إسرائيل توسّع دائرة القصف.. استهدافات متواصلة ودعوات داخلية ودولية للتهدئة

في تصعيد جديد للوضع الميداني جنوب لبنان، شنّت الطائرات الإسرائيلية اليوم الجمعة غارات متتالية استهدفت مناطق وبلدات عدة، بعدما كانت قد أغارت أمس على مناطق أخرى بعد سلسلة تحذيرات من الجيش الإسرائيلي، ما أثار موجة استنكار رسمي وقلق دولي عبّرت عنه قيادة “اليونيفيل” محذّرة من تهديد مباشر للاستقرار وخرق فاضح للقرار 1701.
وفي آخر المستجدات، استهدفت مسيرة إسرائيلية عصر اليوم، حي القلعة بين بلدتي حاروف والدوير.
وكانت قد أغارت مسيرة إسرائيلية على سيارة في بلدة تبنين بالقرب من المستشفى الحكومي.
وفي هذا الإطار، صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن “الغارة الإسرائيلية على سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي أدت إلى سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح من بينهم إثنان بحال حرجة”.
كذلك شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة من مسيرة بين بلدتي كوثرية الرز وأنصار.
وتوجهت فرق الإسعاف وفرق الدفاع المدني إلى المكان المستهدف، ولاحقاً أفاد مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام” بإلقاء صاروخ موجه إستهدف صهريجاً لنقل المياه على طريق فرعية في حي هونين بين البلدتين وأفيد عن وقوع إصابات.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن “أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة أنصار أدت إلى سقوط ضحية.”
فيما أعلن المتحدث بإسم الجيش الاسرائيلي أن “الجيش هاجم في وقت سابق اليوم وقضى على المدعو عامر هائل قصيباني قائد مجمع سيناي في حزب الله في جنوب لبنان”.
وأضاف “في غارة أخرى في وقت سابق اليوم قضى الجيش على عنصر في قوة الرضوان في منطقة تبنين في جنوب لبنان. وكان المستهدفان تورّطا في محاولات إعادة إعمار بنى تحتية لحزب الله في المنطقة”.
وتابع “بالإضافة إلى ذلك وخلال الليلة الماضية هاجم الجيش قطعة بحرية استخدمها حزب الله لجمع معلومات استخبارية عن قوات الجيش الإسرائيلي من شواطئ الناقورة في جنوب لبنان. هذه الأنشطة تعتبر انتهاكًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان. وسيواصل الجيش العمل لإزالة أي تهديد عن دولة إسرائيل”.
إلى ذلك ألقت القوات الإسرائيلية قنبلتين صوتيتين بين بلدتي مركبا والعديسة، فيما أطلقت مدفعية إسرائيلية قذيفتين مضيئتين باتجاه حرج بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بهدف إشعال حريق فيه.
في سياق متصل، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام التطورات الأمنية الأخيرة، في ضوء الهجمات الاسرائيلية على الجنوب والبقاع، ومسار مناقشة مشروع قانون موازنة ٢٠٢٦، بالإضافة إلى الأوضاع العامة قبيل سفر رئيس الجمهورية غداً إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما عرض الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطّلع منه على تفاصيل الاستهدافات الإسرائيلية التي طالت أمس، عدداً من البلدات والقرى الجنوبية، كما اطّلع على ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات.
على الصعيد نفسه، اعتبرت “اليونيفيل” في تصريح صحافي أن “الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان الليلة الماضية تُعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق في تشرين الثاني من العام الماضي. كما أنها تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع”.
أضافت: “يستمر جنود حفظ السلام في تقديم الدعم لكلا الطرفين لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1701، فيما تواصل اليونيفيل والجيش اللبناني عملهما الميداني اليومي لتعزيز الاستقرار في جنوب لبنان وعلى طول الخط الأزرق. وقد اضطرت وحدات من قوات حفظ السلام في موقعين بمنطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة هذه الاستهدافات، التي عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل والمدنيين للخطر”.
وختمت: “إننا ندعو الجيش الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والتزام الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية. كما نؤكد ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف تجنب أي انتهاكات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إضافي. ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل لأحكام قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتفاهم وقف إطلاق النار، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، ويجب الاستفادة منها إلى أقصى الحدود. كما يشكّل استمرار التصعيد تهديداً للتقدم الذي أحرزته الأطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار”.