الانتخابات النيابية 2026: استحقاق مُبكّر يُحرّك المشهد السياسي!

لبنان 23 أيلول, 2025

مع أن الانتخابات النيابية في لبنان لعام 2026 ما زالت على بعد فترةٍ ليست قصيرةً، إلّا أنّ الحديث عنها بدأ يأخذ حيّزًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.

فعلى الرّغم من أنّ البلاد على بُعد ثمانية أشهر من موعد الاستحقاق الانتخابي، تستعدّ القوى السياسية لمواجهة المرحلة المقبلة، وسط توقعاتٍ بتصعيد الخطاب وتبادل المواقف، في ظلّ أجواء مشحونة وتحدّيات داخلية وخارجية، تجعل من الانتخابات محطةً مهمةً تُرصد لها التحرّكات والتحالفات مسبقًا.

“لو نزلت السما عالأرض”

في هذا السياق، تتحدّث مصادر داخليّة وعربيّة لـ”هنا لبنان” عن أنّ النصف الثاني من شهر تشرين الأول سيكون حاسمًا إلى حدٍّ بعيد في تحديد مصير الانتخابات النيابيّة، من دون تحديد سبب ربط هذا الموعد بالاستحقاق.
كما ذكر مصدر دبلوماسي عربي أنّ موضوع اقتراع المغتربين قد يشكّل مادّةً تطيح بالاستحقاق، إنْ التقت مصالح بعض القوى الأساسيّة على ذلك.
في المقابل، ذكر مصدر قريب من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ تكرار تجربة اقتراع المغتربين للنواب الـ 128 في دول الانتشار غير ممكنة “ولو نزلت السما عالأرض”.

الحزب: “صوتك رصاصة”

في المقابل، تكشف مصادر جنوبية لـ “نداء الوطن” أنّ “الحزب” يستعدّ لإطلاق حملته الانتخابية تحت شعار “صوتك رصاصة”، في محاولة لتغليف الاقتراع بغطاء شرعي وديني يتجاوز كونه ممارسة ديمقراطية اعتيادية. ومن خلال هذا الشعار، يسعى “الحزب” إلى تصوير التصويت كامتدادٍ لمعركة وجودية مع خصومه، لا كمجرّد منافسة انتخابية، ما يعكس استراتيجيته في استخدام الرموز الدينية والسياسية لتكريس الولاء الداخلي.
وتضيف المصادر أنّ الماكينة الانتخابية لـ “الحزب” تركّز على حماية قاعدته الشعبية من أي اختراق محتمل، مستغلةً المناخ الديني والعقائدي لتثبيت ارتباط الجمهور بمشروعه السياسي، مستندة إلى خطاب متشدّد يصوّر القوى السيادية كخصم داخلي يسعى إلى تقويض “المقاومة” ويخدم مصالح الخارج، ما يجعل عملية التصويت اختبارًا للولاء أكثر منها خيارًا ديمقراطيًا حرًا.

تحرّك مبكر ورسائل متعددة

وبحسب المصادر نفسها، يرى مراقبون أنّ دخول “الحزب” المبكّر إلى المعركة، لا يعكس رغبةً حقيقيةً في إجراء الانتخابات في موعدها، بقدر ما يهدف إلى تثبيت معادلة سياسية مرتبطة بملف السلاح وحضوره الإقليمي. فـ “الحزب” يتصرّف وكأن الانتخابات ليست مجرّد منافسة على مقاعد نيابية، بل هي جزء من صراع استراتيجي يرسّخ موقعه السياسي داخليًا وخارجيًا.
ومن خلال هذا المسار، يوجّه رسائل مزدوجة: إلى الداخل، لإظهار أنّه قوة منظمة لا يمكن تجاوزها، وإلى الخارج، خصوصًا المجتمع الدولي، للتأكيد أنّ أي مسار سياسي في لبنان سيبقى مرتبطًا بقراره، ما يزيد من ضبابية الوضع السياسي قبل الاستحقاق.

الانتخابات النيابية في عكار

من جهةٍ أخرى، تشهد أجواء عكار حالةً من الترقب والحماسة. ففي القرى والبلدات، تدور أحاديث سياسية بين الأهالي في المقاهي والأسواق، وتتحوّل اللقاءات العائلية والمناطقية إلى منصّات للنقاش حول التحالفات والخيارات المقبلة.
أما على المستويَيْن السياسي والحزبي، وبحسب “نداء الوطن”، فتبدو الحماسة أقل بكثير، ولم تتعدَّ جس النبض وسط توقعات لا يخفيها نواب المنطقة، من إمكانية اتّجاه الأمور نحو التأجيل لأسباب عدّة باتت معروفة، وأهمها أن الخارج لم يحسم أمره بإجراء انتخابات في ظلّ السلاح، ناهيك عن أن هذا الخارج يجد في هذه الحكومة ما لم يجدْه في أي حكومة سابقة.

لا تدخل سعودي

في المقابل، فقد علمت “نداء الوطن” في هذا السياق، بأنّ الأمير يزيد بن فرحان لم يتطرّق مع نواب كتلة “الاعتدال الوطني” بالحديث عن الانتخابات النيابية المقبلة بأي شكل من الأشكال، إنّما تركّز البحث على أهمية توحيد الموقف خلف الدولة التي تدعمها المملكة بشكل واضح… مع العلم أن هؤلاء النواب كما غيرهم من نواب الطائفة السنية، لا تزال حركتهم الانتخابية دون المستوى المطلوب، بانتظار أي إشارات خارجية لا سيما من المملكة العربية السعودية، بشأن أي سلوك انتخابي ستختار، أو حسم الخيارات الكبرى قبل الانطلاق بشكل فعلي على الأرض.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us