عصابات “الفاليه باركينغ” في فردان: تهديد مباشر لأمن المواطنين وحياتهم


خاص 22 أيلول, 2025

السؤال الذي يطرحه المواطنون هو: من يحاسب هؤلاء؟ من يردعهم عن تهديد الناس، واستعمال أرقام هواتفهم، والتلاعب بسياراتهم، وتعريض حياتهم للخطر؟ هل يُعقل أن تُترك الشوارع رهينة لمجموعة من الأفراد الخارجين عن القانون، تحت غطاء زيّ رسمي قد يكون مزيفًا أو بغطاء من محلات قد تحظى بغطاء سياسي أو حزبي ولا تراقب من يمثلهم؟

كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:

في قلب بيروت، وتحديدًا في منطقة فردان، تتحوّل الأرصفة والشوارع العامة إلى ممتلكاتٍ خاصةٍ يحتكرها أفراد يرتدون زيّ “فاليه باركينغ”، ويزعمون أنّهم موظفون لدى محلات أو مطاعم قريبة. لكن ما يحدث على الأرض يُشير إلى وجود عصابات غير شرعية، تعمل بغطاء غير قانوني، وتمارس التهديد والعنف، بل وتعرّض حياة المواطنين للخطر.

الاحتلال العلني للشوارع
في الشارع المحاذي لمبنى “ABC – فردان” مقابل بنك بيبلوس، يحتلّ من يسمّون أنفسهم “فاليه باركينغ” الأرصفة بالكامل. يمنعون المواطنين من ركن سياراتهم، حتّى في المواقف الرسمية “البارك ميتر” (Parkmeter)، متذرّعين بأنّ “الصف للمحلّ”، وأنّ المواقف محجوزة لتفريغ حمولة أو لاستقبال الزبائن.
يصل الأمر بهم إلى حدّ منع أصحاب السيارات من الوقوف أمام المحلات التجارية، على الرَّغم من أنّ القانون اللبناني واضح: الشوارع العامة ليست ملكًا لأحد.

حادثة تهديد وسلوك إجرامي
إحدى السيدات، تروي لـ “هنا لبنان” ما جرى معها بالتفصيل: “كنت قد ركنت سيارتي أمام محلٍّ تجاريّ، في موقف قانوني مزوّد بجهاز “بارك ميتر”. بعد دقائق، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من رقم غريب، حيث قال لي المتصل: ‘إنت وينك؟ هيدي الصفّة للمحل، بدك تشيلي السيارة فورًا لأن بدنا نفرّغ حمولة’.”
حين رفضت، هدّدني قائلًا: “مش بخاطرك بدّك تشيليها”.
توجهت السيدة لاحقًا إلى المسؤول عن المحل للاستفسار، فقال لها إنّ الفاليه هو من استعمل هاتف المحل من دون علم الإدارة، وأنّ الحديث الصادر عنه لا يمثل الشركة التي يعمل فيها.
لكن الأمر لم يتوقّف عند هذا الحد. ففي اليوم التالي، قررت السيدة أن تركن سيارتها في نفس المكان بما أن الموقف قانوني تمامًا، لتفاجَأ بعد عودتها بأنّ أحد براغي الدولاب قد تم فكّه عمدًا.
وتقول السيدة: “أثناء سيري على الطريق شعرت باهتزازٍ غريبٍ في السيارة، وكنت في طريقي لسلوك الأوتوستراد، فتوقفت فورًا وذهبت إلى الميكانيكي، الذي أكّد لي أن برغيًا من براغي الدولاب قد فُكّ عمدًا، وكان من الممكن أن يتسبّب بحادثٍ مميت على الطريق السريع”.

الدولة غائبة… والمواطنون يدفعون الثمن
هذه الحادثة ليست معزولةً، بل هي جزء من نمط متكرّر في بيروت، حيث تنتشر عصابات الفاليه باركينغ في أكثر من منطقة، وخصوصًا في مناطق حيوية مثل فردان، الحمراء، الأشرفية، وسط المدينة، البيال وغيرها.
المؤسف أنّ الجهات الرسمية تغضّ الطرف عن هذه التجاوزات، على الرغم نت وجود عشرات الشكاوى. لا رقابة فعلية على هذه المجموعات، ولا وجود فعّال للبلدية أو قوى الأمن في تنظيم عملية ركن السيارات.

من يحاسب الفاليه باركينغ؟
السؤال الذي يطرحه المواطنون هو: من يحاسِب هؤلاء؟
من يردعهم عن تهديد الناس، واستعمال أرقام هواتفهم، والتلاعب بسياراتهم، وتعريض حياتهم للخطر؟
هل يُعقل أن تُترك الشوارع رهينةً لمجموعة من الأفراد الخارجين عن القانون، تحت غطاء زيّ رسمي قد يكون مزيّفًا أو بغطاء من محلات قد تحظى بغطاء سياسي أو حزبي ولا تراقب مَن يمثلها؟

تحرّك رسمي مرتقب
في متابعة للموضوع، تواصل موقع “هنا لبنان” مع دائرة السير في بلدية بيروت، التي أكّدت أنّها ستباشر باتخاذ الإجراءات المناسبة بشأن المخالفات المرتكبة من قبل عناصر الفاليه باركينغ في منطقة فردان، ابتداءً من الأسبوع المقبل.

النداء إلى الدولة… والمجتمع المدني
هذه الحادثة ليست مجرد تعدٍّ على موقف سيارة، بل هي جريمة موصوفة تنذر بما هو أخطر: ترك الناس بلا حماية، وتحوّل الشارع العام إلى ساحة تهديد.
ما حدث مع السيدة هو جرس إنذار للجميع. اليوم كانت مسألة ركن سيارة. وغدًا قد تكون روح إنسان ثمنًا لتراخي الدولة، وجشع بعض المحلّات، وسلوك عصابات الفاليه باركينغ.
الشارع العام ليس ملكًا لأحد، ولا أحد يملك الحقّ في تهديد المواطنين أو العبث بسياراتهم.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us