تحدّي الروشة


خاص 23 أيلول, 2025

ولا مرة كانت صخرة الروشة عنواناً للتحدي ولاستفزاز مشاعر شريحة واسعة من اللبنانيين. آن لقيادات تنظيم “حزب الله” أن تدرك عميقاً، أنها بمثل هذه الخطوات الإستعراضية إنما تزيد الشرخ بين اللبنانيين بدلاً من تضييق الهوة.. فليرفع الحزب صور شهدائه في باحاته، في أماكن استشهادهم، وليكرّم ذكرى قادته الذين جرّوا البلاد إلى حرب السنتين كما يشاء وحيثما يشاء باحترام القوانين المعمول فيها على أراضي الجمهورية اللبنانية

كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:

قبل أن يجفّ حبر التعميم الصادر عن رئيس حكومة كل لبنان نوّاف سلام والقاضي بمنع استعمال ألأملاك العامة دون الحصول على التراخيص والأذونات اللازمة، أصدر تنظيم “حزب الله” بياناً دعا فيه للمشاركة في فعالية إضاءة صخرة الروشة بصورة السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليهما) في الموعد المحدد سابقاً، أي السادسة من مساء الخميس 25 أيلول، وكأنّ الحزب أراد توجيه رسالة حازمة إلى سلام فحواها “بلّ التعميم واشرب ميتو” وجرّ الشارع إلى مواجهة لا تحمد عقباها.
فجور ما بعده فجور.
وقاحة ما بعدها وقاحة.
حقد، على وسط بيروت، ما بعده حقد.
لصخرة الروشة، المسماة صخرة الإنتحار، حكاية طويلة، اختلطت فيها الرومنسية بالمغامرة، والمغامرة باليأس.
سبق أن أضيئت الصخرة غير مرة.
ففي العام 2015 أضيئت الصخرة بعلمي لبنان وفرنسا تضامناً مع ضحايا الهجمات الإرهابية. وللمناسبة وحده جورج عبدالله استنكر إضاءة الصخرة!
وفي العام 2016 تقرر إضاءة الروشة بعلمي لبنان وبلجيكا، تعبيراً عن التضامن اللبناني مع ضحايا تفجيرات، مطار بروكسل وإحدى محطات الميترو.
كما سبق أن أضيئت الصخرة العام الفائت بالعلم الفلسطيني، من دون أن يٌستفزّ أحد بحضور المحافظ مروان عبود كتعبير “من بيروتَ وأهل بيروت ومن الشعب اللبناني عمومًا عن محبّته لشعب فلسطين وتقديرًا لقدسية قضية فلسطين”.
ولا مرة كانت صخرة الروشة عنواناً للتحدي ولاستفزاز مشاعر شريحة واسعة من اللبنانيين.
آن لقيادات تنظيم “حزب الله” أن تدرك عميقاً، أنها بمثل هذه الخطوات الإستعراضية إنما تزيد الشرخ بين اللبنانيين بدلاً من تضييق الهوة، آن لها أن تدرك أنّ قرارات الدولة تعلو على أي قرار ميليشيوي أو حزبي ولا يُعلى عليها.
فليرفع الحزب صور شهدائه في باحاته، في أماكن استشهادهم، على أي مبنى، برضى مالكيه، فليكرّم التنظيم الكبير ذكرى قادته الذين جرّوا البلاد إلى حرب السنتين ( 2023 ـ 2025) كما يشاء وحيثما يشاء باحترام القوانين المعمول فيها على أراضي الجمهورية اللبنانية.
نصب شهداء 14 أيلول في مكانه الطبيعي وسط الأشرفية.
ونصب كمال جنبلاط رُفع بين أهله في بعقلين.
ونصب سمير قصير بالقرب من مبنى جريدة الشهيد.
ورفيق الحريري وسط مدينته يغفو ولم يعمد محبوه إلى إحياء فعاليات بذكرى استشهاده في حارة حريك أو بالتنسيق مع بلدية الغبيري.
في المحصلة إنّ الإصرار على إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين ما هو إلا إيغال في الإنتحار على مراحل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us