رسالة الشيخ نعيم في “الفرّامة” السعودية


خاص 23 أيلول, 2025

إيران تعمّدت، من خلال كلام قاسم، التأكيد على أنّها لا تزال ممسكةً بورقة الحزب، ومن خلالها بالملف اللبناني؛ وهو أضحى، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ذراعًا لمنظومتها الأمنية والاستراتيجية التي تستخدمها أينما ومتى شاءت.

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

بعد أن سقط، نهائيًّا، مشروع “طريق القدس” الذي خاض حزب الله حرب الإسناد على أساسه، ها هو أمينه العام الجديد يطرح مبادرة طريق الرياض، داعيًا إلى حوارٍ مباشر مع السعودية، كأنّه رئيس دولة، ولو بعد سقوط الدويلة.

لا نيّة سعودية أبدًا في الموافقة على أيّ حوارٍ مع ما تسميه “ميليشيا حزب الله”. في المقابل، التواصل قائم مع الدولة الإيرانية. العلاقات مع الدول ممكنة، ولو كانا في موقع الخصومة، أمّا مع الأحزاب والتنظيمات فهي غير واردة بالنسبة إلى المملكة.

كما أنّ طرح قاسم يأتي انطلاقًا من تمسّكه بالسلاح، بينما أكّدت السعودية، وخصوصًا على لسان موفدها الأمير يزيد بن فرحان، أن لا عودة عن حصريّة السلاح.

وتؤكد مصادر دبلوماسية أنّ اللقاءات التي جرت في الرياض بين الجانبين السعودي والإيراني لم تؤدِّ إلى تفاهمات جوهرية قادرة على تغيير المشهد اللبناني، بل هي أقرب إلى جزءٍ من سياسة التهدئة التي تعتمدها طهران مع الرياض منذ فترة، خصوصًا أنّ زيارة لاريجاني المرتقبة إلى المملكة سبقت الأحداث الأخيرة، غير أنّ التصعيد الإسرائيلي ضدّ الدوحة وتسارع التطورات عجَّلا في تكثيف الاتصالات بين طهران والرياض لترتيبها.

وتشير المصادر إلى أنّ إيران تسعى إلى تأكيد حسن نيّاتها في العلاقة مع السعودية انطلاقًا من الملف اليمني، وهي من طلبت من الشيخ نعيم قاسم طرح مبادرته. إلا أنّ هذه المبادرة لم تحمل تغييرًا في موقف الحزب من السلاح، وهنا جوهر الموضوع بالنسبة إلى السعودية، بل جاءت كخطوة دبلوماسية هزيلة ضمن مناخ التهدئة.

كما لا تستبعد المصادر الدبلوماسية نفسها أن تكون إيران تعمّدت، من خلال كلام قاسم، التأكيد على أنّها لا تزال ممسكة بورقة حزب الله، ومن خلالها بالملف اللبناني؛ وهو أضحى، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، ذراعًا لمنظومتها الأمنية والاستراتيجية التي تستخدمها أينما ومتى شاءت.

في الخلاصة، لم تحمل مبادرة قاسم أيّ جديد. السعودية ترفض أيّ تواصل مع حزب الله، وتصرّ على تسليمه السلاح إلى الدولة وتعارض أيّ دورٍ له في اليمن.

لعلّ هدفها الوحيد هو إضافة ورقة يمسكها المفاوض الإيراني حين يجلس على الطاولة، في الرياض أو في نيويورك، أو في أيّ مكانٍ آخر. نعيم قاسم مجرّد صندوق بريد، لكنّ الرسالة انتهت في “الفرّامة” السعودية.
طريق الرياض مقفلة يا شيخ نعيم. طريق القدس مدمّرة. طريق تسليم السلاح وحدها مُتاحة أمامك، وستسلكها، عاجلًا أم آجلًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us