زيارتان متزامنتان لأورتاغوس وبن فرحان: رسالة مزدوجة تعكس الاهتمام الدولي بلبنان

اتخذ تزامن وجود الموفدَيْن مورغان أورتاغوس والأمير يزيد بن فرحان دلالات مهمّة لجهة ما يحظى به الوضع اللبناني من متابعات خارجية من دول نافذة كالولايات المتحدة الأميركية والسعودية.
وتُضفي مشاركة مساعدة المبعوثة الأميركية إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، في اجتماع اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب، اليوم الأحد، بُعدًا سياسيًا على اجتماعات اللجنة التي تضمّ لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز دور اللجنة التي واجهت صعوبات في انتظام عملها.
وتحمل زيارة الموفدة الأميركية، كما الغارات الإسرائيلية، دلالات سياسية لافتة لجهة أنّ أورتاغوس لن تلتقي أيًا من القيادات اللبنانية للمرة الثانية من بعد القرار الحكومي الأخير حول خطة سحب سلاح “حزب الله” التي قدمها الجيش اللبناني وأخذت بها الحكومة علمًا، والتي تربط أي تقدم في هذا المجال بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس جنوب البلاد، ووقف هجماتها المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي.
وفي حين فسّرت مصادر لبنانية معنية بالملف هذه الخطوة بأنّها تعبير عن عدم رضا أميركي على أداء الطبقة السياسية، تقول المصادر نفسها إنّ الغارات الإسرائيلية أتت بدورها إجابةً مسبقةً على الخطة اللبنانية التي سيحملها وفد الجيش اللبناني إلى اجتماع لجنة المراقبة.
وأشارت المصادر إلى ترقّب ما ستقوله الموفدة الأميركية في مستهل الاجتماع، والذي سيرسم مساره، كون بلادها ترأس لجنة المراقبة عادةً، وأنّ هذا الاجتماع “سيكون مفصليًا”.
على صعيد آخر، انشغل اللبنانيون بالحراك اللافت للموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي طغت عليه أجواء إيجابية لجهة المساعدات والاستثمارات السعودية في لبنان المشروطة بتحقيق الإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة.
وإن دلّت هذه الجولة على شيء فعلى اهتمام سعودي وحرص من المملكة على دعم العهد الجديد واستعادة الدولة الآمنة لشعبها، مع التأكيد أن السلاح يجب أن يكون حصريًا بيد الشرعية، وفق ما تفيد مصادر متابعة.
التوقيت البارز لبن فرحان، جاء عبر زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، ورئيس الحكومة نواف سلام.
وفي هذا السياق، تشدّد المصادر عبر “الأنباء” الإلكترونية على أنَّ مروحة اللقاءات تمحورت بالتزامن مع عودة الدولة إلى لبنان، حول عودة لبنان إلى الحضن العربي أيضًا، إذ إن بن فرحان أكد جاهزية المستثمرين العرب وترقب عودتهم عندما تصبح الأمور في مسارها، على أن تنجز خطة حصر السلاح أولًا، وتطبيق الإصلاحات، إذ إن ما من حديث عن مؤتمرات دعم للبنان ما لم يُنفذ المطلوب منه.
وأشارت المعلومات إلى أن بن فرحان باقٍ في لبنان لأيام عدة وسيشارك الثلاثاء المقبل في استقبال تقيمه السفارة السعودية في فندق فينيسيا، بمناسبة العيد الوطني للمملكة.
وتردّدت معلومات عن احتمال اجتماعه مع المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها السريعة للبنان التي تقتصر اليوم على مشاركتها في اجتماع لجنة “الميكانيزم” في الناقورة.