السلام بين إسرائيل وجيرانها يقترب… ماذا يحمل الموقف المتقدّم لنتنياهو؟


خاص 22 أيلول, 2025

لا بدّ من الاعتراف بأنّ هذا السلاح غير الشرعي يخدم إسرائيل كي تستمرّ في حربها، ويشكّل العقبة الأساسية أمام تحقيق الاستقرار. والمنطقي أن يتمّ السلام بين الأطراف على أساس الحقائق والحقوق والمصالح الوطنية التي تكفلها الدول، وليس بين دول وجماعات خارجة على الشرعية.

كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:

سجّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفًا متقدمًا في حديثه عن السلام بين إسرائيل وجيرانها، لا سيما في قوله إنّ هذا السلام يقترب، لا بل ذهب إلى القول إنّ السلام مع لبنان أصبح ممكنًا، وهو ما عكسه في اجتماع حكومته.

ولعلّ هذا الملف بات مُلحًّا على ما عداه في ظل الإصرار على تحقيقه في أقرب فرصة ممكنة. فماذا يحمل هذا الموقف؟

في هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ إلياس الزغبي لموقع “هنا لبنان”: “إنّ إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن رغبة بلاده في تحقيق السلام مع جيرانها في الشمال، والمقصود لبنان وسوريا، يأتي في ظل متغيّرات جيوسياسية تضغط على إسرائيل، دوليًا وعربيًا، خصوصًا بعد الغارة على الدوحة وتزايد أعداد الدول التي تنضم إلى الاعتراف بقيام دولة فلسطينية مستقلة. ولا شك أن نتنياهو يستشعر العزلة التي تعانيها حكومته بعد شنّها الحرب الجديدة على مدينة غزّة، والإرباك الذي يعتري العلاقات الدولية معها، والنقزة التي أصابت الاتفاقات الإبراهيمية مع بعض الدول العربية. ولكن السلام، في حدّ ذاته، ليس مرفوضًا من جيران إسرائيل إذا التزمت بحقوق الشعب الفلسطيني والحقوق السيادية لكل من لبنان وسوريا”.

ويضيف الزغبي: “لكن هذا السلام لا يتحقق إلّا بعد حسم هاتين الدولتين لأوضاعهما الداخلية وبسط سلطتهما على أراضيهما. وهذا ما يطلبه العالم والعرب من لبنان، لحسم مسألة حصر السلاح، إذ لا حظوظ للتسويات السلمية تحت ضغط هذا السلاح، وعدم امتلاك لبنان بشكل كامل قرار السلم بعد توريطه في سلسلة الحروب”.

ويوضح: “الإشكالية التي تعترض السلام بين إسرائيل وجيرانها مزدوجة: فمن جهة، لا يمكن تحقيق الهدوء والاستقرار في ظلّ استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في التدمير والقتل والاحتلال، ومن جهة ثانية، لا يمكن تحقيق السلام طالما هناك ذريعة إسرائيلية هي سلاح “حزب الله” والأجندة الإيرانية التي تستخدم هذا السلاح كورقة ابتزاز في مفاوضاتها حول ملفّها النووي والعقوبات المفروضة عليها.”

ويشير الزغبي إلى “أنّه لا بدّ من الاعتراف بأن هذا السلاح غير الشرعي يخدم إسرائيل كي تستمرّ في حربها، ويشكّل العقبة الأساسية أمام تحقيق الاستقرار. والمنطقي أن يتمّ السلام بين الأطراف على أساس الحقائق والحقوق والمصالح الوطنية التي تكفلها الدول، وليس بين دول وجماعات خارجة على الشرعية. في أي حال، السلام هو الغاية السامية للشعوب والأمم شرط قيامه على ركائز ثابتة بين متساوين، وليس بين غالب ومغلوب”.

السلام، كما هو متعارف عليه، هو المطلب الأساسي لكل دول وشعوب العالم حتى تستقيم الأمور ويسود الاستقرار والأمان.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us