التناقض سيد الموقف… إيران تنفي سعيها إلى السلاح النووي فيما تُعيد بناء منشآتها وتزيد التخصيب!

تزامن خطاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث شدّد على أن بلاده “لم تسعَ يومًا ولن تسعى أبدًا لامتلاك قنبلة نووية”، مع توقيع مذكرة تفاهم بين طهران وموسكو لبناء محطات طاقة نووية، ومع إعلان منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إعادة بناء منشآت استُهدفت خلال الحرب الأخيرة، ممّا جعل المشهد يبدو متناقضًا إلى حدٍّ كبير بين القول والفعل.
وفي التفاصيل، أكّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، أن “إيران لم تسعَ مطلقًا ولن تسعى أبدًا إلى صنع قنبلة نووية”، رافضًا اتهامات الدول الغربية على هذا الصعيد.
وقال بزشكيان في نيويورك: “أعلن هنا، مرة جديدة، أمام هذه الجمعية، أن إيران لم تسعَ أبدًا ولن تسعى إلى صنع قنبلة نووية. لا نريد أسلحة نووية”.
وأشار الرئيس الإيراني إلى أنّ “الأمن لا يتحقّق عبر القوة وإنّما من خلال بناء الثقة”، وأنّ “على الأمم المتحدة إعادة الثقة في القانون الدولي”.
أتى ذلك بعد أن أعلنت شركة “روساتوم” الروسية الحكومية أنّ روسيا وإيران وقّعتا اليوم الأربعاء مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة في إيران.
ووقّع الاتفاق رئيس روساتوم أليكسي ليخاتشوف ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي خلال اجتماع في موسكو.
ووصفت روساتوم الاتفاق بأنه “مشروع استراتيجي”، وفقًا لـ “رويترز”.
وقال إسلامي، وهو يشغل أيضًا منصب نائب الرئيس الإيراني، لوسائل إعلام رسمية إيرانية هذا الأسبوع إنّ الخطة تتضمّن بناء ثماني محطات طاقة نووية في إطار سعي طهران للوصول إلى قدرة إنتاجية للطاقة النووية تبلغ عشرين غيغاوات بحلول عام 2040.
في هذا السياق، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إعادة بناء المنشآت النووية، التي تعرضت للقصف خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة في حزيران الماضي.
وقال محمد إسلامي في مقابلة صحافية، اليوم الأربعاء: “على الرغم من الضغوط الدولية وتهديدات إسرائيل بالمزيد من الهجمات، المنشآت التي استُهدفت سيُعاد بناؤها”.
وأضاف: “من الطبيعي تمامًا أن تتضرّر المنشآت خلال هجوم عسكري، لكن ما يهمّ هو أن العلم والمعرفة والتكنولوجيا والصناعة لها جذور ضاربة وعميقة في تاريخ إيران”.
وتابع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: “ارتفاع نسبة التخصيب لا يعني بالضرورة أنّها مخصّصة للسلاح. نحن بحاجة إلى تخصيب أعلى لأدواتنا الخاصة بالقياسات الدقيقة”.
وأردف إسلامي: “لا أحد يبيع لنا هذه المواد. نحن منذ سنوات طويلة تحت العقوبات. نحن بحاجةٍ إلى هذه المنتجات لمنظومات الأمان في مفاعلاتنا، وللعمليات الحساسة التي تُستخدم في إدارة مفاعلاتنا”.
في سياق متصل، أكد المسؤول الإيراني أنّه “لن يكون هناك أي تفاوض مباشر مع الولايات المتحدة”.
في المقابل، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، في مقابلة مع “العربية” و”الحدث”، أنّ الوكالة ستلجأ للحصول على ضمانات كخطة بديلة في حال لم تُفعّل آلية الزناد، مشدّدًا على أنّ الاتفاق الدائم لا يمكن أن يكون إلّا دبلوماسيًا.
وأضاف غروسي: “ما نحتاج إلى ضمانه هو أنّه إذا تم تفعيل آلية الزناد، يمكننا الاستمرار في العمل مع إيران. لأنّني متأكد من أنّه حتى لو كانت هذه هي الحال، ستظلّ هناك اتصالات ومشاورات ومفاوضات، في محاولةٍ للتخفيف من آثار ذلك، والتوصّل إلى اتفاق”.
وقال إنّ “الاتفاق الدائم لا يمكن أن يكون إلا دبلوماسيًا، نحن نعلم جميعًا هذا. لذلك، نحن نحاول أن نكون في وضع أفضل”.
وختم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: “نحن لا نزال في وضع مواجهة للغاية، ولكنّنا نحاول تحسينه من خلال هذه الإجراءات، والتفتيش الملموس، والتعاون”.
مواضيع ذات صلة :
![]() “تكويعة” قاسم إيحاء إيراني لن يقلب المشهد… المملكة لا تفاوض أحزابًا بل حكومات | ![]() رسالة الشيخ نعيم في “الفرّامة” السعودية | ![]() “تكويعة” الشيخ نعيم… محلية أم إيرانية؟! |