورية وإرغام إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية على وقف اعتداءاتها فورًا”. ودعا “جميع اللبنانيين بكافة مستوياتهم إلى العمل من أجل ترسيخ وحدة الموقف في مواجهة العدوانية الإسرائيلية التي تستهدف لبنان كل لبنان”.

وأعلن وزير الإعلام بول مرقص بعد جلسة مجلس الوزراء أن رئيس الحكومة “تبلّغ التهديدات الإسرائيلية، والتي ما لبثت أن تحولت إلى قصف على لبنان”. وكرّر موقف الحكومة اللبنانية المتمسكة بمسار وقف الخروقات، مؤكدًا أن “الحكومة منخرطة في اجتماعات ‘الآلية’، ولكنّ السؤال المشروع اليوم هو: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟”.

قيادة الجيش

وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان: “يواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته التي فاق عددها 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عقب حربه الأخيرة على لبنان. في هذا الإطار، يستمر الجيش الإسرائيلي في قصفه للمواطنين، وآخرها استهداف عدد من القرى الجنوبية أمس، بالإضافة إلى المدنيين في عدة مناطق آهلة، ما أسفر عن وقوع ضحايا وجرحى. يتزامن ذلك مع خروقاته المتمادية للسيادة اللبنانية برًا وبحرًا وجوًا، وارتكاباته المستمرة ضد سكان القرى الحدودية، بما في ذلك إطلاق القنابل الحارقة وتفجير المنازل”. واعتبرت “أن هذه الخروقات تعيق انتشار الجيش في الجنوب، واستمرارها سيعرقل تنفيذ خطته ابتداءً من منطقة جنوب الليطاني”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us