ترقّب لبناني لزيارة “أورتاغوس” في ظل تصعيد إسرائيلي وغياب فعلي للجنة “الميكانيزم”!

في ظلّ تصاعد التوتّر على الحدود الجنوبية ووسط تساؤلات حول أهداف التصعيد الإسرائيلي الأخير، تتّجه الأنظار إلى زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، المقرّرة الأحد المقبل، وما قد تحمله من رسائل في سياق تفعيل “لجنة الميكانيزم” المكلّفة بمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
ويأتي هذا التحرّك الأميركي في وقت بالغ الحساسية، إذ ارتفعت وتيرة الخروقات الإسرائيلية بشكل لافت، متجاوزة الطابع التقليدي، ما دفع الأوساط السياسية والعسكرية إلى اعتبارها محاولةً متعمّدةً لفرض وقائع ميدانية جديدة قبيل الاجتماعات المرتقبة، وخصوصًا في ظلّ الغياب الملحوظ للجنة الرقابة الدولية عن الميدان.
وفي التفاصيل، تترقب الأوساط الرسمية المعنية ما ستحمله الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس لدى عودتها إلى بيروت الأحد المقبل وسط معلومات لـ”النهار” تفيد بأن مهمتها محصورة بالجانب الحدودي واجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان.
وقبل أيام من موعد وصول أورتاغوس إلى لبنان لعقد لقاءات عسكرية ومناقشة جديد خطة حصرية السلاح بيد الدولة، صعّدت إسرائيل خرقها بموجة عنيفة من القصف الجوي للبلدات والقرى في جنوب نهر الليطاني وشماله، متسببةً بموجة نزوح جديدة، في غياب تام للجنة “الميكانيزم” التي يفترض انّه تّم تفعيلها خلال اجتماعها الأخير بحضور أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى الأميركية الاميرال براد كوبر.
وقال مصدر سياسي بارز لـ”الجمهورية”، إنّ الخروقات الإسرائيلي على الجنوب تتجاوز اعتبارها خروقات عادية، خصوصًا انّه أتى على أبواب اجتماع أعضاء الخماسية الأحد المقبل في حضور أورتاغوس. فهل تضع إسرائيل أمامهم واقعًا تقول لهم من خلاله بدل أن تطلبوا مني الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب أطلبوا التخفيف من الضربات وعدم التوسّع في موضوع الخرائط والتهديدات والإخلاءات والالتزام فقط بالخروقات السابقة؟ هذا سؤال كبير. وسأل المصدر: “إلى ماذا هدفت إسرائيل من خلال هذا التصعيد قبل 48 ساعة من اجتماع لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701؟”.
ودعا المصدر للالتفات إلى ما قاله الجيش اللبناني في بيانه، من انّ “هذا التصعيد الخطير يؤثر في عمله جنوب وشمال الليطاني”.
ورأى المصدر “انّ إسرائيل أرادت من هذا القصف أن تبعث رسالةً إلى الهيئة الخماسية التي تعاود تفعيل عملها”، كاشفًا عن قرار للجنة بعقد اجتماعين مرّتين في الشهر بدل مرّة واحدة وفي حضور الموفد الأميركي، إلى جانب الدور الأميركي من خلال الجنرال الذي يرأس اللجنة. وأشار إلى “انّ اهتمام الولايات المتحدة حالياً بتفعيل عمل اللجنة ومتابعة الاجتماعات العسكرية، هل هو عضّ أصابع او تناغم. فعدم الجدّية بتحرّك الخماسية هو الذي يوصل العدو إلى المزيد من التفلت من الاتفاق ومن التسخين والتصعيد بشكل اخطر”.
وقالت مصادر مقرّبة لـ”اللواء” أن لبنان يعطي الأولوية لوقف الخروقات الاسرائيلية، وسيحتل هذا الموضوع محور اتصالات الرئيس جوزاف عون في نيويورك، وأن التعليمات ستكون بالغة الوضوح للوفد العسكري اللبناني لجهة اثارة هذا الملف في اجتماع لجنة الميكانيزم بعد غد الأحد، في الناقورة برئاسة السفيرة مورغان اورتاغوس.