زيارة الموفد السعودي إلى بيروت: دعم للجيش وتأكيد على حصر السلاح بيد الدولة

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تأكيد حضورها ودعمها المستمر للبنان في ظل الظروف الدقيقة التي يمرّ بها. وجاءت زيارة الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت لتجديد الالتزام العربي بمساندة لبنان على أكثر من مستوى، ولا سيما عبر توفير الدعم اللازم للجيش اللبناني.
في السياق، اعتبر مصدر سياسي مطلع لـ”الأنباء الكويتية” أنّ التواصل والمشاورات التي يجريها الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان مع الأفرقاء اللبنانيين، بمثابة تأكيد استمرارية المساعي والجهود العربية لمعالجة مسألة السلاح ودعم الجيش اللبناني للبدء بإعادة الإعمار، وتحضير الأجواء للانتخابات النيابية في موعدها بأيار السنة المقبلة من دون أي تأجيل، وذلك بالتنسيق والتفاهم والتكامل مع الموفدين الأميركي والفرنسي.
وأضاف المصدر أنّ الحوار العربي والدولي مع القوى السياسية اللبنانية والعسكرية، لابد من أن يصل إلى نتيجة حتمية في ظل المتغيرات بالمنطقة وخصوصاً في سوريا بانفتاحها على المجتمعين العربي والدولي.
ورجح المصدر أن تشهد الساحة اللبنانية انفراجاً ملموساً على كافة المستويات، لعودة المستثمرين العرب، والتي ظهرت من زيارة العديد من رجال الأعمال الخليجيين إلى لبنان. وذكر أن “العمل جارٍ بجدية وإصرار من قبل الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، الحريصين على أمن وسلامة لبنان واللبنانيين”.
كما لفتت مصادر “الأنباء” الإلكترونية، الى أنّ بن فرحان وفي فترة زمنية قصيرة تمكن من فرض إيقاعه ورؤيته على المشهد اللبناني وامسك بخيوط اللعبة بشكل جيد. وقد واجه حزب الله في السياسة وحشره في زاوية تسليم السلاح. لأن التعنت والمناورة على حد ما نقلت عنه المصادر لن يجدي نفعاً. ولن ينتج عنها سوى الدمار والخراب كما هو الحال في غزة.
ارتياح سعودي
وأشارت معلومات “الراي” إلى أنّ الرياض مرتاحة لما تم إنجازه في لبنان خصوصاً على المستوى السياسي والسيادي لجهة قرار الحكومة باستعادة سيادتها وسيطرتها الحصرية على كامل أراضيها، وأن المطلوب تحصين هذا المسار والمضيّ به وصولاً إلى أن يكون لبنان دولة متعافية وقوية وصاحبة سيادة بما يتيح لأي بلد أن يتعاطى معه «من دولة إلى دولة».
وبحسب المعلومات ، فإنّ المملكة تعتبر أن بلوغ هذا الأمر له مساران متوازيان ومتكاملان، الأول حصر السلاح بيد الدولة و”هذا يسير في الاتجاه الصحيح، والمطلوب مواكبته من المعنيين داخلياً وفق ما ارتأوه مناسباً”، والثاني إصلاحي على المستويين المالي والاقتصادي، مع تأكيد استعداد الرياض لدفع عملية دعم الجيش اللبناني حتى لو عبر استثناءٍ يفصل ذلك عن انتظار ترجمةِ المساريْن الرئيسيْين.
ووفق المصادر ذاتها فإنّ الرياض تدعو لبنان إلى إحراج اسرائيل وسَحْب الذريعة من يدها، هي التي يبقى احتمالُ قيامها بتصعيد تجاه “بلاد الأرز” قائماً، وذلك عبر المضي بالقرارات السيادية التي اتخذتْها الحكومة، مع حرصٍ على تظهير التقدير للدور الذي أداه الرئيس نبيه بري في عدم فرط عقد الحكومة بعد قراريْ 5 و7 آب، في الوقت الذي تفادى يزيد بن فرحان التعليق على دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم المملكة «لفتح صفحة جديدة مع المقاومة» على قاعدة “حوار النقاط الـ 6”.