“اجتماع مفصلي” للجنة الخماسية في الناقورة… بحث في خطة الجيش والانسحاب الإسرائيلي وسط تخوّف من التصعيد!

لبنان 21 أيلول, 2025

يُعقد اليوم الأحد اجتماع اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب بعد قصف إسرائيلي لخمسة منازل في الجنوب تلت إنذارات بالإخلاء، وبعد 4 أيام على قصف مبنى في مدينة النبطية.

وأثارت تلك الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، رفضًا سياسيًا لبنانيًا واسعًا، تصدرها الرئيس اللبناني جوزاف عون بقوله إن إسرائيل “لا تحترم عمل الآلية، ولا أيًّا من الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، وغاراتها الجوية انتهاك فاضح لقرار مجلس الأمن 1701″، مؤكدًا أن “صمت الدول الراعية تقاعس خطير يشجع على هذه الخروقات”، مضيفًا: “يجب أن تخدم الآلية جميع الأطراف، لا أن تكون وسيلةً لتغطية استهدافات إسرائيل”.

كما رفعت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة منسوب الحرب النفسية ضدّ الجنوب اللبناني، عبر إسقاط منشورات تحذيرية فوق القرى الحدودية، ونشر خرائط إنذار علنية، بالتوازي مع ضربات جوية مركّزة طاولت أحيانًا مبانٍ سكنية مأهولة.
حيث ألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية، السبت، منشورات تحذيرية فوق بلدة ميس الجبل تحذّر من تأجير المنازل لحزب الله أو التعاون معه.

تزامن ذلك مع تكثيف الغارات على مواقع الحزب ونقاطه العسكرية وتجمعاته أو تجمعات بيئته المدنية.
ففي أقل من أسبوع، نفَّذت إسرائيل سلسلة ضربات امتدّت من النبطية جنوبًا إلى بعلبك شرقًا، لتصل إلى ذروتها بتوجيه إنذارات مباشرة لإخلاء مبانٍ سكنية في الجنوب.

ويعكس هذا المسار رغبةً إسرائيليةً في خلق عزلة اجتماعية للحزب من خلال تحريض بيئته الحاضنة عليه، حسبما يقول خبراء.
وترى أوساط جنوبية أن هذا النهج يشكِّل محاولةً واضحةً لعزل حزب الله عن بيئته الاجتماعية عبر تحميل السكان تكلفة أي نشاط يُدار من داخل الأحياء.

وتشير تطورات الأحداث إلى انتقال إسرائيل من استهداف النشاط المسلّح بشكل عام، إلى ممارسة ضغوط مباشرة داخل الأحياء السكنية بشكل خاص، عبر إلقاء مزيج من المنشورات والخرائط العلنية يتبعه قصف مركّز.
وتقول إسرائيل إن الهدف المعلن هو منع الحزب من إعادة ترميم قدراته جنوبًا.

ويقول مسؤول لبناني رفيع لصحيفة “الشرق الأوسط” إن إسرائيل تتصرف وفق “أجندتها الخاصة”، وهي لا تسير بالضرورة تزامنًا مع الأجندة الأميركية التي يبدو واضحًا أنها تُحاول الحفاظ على استقرار لبنان، مشيرًا إلى أن تعقيدات السياسة الداخلية الإسرائيلية “تنعكس على لبنان، لأنه من غير الجائز، وفق مفهوم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، اتخاذ خطوات تريح لبنان مثل الانسحاب من بعض النقاط، فيما هو يتحضر للانتخابات المقبلة”.

وقالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ”الشرق الأوسط” إن الجانب اللبناني سيُحاول الحصول من اجتماع اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب على مباركة عملية لخطة الجيش بشأن سحب السلاح من جنوب الليطاني، التي تتضمن، أساسًا، ضرورة تجاوب إسرائيل بوقف هجماتها والانسحاب، ولو على مراحل لنجاح المرحلة الأولى، استعدادًا للمرحلة الثانية التي تشمل مناطق شمال نهر الليطاني، كما تشمل إجراءات أخرى يتخذها الجيش اللبناني.

وأكدت مصادر وزارية لـ”الشرق الأوسط”، “ألا شكّ أن المخاوف من التصعيد عادت لتتعاظم مع الهجوم الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان”، مشيرةً إلى أن “لبنان سيطرح هذا الموضوع في اجتماع لجنة المراقبة الذي ينعقد اليوم الأحد بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، علّنا نحصل على إجابات واضحة”.

وقالت مصادر نيابية لـ”الأنباء” إن “التصعيد يأتي ليزيد الضغط على المسعى الإقليمي والدولي، سواء من خلال الحركة الدبلوماسية الداعمة للحكومة اللبنانية المتمسّكة بتنفيذ قرارات بسط السيادة على كامل أراضيها، أو لجهة اجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والمطالبة بتحريك الجمود في موضوع الانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمس على الحدود، والتي تشكل حجر عثرة أمام استكمال الجيش اللبناني إجراءاته للانتشار حتى الحدود الدولية”.
وهذا ما أكدت عليه قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل” في بيانها، أن الجيش قد انتشر في كل مناطق جنوب الليطاني، باستثناء المواقع الخمسة. وذكرت أن عدم انسحاب إسرائيل يُعرقل تنفيذ كامل بنود الاتفاق”.

وأضافت المصادر أن الجيش اللبناني ينفذ خطته بشكل تدريجي في كل المناطق، وبعيدًا من البيانات الإعلامية والمظاهر الميدانية. وكانت لافتة المداهمة التي نفذها في مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت، وهي الأولى داخل مخيم فلسطيني، الأمر الذي يعني أن خطة سحب السلاح الفلسطيني قد حققت الآمال المعلقة عليها لجهة ضرب أوكار الإرهاب والتهريب فيها.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us