صخرة الروشة تسأل: هل أصبح نصر الله رمزاً وطنياً؟!

بيروت لا ترى في نصرالله اليوم “أيقونة”، ولا يمكن للحزب الذي لم يحمل للعاصمة الأبية إلّا العداء أن يأتي ويطلب منها أن تحتضن قائده وإن كانت عاصمة للوطن، فـ”الحزب” لم ينتمِ يوماً لهذا الوطن، ونصرالله لم يكن أبداً قائداً وطنياً، ولم يضع طيلة مسيرته لبنان أولوية!
كتبت نسرين مرعب لـ”هنا لبنان”:
منذ اغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، والحزب يسعى لترسيخه كرمز وطني، ولفرض هالته على مختلف فئات الشعب اللبناني.
وما سَعْيُ الحزب اليوم إلى إضاءة صخرة الروشة بصورة السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية الأولى لاغتياله في الضاحية الجنوبية، إلّا محاولة في الدفع نحو هذا السياق، ولتصوير السيد نصرالله على أنّه شخصية لبنانية جامعة وعلى أنّه شهيد الوطن.
وربما يحاول الحزب، أن يضع نصرالله في مصافّ شهداء الأرز والشهداء الذين سقطوا على يد النظام السوري، وأن يرسّخه في ذاكرة لبنان الوطنية، فيصبح الـ27 من أيلول ذكرى سنوية يتم إحياؤها في كل عام، وليس بعيداً أن يعمل الحزب في السنوات المقبلة على محاولة تحويل هذا اليوم إلى عطلة رسمية.
بداية، يحقّ للحزب أن ينظر إلى السيد بالعين التي يريدها، وأن يبجّله شهيداً وأن يحوّله لأيقونة، ولكن لا يحقّ له إطلاقًا أن يفرض صورته على بيروت التي استباحها في 7 أيار والتي دمّر أحياءها في حرب الإسناد!
فبيروت لا ترى في نصرالله اليوم “أيقونة”، لأنّ الحقد الذي يحمله حزب الله لشوارعها ولوسطها لم يُمحَ من ذاكرتها بعد.
ولم تنسَ بيروت الدراجات النارية والاستفزازات والولاء لإيران، وأهلها لم ينسوا كم مرة تجاوز الحزب أمنهم واستقرارهم.
هذا الحزب الذي كان في كل مناسبة لا تروق له ولا لأهوائه ولا لتبعيته يرسل “زعرانه” إلى شوارع بيروت للتخريب وللترهيب.
هذا الحزب، الذي اعتدى وما زال يعتدي على كل من يعارضه، والذي خوّن وما زال يخوّن ويتّهم بالعمالة كل من لم يتفق معه.
هذا الحزب الذي تعدّى على عين الرمانة وقبلها على محيط الجامعة العربية، والذي لم يحمل للعاصمة الأبية إلّا العداء، لا يمكنه اليوم أن يأتي ويطلب منها أن تحتضن قائده.
فإن كانت بيروت عاصمة للوطن، فحزب الله لم ينتمِ يوماً لهذا الوطن، ونصرالله لم يكن أبداً قائداً وطنياً، ولم يضع طيلة مسيرته لبنان أولوية!
نصرالله هو قائد حزب، ولحزبه أن يحيي ذكراه كما يشاء، وأن يرثيه كما يشاء، وأن يضيء بصوره الضاحية وحارة حريك وحتى طهران إن أراد، كما يشاء، ولكن لا يمكن له أن يفرض هذه الذكرى على بيروت ولا أن يجعل من يوم الاغتيال يوماً وطنياً ولا أن يضيء صخرة الروشة بأيّ صورة كانت!
مواضيع مماثلة للكاتب:
![]() “حزب التحرير” الوجه السنّي لحزب إيران: تحرير غزّة يبدأ من “معرض رشيد كرامي”! | ![]() هل ننتحر كرمى نعيم قاسم؟! | ![]() إيران تمارس “التقية”.. ولاريجاني يتحوّل بين بعبدا وعين التينة! |